اختبار : أجيبوا على سؤال واحد وسنخبركم شيئاً لم يخطر ببالكم عن نفسكم
كل منا حلم، على الأقل مرة واحدة في حياته، أن يكون لديه توأم، نسخة طبق الأصل عنه. قد يجتاز الامتحانات بدلاً عنا، قد ينفذ مقالب لأصدقائنا أو قد يحل محلنا في موعد. ولكن كيف سنشعر إذا كان توأمنا أعلى منا بطريقة أو بأخرى ؟ من وجهة نظر علم النفس، الجواب على هذا السؤال يكشف الكثير جداً عن طباعنا المستترة.
نقدم لكم في هذا المقال اختباراً مثيراً يرتكز على مبدأ المنهجية الإسقاطية في علم النفس. إنه يتعلق بسؤال واحد عليكم أن تجيبوا عليه. قوموا بالاختبار وقارنوا جوابكم مع أجوبة زملائكم ورفاقكم.
تخيلوا الموقف التالي : ذات يوم اكتشفت أن لديك أخاً توأماً (بالنسبة للرجال) أو أختاً توأماً (بالنسبة للنساء). أنت لم تره أبداً من قبل لأنكما انفصلتما منذ ولادتكما. لقد تقابلتما وتكلمت معه عن حياتك. وفجأة، اكتشفت أن هناك شيء ما تحسد توأمك عليه.
السؤال : ما هو السبب في هذه الغيرة ؟ أتحسد توأمك على بعض ظروف حياته أم على صفاته الشخصية أم على طباعه ؟ اكتب على ورقة كل ما يخطر ببالك. اكتب بالتفصيل، لا تحصر نفسك في عبارات عامة مثل “إنه أسعد مني”، “إنه أغنى مني” وهكذا دواليك. لتسهيل مهمتك، يمكنك أن ترسم هذا التوأم الخيالي المثالي وأنت بجانبه.
النتائج
الجواب على هذا السؤال يكشف عن قيمك الحقيقية وأولوياتك. ليس تلك التي اخترعتها لنفسك عن عمد، ولكن تلك المغروسة في لاوعيك. لتسهيل معرفة هذه القيم المستترة، سنحللها بمساعدة هذه الأمثلة.
أخت جميلة
“إنها جميلة : أسنان رائعة، شعر طويل أشقر، قامة ممشوقة…أرى فيها نسخة مثالية مني، نسخة لا أستطيع أن أصبحها” غرازييلا، 27 سنة.
غرازييلا تحلم بأن تكون مثالية. هل هذا ممكن، وخصوصاً على مستوى المظاهر ؟ هناك وسائل لا نهائية نستطيع أن نجربها لمظهر أفضل وغرازييلا تعرف هذا جيداً جداً. لكن على مستوى اللاوعي، إنها تحب أن تكرس وقتاً وانتباهاً أكثر لتعتني بنفسها.
إذا كان هناك في جوابك، الرغبة في المظهر أولاً، وكان لديك الكثير من العقد النفسية عندما ترين صور جسم مثالي لشخص ما على الانستغرام، فهذه قد تكون إشارة على وجود اضطراب عصبي. من جهة أخرى، إذا كنت لا تحسدين سوى توأمك الخيالي على مظهرها المدهش، مثل غرازييلا، إذن فأنت شخص مكتفٍ جداً في كل جوانب توقعاتك.
مكافحة من أجل نظام حياة صحي
- “أختي التوأم لا تخاف من نظرات الآخرين وقد دخلت في مدرسة تعليم المسرح.
- إنها تجيد الإنجليزية تماماً.
- سافرت إلى كل أوروبا.
- إنها أنحف مني.
- لم تجري عملية المرارة لأن طريقة حياتها دائماً صحية وسليمة (لم تكن تأكل أي نوع من الفاست فود) وهي عموماً تعتني بصحتها جيداً”. تمارا، 28 سنة.
في النقطة 4، نرى أيضاً مرة أخرى الرغبة في المظهر المثالي، وفي النقطة 5، هناك تركيز واضح على أولوية الصحة الجيدة. النقاط 1، 2، و3 تشير إلى أن تمارا تشعر بنقص في الإرادة : “إنها تخاف من نظرات الآخرين”، “كانت تأكل كل أنواع الفاست فود”.
ما هو أهم هنا، هو أنه بحسب دراسة لعلماء أميركيين، الإرادة هي مصدر لا نهائي. يقول كريستوفر نابوليتانو، المشرف على الدراسة :”إذا كنت تعتقد أن إرادتك ضعيفة وسريعة الاستنزاف، فهذا هو بالضبط ما ستعطيك إياه بالمقابل. ستشعر بالحاجة إلى القيام باستراحات متواصلة على طول الطريق نحو هدفك. لكن إذا اعتبرت الإرادة مصدراً لا ينضب، سوف تبقى نشيطاً مهما كانت كمية العمل المنجز. يكفي أن تغير معتقداتك عن قدراتك وتحكمك بنفسك، وسيؤثر هذا بشكل إيجابي على سلوك الآخرين ووجهات نظرهم”.
“أحسد أختي لأن ليس عندها مشاكل صحية ولأن طفولتها كانت أسعد مني. لا أحسدها لأشياء أخرى، أنا فقط سعيدة من أجلها” فالنتينا، 27 سنة.
إجابة فالنتينا المختصرة تشير إلى أن أولويتها المطلقة هي الصحة. أما بالنسبة للتعليقات على الطفولة “التعيسة”، فهي تعود إلى واقع أنه، في عصر فرويد، أصبح ربط كل المشاكل بأحداث الطفولة أمراً على الموضة، وكانت هناك نظرة إلى الطفولة الصعبة على أنها شيء مرعب. لكن العديد من علماء النفس حالياً لديهم رؤية مختلفة لهذه المشكلة.
بحسب الأبحاث، الأشخاص الذين واجهوا صعوبات كبيرة، وتعرضوا لصدمة عندما كبروا، لديهم العديد من المميزات مقارنةً بأولئك الذين كبروا في بيئة مشجعة بشكل كامل. إنهم يستطيعون العثور على مخرج من المواقف الأكثر صعوبة، لأن نفسيتهم متكيفة مع الضغط النفسي منذ الطفولة. لديهم القدرة على أن يفصلوا بدقة الأشياء المهمة عن تلك التي ليست كذلك، إنهم يحسبون جيداً عواقب أفعالهم، فكرهم شديد المرونة، لا يخافون من المسؤوليات. بكل تأكيد، لا أحد يقول إن الطفولة الصعبة هي فرصة كبيرة، ولكن من الممكن أن نجد فيها مميزات.