طرحت صحيفة “الغاردين” سؤالاً عن ماهيّة الحبّ على عالم فيزياء وعلى فيلسوف. فما كان رأيهما؟ وهل يختلف مفهوم الحبّ باختلاف خلفيّة الإنسان الذي يعطي رأيه فيه؟
الحب من وجهة نظر عالم الفيزياء
“الحب هو الكيمياء”
من الناحية البيولوجيّة، الحب هو حالة عصبية متطرّفة، مثل الجوع أو العطش، ولكنها تدوم وقتاً أطول. نقول إن الحب أعمى أو نتحدث عن أن عين الحب عمياء أو عن حبّ غير مشروط، وهذا يعني أننا لا نستطيع السيطرة عليه. لكن هذه الحالة ليست مستغربة بشكل خاص لأن الحب، هو في الأساس ظاهرة كيميائية. ففي حين أن الشهوة هي رغبة جنسية عارضة، وتولّد إفراز هرمونات مثل هرمون التستوستيرون وهرمون الاستروجين، في الحب الحقيقي أو الإرتباط العاطفي الحقيقي يطلق الدماغ مجموعة كبيرة من الهرمونات مثل الفيرومونات، الدوبامين، النورادرينالين والسيروتونين، الأوكسيتوسين وفاسوبريسين (ADH).
ومن وجهة نظر التطورالبشري، يُعتبر الحب آلية بقاء قمنا بتطويرها حتى يتسنى لنا أن نشعر بالحاجة الحقيقيّة إلى علاقات طويلة الأمد، وهذا يضمن لنا الدعم المتبادل، ورعاية الآباء للأبناء والشعور بالأمان.
الحب من وجهة نظر الفيلسوف
الحب هو إلتزام عاطفي. علماً أن تعريف الحبّ لا يزال غير واضح، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الحب ليس شيئاً واحداً. حب الوالدين، والشريك، والأطفال، والمنزل، والجار، والله، إلخ… كل نوع من أنواع الحبّ هذه له نسيج مختلف. والحبّ أنواع أخرى أيضاً: حبّ أعمى، حب من جانب واحد، حب مأساوي، حبّ مستقرة، حبّ سهل، حب غير مخلص، حب غير مكتمل وحب غير المشروط … في أحسن الأحوال، تنبع هذه التنوعات من التزام نبيل وعاطفي، ينمو ويتطور، على الرغم من أنه غالبا ما يظهر في حياتنا من دون دعوة. لهذا السبب الحبّ هو أكثر من مجرد شعور قوي. العاطفة دون الالتزام هي مجرد إثارة. الإلتزام دون عاطفة هو هاجس فقط. وحتى أعظم حب، إذا تُرك دون رعاية واعتناء يذبل ويموت.
موقع التربية الذكية
