طريقتان لمساعدة طفلكم على اللحاق بالتعليم وتعويض ما فاته العام الماضي (1)
اللحاق بالتعليم:
بعد مرور سنة صعبة للغاية، قد تكونوا قلقين حول الأثر الطويل المدى على المستوى التعليمي لطفلكم. لكن الخبراء يقولون إنه بإمكانكم الإمساك بزمام الأمور وإن هناك طرقًا لدعم الطلاب في هذه السنة (دون الحاجة إلى الإشراف على أعمالهم في الصف).
بينما تعود المدارس إلى فتح أبوابها ويعود الأطفال للإجابة على المسائل اللغوية والمعادلات الحسابية، يبدو أن السؤال الذي يدور في ذهن معظم الأهل هو: هل أطفالي جاهزون للتعليم؟
من المفهوم أن تقلقوا من أن طفلكم لم يتعلم كما يجب السنة الماضية. في إحصائية أجريت عام ٢٠٢١ وسميت “العودة إلى المدارس”، تبين أن ٣٦٪ من الأهالي عبّروا عن قلقهم من أن علامات أطفالهم لن تكون بالمستوى المتوقع هذا العام.
كانت هناك تفاوتات شديدة في أنحاء البلاد: بعض الأطفال كانوا يذهبون إلى صفوفهم خلال السنة الدراسية كلها، بينما حضر البعض فقط بعض الحصص المباشرة ولم تكن لديهم التكنولوجيا المطلوبة للدراسة عن بعد. كما أن البعض فقدوا أحباءهم، أو عانوا من فقدان السكن أو انعدام الأمن الغذائي، أو تصارعوا مع القلق والكآبة.
عاد إبنا أليسا هنادا إلى مدرستهم في بورتلاند، أوريغون، لبضع ساعات في اليوم في الربيع بعد أن كانت قد تلقت انذارات متكررة من معلمة ابنها بسبب مشاهدة ابنها لليوتيوب بدل التركيز في الصف. تقول أليسا: “سمعت أناساً يقولون أن تجربة الأونلاين كانت ناجحة جداً لأطفالهم، ولكن كان من الصعب جداً عليّ أن أبقي ابني مندمجاً بالZoom.”
أضافت: “رفعت يدي في الهواء وقلت، ‘هذه السنة ذهبت سدىً.'”
يقدر تقرير صادر عن شركة الاستشارات McKinsey & Company أن الطلاب قد خسروا معدل ما بين ٥ إلى ٩ أشهر من التعليم بحلول نهاية حزيران (يونيو) ٢٠٢١. وبحسب بحث أجرته كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، فإن الآثار الدائمة لتراجع مستوى التعليم الناتج عن إغلاق المدارس على الاقتصاد، بما في ذلك انخفاض الإنتاجية وانخفاض الأجور، ستقلل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 3.6 في المائة في العام 2050.
ولكن بالرغم من التوقعات، لدى العديد من المعلمين نظرة ايجابية أكثر للموضوع. وجدت منظمة Collaborative for Student Growth (تعاونية من أجل نمو الطلاب) غير الربحية أن الطلاب، خصوصاً طلاب الصف الثالث والخامس، انخفضت مستوياتهم في الرياضيات ولكنهم حافظوا على نفس المستوى تقريباً في القراءة.
تقول إميلي ليفيت، نائبة رئيس التعليم في Sylvan Learning إن الأطفال لديهم وقت لإتقان أساسيات القراءة والرياضيات، خاصة في الصفوف الابتدائية المبكرة. إن مبدأ تعلم الرياضيات يرتكز على بناء المعلومات بشكل تسلسلي، وليس استيعاب مفهوم رئيسي دفعة واحدة. مثل الرسم البياني أو طرح الأرقام المكونة من ثلاثة أرقام. لذلك كان من الصعب التقدم في هذه المادة في العام الماضي. ولكن ستتاح للأطفال فرص لمراجعة المواد هذا العام وملء الفجوات خلال السنة الدراسية القادمة.
تشير ليفيت إلى أن الأساتذة يتفقون على أن الصف الثالث هو تحديداً صف مهم ومفصلي. وتقول: “مع حلول نهاية السنة الدراسية للصف الثالث، أنت لم تعد تتعلم القراءة، بل تقرأ لتتعلم.” على التلامذة أن يمتلكوا القدرة على فهم المعلومات من الكتب وحل المسائل الكلامية.
