الصدمات النفسية لدى الطفل : 4 نصائح لمواجهتها والتغلب عليها
هل تستطيعون مساعدة طفل في التغلب على صدمة تعرض لها؟ باستخدام الأدوات المناسبة وعبر الحصول على المساعدة المناسبة بالتأكيد ستتمكنون من ذلك.
في هذا المقال، سنتناول المشكلة بشكل عام. لكن علينا أن نتذكر أن أنواع الصدمات وتأثيراتها يمكن أن تختلف بشكل كبير بين حال وأخرى.
فيما يلي 4 أفكار أساسية لتتمكنوا من العمل على أساسها.
ساعدوه على التعبير عن نفسه
الخطوة الأولى في مساعدة الطفل على تخطي الصدمة هي مساعدته على التعبير عن نفسه. هذا لا يعني أن عليه التحدث عن مشاعره حين نريد وبالطريقة التي نفضلها نحن.
يتعلق الأمر بتسهيل توفر العناصر والاستراتيجيات حتى يشعر بالحرية في إظهار مشاعره. نحن بحاجة إلى خلق مساحة مريحة له، كي يشعر بالأمان والهدوء.
يُعتبر الرسم أداة جيدة. فالأطفال قادرون على التعبير عن عالمهم الداخلي عبر هذه الوسيلة، وبطريقة لا تحمل نوعاً من التطفل الشديد بالنسبة لهم.
في هذه المرحلة، من الضروري ألا يعبّر الطفل عما يشعر به فقط، بل أيضاً عما عاشه بسبب الصدمة (إعادة تذكر الصدمة قد يساعد، لكن يجب أن يتم ذلك تحت مراقبة أخصائي).
التعبير عما عاشه سيساعدنا على فهم ما يشعر به – كيف أثر فيه هذاالموقف- سواء كان ذلك عبر كلمات أو رسومات أو أفلام أو كتب أو إيماءات… يمكننا العثور على الطريقة التي يشعر من خلالها الطفل بالراحة أثناء التعبير عن نفسه. قد تكون الطريقة محدودة جداً، لكن في هذه الحالة، أي معلومة قد يشاركها الطفل ستكون ذات قيمة مهمة جداً.
الحفاظ على الروتين
يمكن أن يكسب الروتين اليومي الطفل الشعور بالأمان. وأن يشعر مجدداً أنه يعيش في جوٍ وبيئة يتم السيطرة عليها وأنه ليس معرضاً للخطر. وهي مشاعر ستساعد الطفل على التعبير عن نفسه.
بالتالي، فإن جداول تنظيم الوقت والقواعد العائلية قد تكون مفيدة كي يعود الطفل بشكل تدريجي إلى الحاضر الذي يعيشه خلال فترة تعامله مع الصدمة. وطبعاً من الأفضل أن يتم ذلك مع متابعة أخصائي.
التدرب على التنفس مع طفلكم
تمارين التنفس مفيدة جداً للتخفيف من حدة القلق والعوارض الأخرى المرتبطة بفرط نشاط الجسم. بعد المرور بتجربة صادمة، قد يعاني جسمنا وعقلنا من هذه العوارض ؛ بالتالي يمكن للطفل أن يكون في حالة تأهب دائمة (“بانتظار” الخطر التالي القادم، دون وعي)، سريع الانفعال، متوتر، قلق…
في هذه الحالة، يمكن أن تكون ممارسة التنفس اليقظ مفيدة جداً. وإذا قام الطفل بهذه التمارين معكم، سيشعر أن هناك مَن يرافقه (بالإضافة إلى أن ذلك سيكون مفيداً وإيجابياً له مع مرور الوقت، لانه سينتهي بالقيام بهذه التمارين بمفرده).
استخدموا التعزيز
حين نساعد طفلاً على تخطي صدمة، من الضروري أن يشعر في هذا الوقت، بأنه يتم تقديره وأنه محبوب أكثر من أي وقتٍ مضى. فبعد التجارب الصادمة، يميل احترام الذات إلى الانخفاض بشكل كبير.
لذلك من المهم دعم طفلنا في نموه، الإستماع إليه، وتمضية الوقت معه، وبشكل خاص جعله يشعر أنه محبوب وأكثر أهميةً من أي وقتٍ مضى. لذلك استفيدوا من الأوقات التي يقوم فيها بإنجاز أمور معينة لتشجيعه ومكافأته؛ ليس من الضروري استخدام أمور مادية لتحقيق ذلك.
فالتشجيع هو أيضاً من أفعال الحب، كالعناق والقبلة أو الدعوة إلى قضاء فترة ما بعد الظهر معاً، إلى آخره. من ناحية أخرى، يشمل التشجيع أيضاً تقدير مهاراته وقدراته وجهوده. ليس من الضروري أن ننتظر أن يقوم الطفل بشيءٍ “جيد” كي نجعله يعرف أنه طفلٌ رائع.
عند تقييم الصدمة ومعالجتها و”التغلب عليها”، من المهم التعبير عن تلك التجربة وإخبار أحدهم عما جعلتنا نشعر به. وبمجرد أن نقوم بذلك، من الضروري إعادة صياغة التجربة، ودمجها في أنفسنا كأنها جزء من حياتنا.
الأمر ليس دائماً سهلاً على الأطفال. لذلك من الضروري طلب مساعدة أخصائي عندما تتعارض التجربة بشكل فعلي مع صحتهم النفسية وأدائهم.
بالإضافة إلى طلب المساعدة، قد يساعد تطبيق بعض الإرشادات المذكورة أعلاه طفلنا في التعامل مع هذه التجربة. وعلى العودة شيئاً فشيئاً إلى الوضع الطبيعي، واستعادة السيطرة على حياته وتحسين وضعه النفسي.
من ناحية أخرى، سيكون من المهم أن يتمكن الطفل من التعبير عن شكوكه ومخاوفه، لأنها غالباً ما تكون كثيرة بعد مروره بتجربة من هذا النوع. ومن الضروري جداً أن لا يشعر بأنه وحده، وأنه سيستطيع شيئاً فشيئاً استعادة الشعور بالأمان والحماية.