لماذا لا يستطيع الولد أن يتعلم أحياناً ؟
لنفهم أفضل كيف يعمل الدماغ، يمكننا أن نعتبر أنه مقسم إلى ثلاثة أجزاء، مثل 3 طبقات.
في الطابق الأرضي، نجد دماغ الزواحف. إنه الدماغ الأساسي الذي يؤمن البقاء على قيد الحياة : الشرب، الأكل، التناسل. وهو يتحكم بالسلوكيات البدائية مثل الخوف، الكره، غريزة البقاء على قيد الحياة.
في الطابق الأول، نجد الدماغ الحوفي. إنه الدماغ الذي له علاقة بالمشاعر والحكم على الآخرين.
في الطابق الثاني، نجد القشرة الدماغية. إنها هي التي تسمح بالتفكير وبالتأمل.
إذا كان دماغ الزواحف أو الدماغ الحوفي في حالة استنفار، لا تستطيع القشرة الدماغية أن تعمل.
مثلاً، إذا كان الولد يشعر بعدم الأمان أو بالتعب أو بالجوع، فإن دماغ الزواحف لديه هو الذي ينشط. لن يستطيع عندها أن يتعلم.
عندما يتعرض الولد للإذلال أو يشعر بالخطر، فإن دماغ الزواحف لديه يعتبر هذه المعلومة بمثابة اعتداء وردة فعله هي محاولة الحفاظ على الحياة.
بنفس الطريقة، إذا كان الولد معرضاً لانفعال عنيف (غضب، خوف، حزن)، فلن يستطيع أن يستمع إلى أي تعليل منطقي. لن ينفع بشيء أن نقول له “اهدأ واقرأ درسك”. من المستحيل بالنسبة له أن ينتقل إلى طابق القشرة الدماغية. يجب أولاً أن نتقبل انفعاله (بطريقة الإصغاء الفعال) حتى لا تعود القشرة الدماغية معرضة للتشويش.
نفس المبدأ ينطبق على المراهق العاشق الذي لا يستطيع أن يركز.
هذه المقاربة مبسطة جداً لكنها تسمح بأن نفهم لماذا لا يستطيع الولد أن يتعلم أحياناً.
لكن كل منا لديه خصوصاً نوع الذكاء الخاص به والدماغ يمتلك المرونة والقدرة على التكيف والتعلم : هناك دائماً وقت لتحسينه ولجعل أداءه أفضل. أحياناً يكفي بكل بساطة أن نغير المحيط أو العادات لكي نعيد وصل خلايا عصبية لم تعد موصولة. إذا نظرنا للأمور من زاوية مختلفة، واستعملنا تقنية مختلفة، كل الإمكانيات يمكن أن تبرز.