اختبار : أجيبوا على سؤال واحد وسنخبركم شيئاً لم يخطر ببالكم عن نفسكم ( 2 )
كل منا حلم، على الأقل مرة واحدة في حياته، أن يكون لديه توأم، نسخة طبق الأصل عنه. قد يجتاز الامتحانات بدلاً عنا، قد ينفذ مقالب لأصدقائنا أو قد يحل محلنا في موعد. ولكن كيف سنشعر إذا كان توأمنا أعلى منا بطريقة أو بأخرى ؟ من وجهة نظر علم النفس، الجواب على هذا السؤال يكشف الكثير جداً عن طباعنا المستترة.
نقدم لكم في هذا المقال اختباراً مثيراً يرتكز على مبدأ المنهجية الإسقاطية في علم النفس. إنه يتعلق بسؤال واحد عليكم أن تجيبوا عليه. قوموا بالاختبار وقارنوا جوابكم مع أجوبة زملائكم ورفاقكم.
تخيلوا الموقف التالي : ذات يوم اكتشفت أن لديك أخاً توأماً (بالنسبة للرجال) أو أختاً توأماً (بالنسبة للنساء). أنت لم تره أبداً من قبل لأنكما انفصلتما منذ ولادتكما. لقد تقابلتما وتكلمت معه عن حياتك. وفجأة، اكتشفت أن هناك شيء ما تحسد توأمك عليه.
السؤال : ما هو السبب في هذه الغيرة ؟ أتحسد توأمك على بعض ظروف حياته أم على صفاته الشخصية أم على طباعه ؟ اكتب على ورقة كل ما يخطر ببالك. اكتب بالتفصيل، لا تحصر نفسك في عبارات عامة مثل “إنه أسعد مني”، “إنه أغنى مني” وهكذا دواليك. لتسهيل مهمتك، يمكنك أن ترسم هذا التوأم الخيالي المثالي وأنت بجانبه.
النتائج
الجواب على هذا السؤال يكشف عن قيمك الحقيقية وأولوياتك. ليس تلك التي اخترعتها لنفسك عن عمد، ولكن تلك المغروسة في لاوعيك. لتسهيل معرفة هذه القيم المستترة، سنحللها بمساعدة هذه الأمثلة.
اخت مثالية
“قابلت أختي التوأم وهذا ما أحسدها عليه : .1 لقد نجحت في كتابة كتاب، شيء ما حلمت به دائماً، لكنني لم أنجح في تحقيقه. 2. لقد تزوجت الرجل الذي أحبته. إنهما متفاهمان بشكل كامل وعلاقتهما ناجحة. 3. لقد كرست نفسها لما يحبه وهو ناجح في مجال قريب منها. 4. إنها تسافر إلى الأماكن التي تريد وعندما تريد. 5. إنها لا تضجر أبداً، إنها شخص مهم وتتفاعل مع الناس من حولها. 6. إنها تطهو بشكل جيد جداً، وكل ما تحضره لذيذ، حتى وصفاتها بدون كتاب طبخ، ومنذ المحاولة الأولى. 7. إنها أكثر توازناً مني من الناحية النفسية، مستوى القلق عندها أقل مني، إنها لا تقلق للتوافه. 8. إنها تعيش في المدينة التي تحب”. كاتا، 27 سنة.
الأخت التوأم لكاتا مثالية جداً لدرجة أننا نتساءل إذا كان وجودها ممكناً. كاتا واعية لمشاكلها النفسية (النقطة 7)، وأحلامها وحاجاتها (النقاط الأخرى). هناك ميل واضح للمثالية. هذه المرأة تريد أن تحصل على نجاح مطلق في كل المجالات التي ذكرتها، وبما أن هذا مستحيل، استسلمت ولم تفعل شيئاً. لكن في نفس الوقت، كاتا تشعر بالذنب لتراخيها. هذه الطريقة في التفكير سامة ويمكن أن تؤدي إلى الكآبة.
من الصعب بلوغ الكمال في كل النقاط، لكن من الممكن النجاح في تعلّم الطهو، في فعل ما نحب، في كتابة كتاب، في العثور على توأم الروح، الخ. المهم هو ألا نقلق وألا نلوم أنفسنا إذا لم نحقق كل ما نريده فوراً. بالمقابل، من الملائم أن نركز على أهداف واقعية وأن نعمل على تحقيقها بالتدريج، مرحلة بعد مرحلة.
