الأم الكاملة المثالية غير موجودة: 5 نصائح أخرى لتكوني أماً جيدة غير كاملة (2)
إن أحد أكثر الموضوعات المتكررة شيوعًا التي كنت أشاهدها كوني معالجة نفسية هو الأمهات اللواتي يكافحن رغباتهن في السعي إلى الكمال. وأنا كمعالجة نفسية أعتبرها مهمتي أن أساعد هؤلاء الأمهات في التخلي عن فكرة ” الأم المثالية” ومعالجة الغرائز الكامنة وراء السعي إلى الكمال والبدء بتقبل فكرة النقص وعدم بلوغ الكمال.
وعندما نسعى جاهدين لنكون ” أشخاصاً مثاليين ” ، ونسمح للرغبة في الكمال أن تفوز ، فإننا نخذل أطفالنا.
لماذا ؟ لأننا نُظهر لأطفالنا ، من خلال تصرفاتنا ومعتقداتنا، أن أي شيء أقل من الكمال هو فشل.
في المقالة السابقة ذكرنا 5 نصائح لتكوني أماً جيدة وصالحة إلى حد مقبول
والآن إليك نذكر 5 طرق أخرى لتكوني أماً رائعة غير كاملة:
6- كوني منفتحة على ملاحظات طفلك.
ينقل الأطفال العديد من الأشياء التي يرغبون فيها من خلال سلوكهم وكلماتهم. استمعي لطفلك عندما يكون لديه ما يقوله، ركزي انتباهك عليه. قد لا توافقين على ملاحظاته، ولكن إعطاء طفلك الوقت والمساحة لسماع أفكاره يساعد كثيراً في نموه وثقته بنفسه.
7- اقضي وقتاً ممتعاً مع أطفالك.
الآباء مشغولون أكثر من أي وقت مضى هذه الأيام. ولكن طفلك بحاجة إلى وقت ممتع منتظم وروتيني معك. اجعلي هذا أولوية كل يوم. اطرحي الأسئلة وكوني فضولية. قد تسعدك الإجابات التي يقدمونها لك وتفاجئك.
8- لا تأخذي سوء سلوك طفلك على محمل شخصي.
لقد سمعت عبارة “آلام النمو” – وهذا لا يشمل الأطفال فقط. يشعر الأهل أيضًا بآلام النمو كرد فعل على محاولة الطفل الاستقلال عن أهله ورفض سلطتهم .
غالبًا ما تؤدي رغبة الطفل في الاستقلال والنمو إلى إشعال الصراع بين الأبناء والأهل – أجندتك مقابل أجندة طفلك. أحياناً يسهل على الأهل فهم الطفل الدارج عندما يقول لا أو يثور غضباً ولكنهم لا يتقبلون الأمر عندما يصدر من مراهق.
في لحظات الإحباط ، حاولي أن تري الرسالة التي يحاول طفلك إيصالها ولا تأخذي سلوكه على محمل شخصي. فالسبب وراء تصرفاته هو ما يمر به من فورات نمو وليس أشياء تتعلق بك شخصياً.
9- أظهري مشاعرك ، ولكن لا تغمري طفلك بالفائض من المشاعر.
أن تكوني نموذجاً للتحكم بانفعالاتك لأمر هام جداً لطفلك. عندما تشعرين بانفعال ما ، كأن يمر بك يوم سيء على سبيل المثال، احتفظي بمشاعرك وانفعالاتك لنفسك إذا كان إظهار هذه الانفعالات سيؤثر سلباً في طفلك.. وقولي لطفلك :” الماما تشعر بالضيق بسبب شيء ما حدث اليوم لذلك لن أستطيع الحفاظ على هدوئي كما يجب.. أريدك أن تعرف ذلك”
لا يساعد هذا النوع من الحوار والتفاعل فقط في تقديم نموذج للتحكم بالحالة المزاجية الصحية ، بل يسمح أيضًا لطفلك أن يفهم أن تصرفاتك وانفعالاتك لا تعود إلى شيء ما فعلوه.
غالباً ما يملأ الأطفال الفراغات على هواهم معتقدين أن ما يشعر الأهل به من سوء وغضب وحزن يعود إلى شيء ما ارتكبه الأطفال أنفسهم .
10- اسمحي لطفلك أن يكون على ما هو عليه.
الشخصية والمزاجية من الخصائص القوية للطفل. بالطبع نحن نريد كأمهات، التأثير في أطفالنا وتشكيلهم للاستفادة من العديد من الفرص . ولكن اعلموا أن الأطفال غالباً ما يعرفون من هم وماذا يريدون. جزء من عملنا كأهل هو إيجاد توازن بين التشجيع والتأثير ,وما بين الانكشاف والاستقلالية.
اسمحي لطفلك أن يكون على ما هو عليه بتوجيه وحب ودعم منك.
الأمومة هي رحلة فردية تختزن العديد من التجارب والمشاعر العالمية المشتركة: لحظات من القلق والخوف والغضب والإحباط والانزعاج والحزن والإرهاق والإحراج والفرح والامتنان والسعادة والرضا.
عندما نشتري الكمال ، فإننا نفقد فرصة أن نفهم المشاعر الشاقة – المشاعر التي تدفعنا إلى الأمام والتي نتعلم منها الكثير عن أنفسنا.
كلما زاد عدد الأمهات المستعدات لمشاركة ما يشعرن به ، أو ما يحتجن إليه ، أو يكشفن ما تحت الصورة، اقتربن أكثر من السعادة والرفاه.
الأم الصحية هي الأساس لخلق أمهات صالحين. تذكري أن طفلك بحاجة إليك ، بحاجة إلى نسخة صحية منك – وليس إلى شخصية مثالية كاملة.