حاجتان أساسيتان يجب تلبيتهما للطفل المتعدد المواهب (5)
احتياجات الطفل المتعدد المواهب الحيوية والاساسية
أودّ هنا أن أشير إلى أنّ ثمة حاجتين أساسيتين تشكلان قاسماً مشتركاً بين متعددي المواهب كلهم:
الهدف أو المعنى
يجب أن يكون لما يفعله معنى أو هدف، فعدم وجود هدف لا يحفّزه ولا يساعده على النجاح! وقد يفعل لكنه سيكون تعيساً (جداً).
في هذه الحالة، يكمن الحل في أن نبيّن له كيف يمكن لتعلّم هذا أو ذاك (مادة ما في المدرسة على سبيل المثال) أن يتيح له فرصة الوصول إلى مبتغاه. (لذا، لا بد لنا من أن نتركه يعبّر بحرية عما يريده، فتتمكنون بهذه الطريقة من أن تحفزوه أكثر بعد أن تبيّنوا له بما سيساعده هذا الشيء أو ذاك في الوصول إلى ما هو مهم بالنسبة إليه).
التنوّع
قلتها من قبل: متعدد الألوان
لا يمكن لشخص متعدد المواهب أن يحافظ لوقت طويل على تركيزه على مهمة واحدة، وعلى موضوع واحد (اللون نفسه). ولا تبرز قدراته كلها إذا ما طلبنا منه ذلك لا بل سيترك هذا اثراً معاكساً عليه.
يعتمد هذا طبعاً على متعددي المواهب، وعلى اللحظة، وعلى المجال الذي يجري التركيز عليه. يمكن لبعض متعددي المواهب أن يركزوا على مجال واحد فقط لبضعة أشهر إلا أنهم ينتقلون في لحظة معيّنة إلى مسألة أخرى ويتخلون تماماً عن المجال الأول. ويحتاج آخرون إلى القيام بخمسة عشر مشروعاً في الوقت نفسه فيما تتمركز الغالبية بين هذين النقيضين.
وفي هذه النقطة تحديداً، أدعوكم لأن تتركوا الطفل يتصرف بحرية وأن تراقبوا كيفية عمله.
لنأخذ هنا مثل الواجبات المدرسية، هل يستطيع فعلاً أن يركّز على مادة الرياضيات حصراً حتى الانتهاء من واجباته؟ أم يرغب في أن ينهي واجبات اللغة الفرنسية في لحظة معيّنة؟ ما الذي قد يحصل لو اتبع هواه ورغبته؟
لدينا اعتقاد راسخ بأن النجاح في عمل ما يتطلّب منا أن نركز عليه حتى ننتهي منه. لكن هل هذا صحيح؟ وحتى لو كان صحيحاً بالنسبة إليكم، فهل هو صحيح بالنسبة إلى طفلكم؟ هل إذا ما تركتموه “يتشتت” (بحسب مفهومكم أنتم) فلن يتمكن من انجاز أيّ شيء؟
ماذا لو تركتم له حرية التصرّف كما يشاء لتروا ما يمكن أن يفعله؟
وإذا ما ربطتم أيضاً المهام التي يتوجب عليه انجازها بحاجته إلى الهدف أو المعنى، ورأى الفائدة من القيام بها، فسيجد عادة الحافز الذي يدفعه للعمل. دعوه يعمل كما يحلو له، فهو الأكثر قدرة على تحديد ما هو مناسب له. ثقوا به.
على أيّ حال، عليكم أن تحفظوا هاتين الحاجتين الأساسيتين: الهدف/المعنى والتنوّع، فهما حاجتان اساسيتان بالنسبة إليه. وإن لم تأخذوهما بعين الاعتبار، فكأنكم تقولون له أنّ هذا غير طبيعي، وكأنكم تجعلونه تعيساً جداً.
المقالة التالية : هل الأولاد المتعددو المواهب متقلبون ومشتتون دائماً ؟