الكمامة: ما الذي تشكّله من تحدّيات أمام تطوّر اللّغة لدى الأطفال؟
يخشى البعض أن يُضرّ ارتداء الكمامة بنموّ الأطفال، و خاصّة تطوّر لغتهم، لأنّه لم يعد باستطاعة الأطفال الصغار أن يروا وجوه بعض البالغين من حولهم. ما هي حقيقة هذا الأمر؟
يتعلّق السؤال المطروح، قبل كلّ شيء، بالوقت الذي يقضيه الطفل في أماكن رعاية الأطفال (كالحضانة و المدرسة…)، حيث يتعيّن على المعلمين ارتداء الكمامة طوال جزء كبير من اليوم.
لذلك يقضي الأطفال الصغار جزءً كبيرًا من نهارهم, في رؤية الجزء العلوي من وجه من يقوم برعايتهم فقط.
الكمامة و التواصل
تعقّد الكمامة عمليّة التواصل بشكل كبير، خاصةً بالنسبة للصغار الذين يتعلّمون اللغة أو أولئك الذين لديهم صعوبات مسبقة (اضطراب اللغة، اضطراب طيف التوحد، إلخ). أصدرت نقابة معالجي أمراض النطق و أخصّائيّ السمع الكندية, مقطع فيديو قصير حول هذا الموضوع وهو يحدّد ثلاثة أسباب تجعلها عائقًا أمام التواصل:
- تخفّف الكمامة من قوّة الصوت
- تخفي الكمامة الشفاه و هي تتحرّك عند التحدّث (قراءة الشفاه تساعد على فهم الكلمات).
- تخفي الكمامة تعابير الوجه التي تساهم في توصيل الرسالة.
الاستراتيجيات:
لتقليل صعوبات التواصل التي يمكن أن تسببها الكمامة، يمكن للبالغين الذين لديهم طفلٌ صغير:
- تخفيف الضجيج المحيط و التأكّد من جودة الإضاءة؛
- التكلم بصوت أعلى، بدون صراخ، وببطء أكثر، و اللّفظ بشكل جيد.
- جذب انتباه الطفل قبل التحدث إليه و النزول الى مستواه؛
- المبالغة في تعابير الوجه لجعل الأعين تتحدث؛
- استخدام المزيد من الإيماءات.
من ناحية أخرى، يمكن للأهل أن يغتنموا الفرصة للتحدث قدر الإمكان مع أطفالهم عندما يتواجدون بلا كمامة في المنزل. أصبحت نصائح دعم تطوير اللغة الآن, أكثر أهميّةً من أي وقت مضى:
- النزول الى مستوى ارتفاع الطفل و التواصل بالعين قبل التحدث إليه؛
- الاستماع إلى ما يثير اهتمامه و السماح له بمبادرة المحادثة للتأكّد من اهتمامه؛
- استخدام مفردات متنوّعة و جملاً منظّمة بطريقة جيّدة و اعادة صياغة أخطاء الطفل بنبرة صوت إيجابية, دون أن نطلب منه التكرار.
ماذا عن تأثيرها على المدى الطويل؟
يعتقد خبراء الصحة العامة أنّ خطر انتقال فيروس كورونا في دور رعاية الأطفال, أكثر ضررًا من تأثير الكمامة على نموّهم. و هم يقومون بتعديل تعليماتهم مع تطوّر الوباء و توسّع المعرفة.
في جميع الأحوال، أعتقد أنّنا نعيش في وضع استثنائي و أنّ تطوّر جميع أطفال العصور السابقة الذين مرّوا بأحداث غير عادية لم يكن موحّداً… لكن غالبًا ما تبهرنا مرونة الأطفال الصغار!