الكذب عند الأطفال: هناك سبب بسيط جداً وراء الكذب عندهم…

هذا طبيعي ويجب بالأحرى أن يطمئنكم !

غالباً ما تكون المصداقية لدى الأولاد متزعزعة. ثم يكبرون قليلاً وتبدأ الكذبات الصغيرة والكبيرة بالحدوث. لكن لماذا؟ هناك سبب بسيط جداً. إليكم الشرح :

السبب منطقي. الأولاد لا يكذبون قبل عمر معين لأنهم لا يستطيعون تصور الكلام عن أشياء غير موجودة.

تصبح الأشياء عند الأولاد أكثر تعقيداً ابتداءً من عمر سنتين. ويستمر هذا حتى عمر 5 سنوات. في هذه اللحظة يبدأون بإخفاء أشياء. مثلاً إذا كانوا خائفين من المنافسة أو من خيبة الأمل، فيمكنهم أن يشوهوا الحقيقة ويتسلوا بفعل هذا، وحتى أن يخترعوا عالماً يبدو لهم مشوقاً أكثر من العالم الحقيقي.

هذه الكذبات هي اختراعات تعكس رغباتهم أو أحلامهم. إنها بالأحرى علامة جيدة وهي تثبت أن خيالهم سليم ومعافى. بالمقابل، الولد في هذا العمر الذي يقضي وقته في الكذب قد يكون لديه مشكلة في تقديره لذاته.

تنتهي هذه المرحلة في عمر 5 سنوات. ثم تبدأ مرحلة أخرى حيث يصل الولد إلى الكذب كما نعرفه نحن الكبار.

يصبح الأولاد قادرين عندها على التمييز بين الخير والشر. عندما يكذبون، يكون هذا بطريقة واعية. في أغلب الأحيان، يفيدهم الكذب في الحصول على شيء ما.

يجب علينا معرفة أن لا مشكلة في هذا إذا كان عرضياً، لأن الكذب له علاقة بنموهم وتطورهم. يتعلم الأولاد هكذا كيف يتكيفون مع المتطلبات من حولهم ويفهمون أنه من الضروري أن يكون هناك نوع من التلاعب أحياناً.

هذا يسمح لهم أيضاً أن يزيدوا ثقتهم بأنفسهم. أيضاً وخصوصاً، يثبت لهم الكذب أن أهلهم لا يستطيعون أن يقرأوا ما بداخلهم، في أفكارهم، كما عندما كانوا أصغر سناً. وهكذا يساعدهم الكذب في التغلب عليهم !

إذن، إذا كان ولدكم يكذب من وقت لآخر، لا تهلعوا. لا حاجة للشعور بالذنب أو الاستسلام للغضب. قولوا له إن لديه الحق في أن يكذب، ولكنكم لا توافقون على هذا. قولوا له إنه، حتى لو كان الكثير من الناس يخافون من قول الحقيقة، فهو ولدكم وإنكم تستطيعون أن تصغوا إلى كل شيء يقوله وإنه يستطيع أن يثق بكم.