لِمَ عليكم أن تزرعوا شجرة في حديقتكم إذا ما رزقتم بفتاة؟
سترون أنّ تأمل الطبيعة قد يترك أثراً على تصرفاتنا، لا سيّما على تصرفات وسلوك الفتيات، وهذا ما اكتشفه الباحثون…
بحثت الدراسة أدناه في العلاقة بين الطبيعة والتركيز عند الفتيان والفتيات الذين لا يعانون من أيّ مشكلة أو اضطراب في الانتباه..
أجرى تايلور Taylor وزملاؤه دراسة على 169 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة ويعيشون في 12 مبنى متشابهاً في وسط شيكاغو. ويطل بعض هذه الأبنية على مساحات خضراء، على عكس البعض الآخر.
كانت نوافذ غرف بعض الأطفال تطل تحديداً على المنتزه فيما تطل نوافذ غرف الأطفال الآخرين على الشارع.
قوّم الباحثون الانضباط الذاتي لدى الأطفال عبر إخضاعهم لاختبارات مختلفة:
أربعة اختبارات لتقويم تركيزهم وثلاثة لقياس قدرتهم على ضبط أنفسهم.
وسمح اختبار أخير بتقويم قدرتهم على تأجيل أو تأخير إرضاء الذات:
كان لديهم الخيار بين الحصول على كيس صغير من السكاكر في الحال أو على كيس كبير لاحقاً…
إنّ الأداء الجيد في هذه المجالات الثلاثة يعكس انضباطاً ذاتياً كبيراً.
أظهرت النتائج أن الفتيات اللواتي تطل نوافذ غرفهن على مساحة خضراء أكثر قدرة على التركيز، وعلى الامتناع عن التصرّف بنزق وعنف وعلى تأجيل إرضاء ذاتهن، من الفتيات اللواتي لا تطل نوافذ غرفهن على المشهد نفسه.
ولم تأتِ نتائج الاختبار مماثلة عند الفتيان.
في الواقع، لم يُسجّل أيّ فرق بين الفتيان الذين تطل غرفهم على الطبيعة والفتيان الآخرين.
ولعل السبب يعود إلى أنّ الصبيان يميلون إلى تمضية وقت أطول من الفتيات في اللعب خارج المنزل.
أخيراً، يبدو أنّ المشاهد الأكثر خضرة تسمح للفتيات بالتمتع بانضباط ذاتي أفضل…ويمكن للانضباط الذاتي بحسب الباحثين أن يزيد النجاح المدرسي ويقلل من الجنوح عند الأطفال.
لذا، ينبغي على متعهّدي العقارات والمهندسين أن يجعلوا الطبيعة جزءاً مما يبنونه، إذا كانوا مهتمين براحة زبائنهم، فمن شأن هذا أن يحسّن نوعية حياة السكّان وأداءهم.
خاتمة
إذا كان التركيز يتحسّن عند رؤية المساحات الخضراء، فشجّعوا الفتيات على الدرس أو اللعب في الغرف التي تطل على منظر طبيعي، وحثّوا الأولاد على اللعب في الخارج، في المساحات الخضراء.
وحافظوا على المساحات الخضراء لديكم ولا تقطعوا أخيراً أغصان أشجار الجيران بحجة أنها تتجاوز السياج وتطل على حديقتكم..
المصدر: كتاب النساء والرجال، حقائق مذهلة!