لذلك، قد يرغب أهالي الطلاب في صفي الثالث والرابع أن يكونوا حذرين بشكل خاص. ويقترح دكتور التربية في كلية الدراسات العليا بجامعة هارفارد البروفيسور جيمز س. كيم أن على الأهل والأساتذة اعتبار هذه السنة كفرصة لبداية جديدة، بدل التركيز فقط على تراجع المستوى التعليمي للطفل.
تحضّروا وتجهّزوا ذهنياً
بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يفكر الطلاب بشكل ايجابي بما يتعلق بالمدرسة وباعتبارها مكاناً مرحباً بهم فيه. يقول الدكتور ماثيو كرافت بروفيسور التربية والاقتصاد في جامعة براون: “خلال فترة جائحة كورونا، بات بعض الأطفال منعزلين ومنفصلين عن المدرسة. ونحن نريد أن نؤكّد على اعادة اتصالهم ببيئة التعليم، مما سيعزز النجاح على المدى الطويل “.
تقول الأستاذة تينا أثايدي، إحدى مؤسسي مدرسة تشارتر في مينيفي، كاليفورنيا، ومؤلفة كتاب الصور ‘لحظات مينا الذهنية’، إنه لمساعدة طفلكم بأفضل طريقة: “خططوا، لا تهلعوا.”
كما تقترح أثايدي أن تفكروا بهذه السنة الدراسية الجديدة على أنكم تبعثون طفلكم إلى بلد أجنبي لم يزره قط أو لم يذهب إليه منذ زمن طويل.
“على التلاميذ تعلم لغة المدرسة مرة أخرى”. يمكنكم تأسيس أو إعادة تأسيس روتينكم المنزلي كتحديد وقت ومكان دائمين من أجل إنجاز الواجبات المنزلية والقراءة. أنشأوا مكاناً لكل الأوراق المنجزة التي سيحتاجونها، إذ سيحضر الأطفال أوراقاً معهم إلى المنزل بعدما كانت معظم الواجبات المدرسية غير مطبوعة السنة الماضية. يمكنكم أن تساعدوا الطلاب الأكبر سناً على النجاح عبر شراء مخطط أكاديمي لمساعدتهم بترتيب أمورهم.
لن تضمن هذه الخطوات العودة السلسة إلى المدرسة فقط، بل هي ستبني أيضاً أسساً قويةً للتعليم وتساعد في التعويض عما سبق. يقول جيمي هالبين الأستاذ في مدرسة ابتدائية في مدينة نيويورك أن تكون طالبًا جيدًا ليس مرتبطاً فقط بمعرفة كيفية حساب الكسور على سبيل المثال. “فالأمر يتعلق بالمهارات التنظيمية وإدارة الوقت والتحفيز الذاتي.”
أعطوهم وقتاً ليتأقلموا
سيحتاج الطلاب، لا سيما الأصغر سناً، أن يعاودوا التعلّم أو أن يتعلموا لأول مرة أساسيات التصرف في الصف. يتدرج ذلك من رفع اليد في الصف إلى التعاون في العمل مع الرفاق في المشاريع التي تتطلب لإنجازها العمل في مجموعات صغيرة.
تقول أثايدي إنه عليكم أن تنتظروا شهراً أو شهرين قبل أن تقلقوا إن كان أطفالكم على وفاق مع رفاقهم في الصف. من المرجح أن يقوم الطلاب الذين تأخروا قليلاً في العام الماضي بخطوات سريعة، واكتساب المهارات المنسية بقليل من المراجعة. تضيف أثايدي: “حالما يعود الطفل إلى الروتين، ستبدأ عملية التعليم.”
سيقوم الأساتذة بإجراء اختبارات تقييم لمعرفة ما إذا كان أداء طفلكم يوازي مستوى صفه. يقول الدكتور كيم أن امتحانات التقييم تساعد الأساتذة على معرفة ما قد تعلمه الطلاب في الصف وما ظل في ذاكرتهم من السنة الماضية. وتساعد هذه الامتحانات على تحديد الطلاب الذين يحتاجون مساعدة إضافية.
ترقبوا تتمة هذه المقالة :4 طرق للتعويض على الطفل ما فاته دراسياً خلال السنة الماضية واللحاق بالتعليم (2)