نتائج ابني المراهق (أو ابنتي) المدرسية تتراجع : ما سبب المشكلة وما الحل ؟(2)
المشكلة رقم 2: “نتائج ابني المراهق (أو ابنتي) المدرسية تتراجع”ا
الوضع
في العام الماضي، كان معدل ابنتك العام 14، لكن الكارثة حلّت منذ أن أصبحت في الصف الثامن. تراجعت الدرجات كما ازداد سلوكها سوءاً. الأساتذة غير راضين وأنتم تشعرون بالإحراج حيال الجهاز التعليمي (الأساتذة) والجهاز التربوي (المرشدون التربويون). يجب أن تجدوا حلاً سريعاً.
- الأهل: “حسن، اسمعي، يجب أن نتحدّث بشأن درجاتك وسلوكك.”
- المراهقة: “دعوني وشأني، لا رغبة لي في ذلك. على أيّ حال، سأفعل ما يحلو لي، إنها حياتي وليست حياتكم. كما أن المدرسة تزعجني. أريد أن أكون حرّة.”
ما العمل؟
- الأهل: الخيار الأول: سيكون الحلّ بسيطاً جداً. إن لم تحسّني درجاتك على الفور، فسندرس امكانية ارسالك إلى مدرسة داخلية/معاقبتك/الخ…
- الأهل: الخيار الثاني: يجب أن نتحدث في الموضوع جدياً. نحن قلقون على مستقبلك. نرغب في أن نساعدك وفي أن نجد معاً الحلول المناسبة. نعلم أنّ هذه حياتك أنت. إذا لم ترغبي في مناقشة الموضوع، فسنتخذ قراراً مؤقتاً في الوقت الحالي: سنساعدك ونتابع واجباتك/سنستعين بمدرّس خاص/سنسجّلك في مركز يساعدك في انجاز الواجبات. بعد بضعة أسابيع، قد ترغبين في مناقشة المسألة وايجاد الحلول التي تناسبك فعلاً. الحريّة التي تتحدثين عنها، ستنالينها مع نتائج مدرسية جيدة تسمح لك باختيار توجّهك.”
أول خطوة يجب اتخاذها إذا ما كانت درجات المراهق سيئة هي التأكّد من عدم وجود سبب “خطر” لهذا التراجع في النتائج (صدمة، احباط، استياء، مشكلة عاطفية، مضايقات في المدرسة، مشاكل في الهرمونات، تعاطي، الخ…). بعدئذ، لعل أفضل استراتيجية هي مساندة المراهق أو المراهقة. في المراحل المتوسطة (الثامن والتاسع)، يبدأ جسم الفتى في سن ما قبل المراهقة بالتغيّر ومن الصعب أن يكوّن رأيّاً جيداً عن نفسه. كما تتغيّر سلوكياته. إنه زمن الحب الأول وزمن السخرية أيضاً. إنهم شديدو الانشغال على الصعيد الاجتماعي بحيث أنّ النجاح في المدرسة ليس من أولوياتهم دوماً.
كما يدخل الأولاد مرحلة تعلّم جديدة، مرحلة التحليل والاستنتاج. فالأولاد حتى الصف السادس ومنتصف الصف الخامس، يحفظون دروسهم (عن ظهر قلب أحياناً) ولا يعيدون استثمار معارفهم في مجالات وأطر أخرى. لكنهم يجدون أنفسهم فجأة أمام فيثاغورس وتاليس، وأمام الفقرات الجدلية في المواد الأدبية والمنهجيات.
إذا ظهرت لدى ولدكم المراهق سلوكيات جديدة لا تعجبك، فهو يُظهر أنه يحتاج إلى حدود (ايجابية ومنطقية) و/أو إلى اهتمام. ولا بد من التصرّف بسرعة ازاء التراجع المفاجئ في الدرجات، كي تفتحوا عينيه وتواكبوه في هذه المرحلة. حددوا موعداً مع المدرسة إذا اقتضى الأمر، فالأساتذة يعرفون ولدكم من زاوية أخرى.
من الضروري التحدّث إليه، والتحاور معه والتوصّل إلى حلّ يناسبه. ما هو رد فعل العديد من الأهل؟ الصراخ، العقاب ومحاولة التحكّم بالولد. أتعلمون ؟ هذا طبيعي ويحصل للجميع. يسمح اعتماد الاعتدال، والتسامح والحزم بوضع الحدود التي يحتاجها مع دفعه إلى اعمال العقل والمنطق.
ولعل الأهم هو ألا تسمحوا لهذه المشاكل المدرسية بالاستمرار لاسيما وأنها لم تكن موجودة من قبل. ابحثوا عن سبب المشكلة:
- عدم وجود حافز وعدم اهتمام بالمدرسة
- مشكلة في الفهم أو في التنظيم
- رفقة سوء
- مشاكل نوم
- ألخ…
عندما تعبّرون عن المشكلة: “درجات ولدي المراهق المدرسية سيئة، فكيف أساعده؟”، تكونون قد خطوتم الخطوة الأولى نحو الاهتمام بأمره. سيشعر أنه محبوب، ومهم ومدعوم. ما الذي يحتاجه أكثر من الحب؟
اقرأ أيضاً : علامات ابني المراهق المدرسية سيئة/ كيف أساعده؟ (1)