أدوات تحتاجها لتتخطّى أي أزمة في حياتك مهما كانت

0

 مهارات لتنجو من الأزمات

أهمّ ما ينبغي أن نعرفه هو أننا لا يمكن أن نكون مستعدين لكل تفاصيل الأزمات في حياتنا مئة في المئة. نحن لا نستطيع أن نسيطر على المستقبل بتفاصيله المادية. ما يمكننا أن نفعله في هذا الشأن هو أن نكون مستعدين داخلياً. عليك أن تكون مستعداً لأي شيء سواء لمشاكل العمل العادية إلى الأحداث والأزمات والخسائر الكبرى من أي نوع كانت.

في ما يلي بعض المهارات التي عليك امتلاكها لتنجو من أي أزمة:
 كن واعياً

هذا هو الأساس. إذا لم تمارس الحضور الذهني، فلن تكتسب المهارات الأخرى. يمكنك تحسين حضورك الذهني ببساطة عن طريق التأمل. التركيز على تنفّسك لبضع دقائق كل صباح قبل أن تبدأ أي عمل. ذلك يساعدك على معرفة ما يحدث في داخلك أثناء حصول أي حدث خارجي. على سبيل المثال، إذا كان أحدهم يثير أعصابك ستنتبه إلى رد فعل جسمك في تلك اللحظة كزيادة ضربات القلب، والشعور بالذعر، واحمرار وجهك، أو شيء من هذا القبيل. الوعي لردود فعل جسمك يجعلك مستعداً للسيطرة على ما يمكن أن يحدث في فكرك.

راقب استجابتك الداخلية

عندما تبدأ بملاحظة ردود فعلك الفكرية على أحداث خارجية، يمكنك أن تبدأ في توجيه ردك كما يجب. على سبيل المثال، إذا ألقيت على عاتقك مهمة صعبة في اللحظة الأخيرة، تلاحظ أن تنفّسك أصبح قصيراً وتشعر بإنقباض في صدرك وتوتذر في فكّيك… ثم ستنتبه إلى أنك متوتّر جداً لأنه أسندت إليك مهمة لا وقت لديك لإنجازها بالسرعة المطلوبة. راقب ما تشعر به أي القلق والإستياء. ستتمكّن حينئذٍ من تقرير كيفية التصرف، بدلاً من أن تدع هذين الإنفعالين يسيطران عليك وعلى تصرفاتك.

انتبه إلى ما تتمسّك به

عندما تواجه صعوبة في تحمّل مشاعر مثل القلق والغضب والإستياء والخوف والرغبة في التأجيل فاعلم أن هنالك شيء تتمسّك به وهو يسبب لك تلك المشكلة. قد تجد صعوبة في التعرّف على الأمر الذي تتمسك به في البداية، لكن مع الممارسة ستتمكّن من التعرّف عليه بسرعة. إذا كنت غاضبا أو تشعر بالإستياء فلا بدّ أن هنالك وضع مثالي تريده وتتمسّك به وهذا الوضع لا يتطابق مع الواقع. على سبيل المثال، لعلك تعرّضت لجرح في مشاعرك من شخص يعني لك الكثير … ستشعر بغضب عارم لأنك تتمسّك بوضع مثالي وهو أن هذا الشخص لا ينبغي أن يعاملك بهذه الطريقة. لا يهم إذا كنت على حق أم لا. لكن إذا أردت أن تكون الأمور كما تريد حتى لو كانت مختلفة عن الواقع، فعليك أن تفهم إذاً سبب شعورك بالغضب والإستياء. أن تعرف الوضع أو الفكرة أو طريقة الحياة التي تتمسك بها مفتاح أساسي للعبور إلى الواقع ومواجهة ما يطرحه من أزمات.

 تخلّ عما تتمسك به

من الصعب ألا تعلّق أبداً بأفكار أو مبادئ أو طريقة حياة معينة. لكن إذا كنت ترى أن هذه الأمور تسبب لك الأذى النفسي فارحم نفسك وتخلَّ عنها. أن يعاملك الآخرون بشكل جيد هدف مثالي بالتأكيد لكنه لن ينجح دائماً. استغناؤك عن الأفكار التي تتشبّث بها واحتضان الواقع وتوقّع كل أنواع السلوكيات كجانب من الحياة يمكن أن يجعل حياتك أفضل أثناء الأزمات. البشر لا يتصرفون دائماً بشكل مثالي. نحن بحاجة إلى قبول ذلك، وإلى عدم فرض مثالياتنا على الواقع.

الإستجابة بشكل مناسب

قبول الواقع لا يعني ألا تفعل شيئا. عليك أن تعرف كيف تتفاعل مع الإحساس بالغضب، والإحباط، والقلق والإستياء. الردّ على شخص أو موقف في لحظات الغضب أو الإستياء لا يؤدي عادة إلى شيء إيجابي. عليك أن تستجيب للأزمات والمواقف المتأزمة بمهارة أكبر. إذا أغضبك أحدهم مثلاً يمكنك أن تصرخ بوجهه وتهدده لكن هذه الإستجابة غير ملائمة. عندما تنفعل وتغضب ستتفاقم المشكلة. خذ أولاً نفساً عميقاً واعترف بالغضب الذي يجتاحك وقل لنفسك أنك تستطيع السيطرة على هذا الانفعال الغريزي ثم ابحث بهدوء وتعاطف مع نفسك ومع الآخر عن حلول للمشكلة. هذه الطريقة في التعامل مع افعالاتك ستجعلك تعبر بسلام من أي أزمة أو خسارة.

البقاء في اللحظة الحاضرة

يمكننا أن نجعل الأزمة تتفاقم إذا عدنا بأفكارنا دائماً إلى الماضي أو إذا فكّرنا أن الأمور قد تسوء في المستقبل. في اللحظة الحاضرة كل شيء على ما يرام. عش اللحظة الحاضرة بهدوء ورحمة. هذا يعني أن عليك أن تتنبّه حين يعيدك فكرك إلى الماضي أو يبدأ بتوقّع المستقبل. عليك دائماً أن تعود به إلى الحاضر.

كن ممتناً واقبل اللحظة كما هي

الواقع قد يكون أحياناً بشعاً لكن الحلّ الأفضل هو ألا نحارب أنفسنا به بل أن نقبله على ما هو عليه، ونكون ممتنين لذلك. ذلك يتطلب الكثير من التمرين لأنه من الصعب أن تكون ممتناً حين تشعر بالإستياء أو عندما تفقد وظيفة، أو تخسر أحد أفراد العائلة أو تصارع مرضاً… لكن ذلك هو الواقع الذي أنت فيه وليس الحالة المثالية التي كنت تتمنى أن تكون فيها. عليك أن تتقبّل ذلك لكي تخرج من حالة الإشفاق على نفسك وتتحرّك بشكل إيجابي نحو الحلول. كل تجربة في الواقع هي درس أو حجر يمكن أن نحوّله إلى عثرة أو ندوس عليه لننتقل إلى حالة أفضل. هذا النمط في التفكير سيجعلك تعيش في سلام داخلي لا يتزعزع.

اترك رد