ساعدوا ولدكم على اكتشاف نقاط القوة والضعف لديه
ركزوا على نقاط قوته
حتى لو كان من الضروري مساعدة الأطفال على تنمية نقاط ضعفهم، إلا أن التركيز يجب أن يكون على نقاط قوتهم. تماماً كالكبار، يحتاج الأطفال إلى أن يشعروا أنهم قادرون على النجاح. لأن فكرة القدرة على تحقيق أهدافهم هي التي تحفزهم على التحسن أو محاولة التقدم أكثر.
هناك غالباً رابط وثيق بين نقاط القوة، الاهتمامات والحوافز والتعلم بمفردنا.
- ساعدوا طفلكم في التعرف على نقاط قوته وتمييزها. حتى لو كانت واضحة بالنسبة لكم، قد يجد طفلكم صعوبة في التعرف عليها بمفرده. لا تترددوا في تحضير قائمة مع طفلكم حول قدراته الخارقة. وتابعوا إضافة نقاط إليها باستمرار. غالباً ما تجعلنا التفاصيل اليومية الصغيرة ننتبه ونلاحظ ميزة أو قدرة معينة.
- اسمحوا لطفلكم باستكشاف شغفه واهتماماته (حتى لو كنتم تعتقدون بشكل ضمني أن هذه الاهتمامات قصيرة الأمد!). تذكروا أنه كلما تمتع بشغف أكبر وحماس، كلما تعلم أكثر.
- تحدثوا عما حصل من أشياء إيجابية حتى لو فشل طفلكم أو تراجع. ولا تنسوا أن تخبروه أن الفشل ليس عدم العثور على حل، بل الاستسلام. وأن هناك ما يمكن استخلاصه من أي تجربة مهما كانت تبدو سلبية أو محرجة أو محزنة أو مرهقة. لذلك لا تترددوا في إجراء تقييم معاً: ما تفتخرون به، ويليه فقط ما تعتقدون أنه من الممكن تحسينه أو القيام به بشكل مختلف.
- فيما يتعلق بنقاط الضعف لدى طفلكم، ساعدوه على إيجاد الحلول لتحسينها. يعاني من صعوبة في التركيز؟ اقترحوا عليه فترات قصيرة جداً لكن مكثفة، مثلاً 10 دقائق مع منبه يصدر صوتاً حين تنتهي المدة. لا يجد طريقة للتنظيم؟ اقترحوا عليه مكاناً لكل شيء وقائمة بالخطوات بالتدريج لتوضيب ألعابه وتحضير الأدوات المناسبه لكل نشاط أو درس… بالتالي، لا يركز الطفل فقط على نقاط قوته، بل يعتمد أيضاً إجراءات روتينية وطرقاً لمساعدته على التخلص من نقاط ضعفه.
دعوه يشعر بالملل
من منا لم يسمع هذه العبارة “أنا أشعر بالملل” من قِبَل طفله؟ التواجد لأجله دائماً ليس حلاً. ليست مهمتكم أنتم إيجاد حل لملله، بل عليه أن يتعامل معه بمفرده. انتبهوا، لا يعني ذلك أن تتركوا طفلكم ينشغل طيلة النهار بمفرده. نقصد هنا السماح له بتخيل ألعابه الخاصة ونشاطات في الأوقات الأكثر هدوءً. فيجب ان تعلموا أن الملل صحي إلى حدٍ ما.
إحدى الطرق الفعالة للقيام بذلك هي توفير بيئات غير منظمة. يقتضي ذلك منه مجموعة كبيرة من الأنشطة غير المنظمة، ومن ثم تركه يختار ما يحتاجه حين يمل. يمكن أن تكون هذه الأنشطة ألعاباً على انفراد أو مع الآخرين، وقد تكون القراءة، أو قضاء الوقت أمام الشاشات، أو الأنشطة الإبداعية ، والمناسبات العائلية، وما إلى ذلك.
بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، اطلبوا منهم التفكير في مشروع شخصي أو اختراع شيء ما. سواء كان ذلك ضمن موضوع أو دون موضوع محدد. سوف يستغرقون الوقت للعثور على ما يريدون اختراعه ومن ثم عليهم تنفيذ فكرتهم. إنها طريقة لمساعدة الولد على التفكير بما يريد أن يصبح عليه فعلياً في المستقبل، وبما يريد فعله حين يكبر، وكذلك عدم السماح لنفسهم بالتباطؤ أو الانتظار حتى “يصبحوا كباراً” للقيام بما يريدونه. يحتاج أطفالنا إلى أن يكون لديهم أحلام ومشاريع. هم يحتاجون إلى الإبداع. ويحتاجون أيضاً إلى التواصل مع الآخرين.
وفيما يتعلق بالشاشات، من الضروري تعليم طفلكم تطوير نهج أكثر نشاطاً. على سبيل المثال، بإمكانكم:
- أن تطلبوا منه إجراء أبحاث على مواقع الإنترنت لتعلم كيفية القيام بأمرٍ ما (مثلاً: العزف على آلة موسيقية).
- وأن تطلبوا منه اختراع شيء ما أو تنفيذه بعد مشاهدة كيفية تطبيقه على اليوتيوب.
- أن تساعدوه على اختيار ألعاب الفيديو التي تشجعه على المشاركة النشطة بدلاً من المشاهدة السلبية (دون حركة أو تواصل).
يسمح لكم الملل بإتاحة المجال لأفكاركم للانطلاق والتجول والإبداع والتخيل وأخذ استراحة والإصغاء إلى نفسكم، والتعرف على نفسكم بشكل أفضل، والبحث بأنفسكم…