أخوة وأخوات = أفضل أصدقاء
“مع أن هذا قد يبدو غريباً، لكنني حلمت بأخت (أو بأخ) توأم طوال حياتي، لا أعرف لماذا. لكنها إذا أظهرت نفسها، سيكون الأمر رائعاً ! لدي فضول كبير لأعرف ماذا تشبه : هل لها نفس لون شعري ؟ والعينين، والملامح ؟ أعرف أننا سنتكلم كثيراً : عن حياتنا، عن الناس الذين من حولنا. من المؤكد أننا سنجد أشياء مشتركة…بالنسبة للغيرة، ما الفائدة ؟ إذا كانت على ما يرام، سأكون سعيدة جداً، وإذا حدث لها شيء في حياتها، سنفكر معاً ماذا علينا أن نفعل وكيف نصلح الوضع. وهذا كل شيء. يجب أن نعتبر الغيرة كصفعة، إنها إشارة على أنه حان وقت أن نتصرف وأن نفعل شيئاً ما بهدف حل المشكلة التي تشغل بالها” مارسيلا، 26 سنة.
مارسيلا تفكر بطريقة إيجابية جداً وواقعية. جوابها يكشف أن أثمن شيء بالنسبة لها هو العلاقات الإنسانية الدافئة، التواصل الصادق، المساعدة المتبادلة (“سنفكر معاً ماذا علينا أن نفعل وكيف نصلح الوضع”). تنكر مارسيلا شعور الغيرة، وتجده حتى مخزياً. من المناسب أن نلفت النظر إلى أننا، حتى لو اعتبرنا الغيرة شعوراً سلبياً ومدمراً، لكننا لا يمكننا أن نتجنبها بشكل كامل. لقد حسدنا كلنا احداً ما، على الأقل مرة واحدة، وهذا عادي تماماً. بالإضافة إلى أن الغيرة قد تكون بناءة. فكما يكشف اختبارنا هذا، تساعد الغيرة في التعرف على رغباتنا الحقيقية.
“أحب أن يكون لديّ أخ توأم أكثر استرخاء وأكثر نشاطاً اجتماعياً مني. سيكون صديقي الحقيقي، سنذهب إلى كل الحفلات معاً، سنتعرف إلى فتيات، سنفعل كل الحماقات مع الآخرين. أظن أن هذا سيكون رائعاً حقاً ومسلياً. مع أخي الظريف، سأنسى أنني منطوٍ على نفسي واجد صعوبة في التواصل مع الناس” إجناسيو، 25 سنة.
إجناسيو يود أن يكون لديه أخ/ صديق أفضل، يكمله ويساعده على مواجهة عزلته وخجله. يبدو أن ليس لديه ما يكفي من الأصدقاء. إذا كنت تعتبر نفسك أيضاً منطوياً، يجب أولاً أن تكتشف إذا كنت هكذا حقاً. اليوم، القول إنك منطوٍ على نفسه هو شيء على الموضة جداً، ولكن الناس يخفون أحياناً وراء هذه الكلمة طبعين آخرين يمنعانهما من اكتساب آصدقاء وهما ليسا إلا الأنانية والكسل. مع هذا، حتى لو كنت شخصاً منطوياً على نفسه فعلياً، فهذا ليس سبباً لأن تصبح محكوماً عليك بالعزلة الأبدية.
أخت ناجحة جداً
“لن أكون غيورة من أختي التوأم، سأكون سعيدة بنجاحها، وبالعثور على عضو جديد في العائلة آثبت نجاحه في الحياة” آنا، 35 سنة.
آنا لا تعترف أنها يمكن أن تغار من آي شخص كان. استناداً إلى جوابها، من الواضح أن الأساس بالنسبة لها هو وجود عائلة موحدة وعلاقة جيدة مع الأهل، وهذا ما تطمح إليه.
الآن، حلل أجوبتك الخاصة بك. إذا لم تفاجئك وكنت واعياً جداً لقيمك، تهانينا. ولكن إذا كانت القيم الناتجة عن أجوبتك غير متوقعة بالنسبة لك، فقد حان الوقت كي تسأل نفسك بصدق عما تريده في هذه الحياة وما الذي ينقصك لتصل إليه.
[…] العلاقات الإنسانية بالتأكيد واحدة من المواضيع الأكثر عرضةً لخيبات الأمل، […]