طرق عملية وعبارات تقلل من حدة غيرة طفلك من المولود الجديد
“كنا نعيش أنا وأمي وأبي بأمان، إلى أن أتى هذا الكائن الصغير وسرقهما مني. قالوا لي إنه سيكون أخي وإنه سيلعب معي، لكنه لا يفعل شيئاً سوى البكاء طيلة الوقت وجعل أمي مشغولة به طيلة الوقت أيضاً.”
إن كان سلوك طفلكِ قد تراجع بعد حضور الضيف الجديد إلى المنزل، فاعلمي سيدتي أنه يفكر بهذه الطريقة! هو الآن بحاجة إلى عناية واهتمام مضاعفين، وبحاجة إلى مَن يوضح له فكرة وجود هذا الكائن الصغير الذي يبكي كثيراً في المنزل وكيفية التعامل معه.
إليكِ بعض العبارات التي يمكنكِ استخدامها في مواقف مختلفة من الحياة اليومية، لتوطيد العلاقة بين طفليكِ:
أثناء محاولة التعبير عن غيرته بطريقة عنيفة
تجنبوا الصراخ لأن ذلك سيزيد الأمر سوءاً، وسيرسّخ فكرة طفلكم بأنكم تفضلون أخيه عليه. حاولوا التصرف بطريقة إيجابية واستخدام عبارات لطمأنته، فهو يشعر أن مركزه في حياتكم أصبح ثانوياً، وأنكم تتجاهلونه بسبب انشغالكم بالضيف الجديد. حاولوا أن تتحدثوا معه بهدوء دون التركيز على السلوك السيء كي لا يزداد حدةً، كالتالي “عزيزي لمَ تحاول دفع أخاك؟ أنتَ لا تقصد هذا أليس كذلك؟ سأخبركَ بأمر، أخاكَ يحبكَ كثيراً. لقد رأيته كيف كان يضحك لك اليوم. أنا فخورة جداً بكَ لأنك تعتني بأخيكَ وتحبه. أنتَ بطلي”.
أحدثكم نتيجة تجربة، تجاهل السلوك السلبي والتركيز على السلوك الإيجابي يدفع طفلكم تلقائياً إلى تبني السلوك الإيجابي. فكل ما يريده في النهاية هو لفت انتباهكم والحصول على رضاكم.
أثناء اللعب، إذا كان هناك فارق عمرٍ بين الطفلين
سأحدثكم عن تجربة حسية مع طفلتَي، الكبيرة تبلغ 3 سنوات والصغرى سنة واحدة. جعلتهما يجلسان بالقرب من بعضهما كي يلعبا معاً بالمكعبات. كنتُ متأهبة لأي حركة هجوم غير متوقعة من قبل أحد الأطراف. وكنتُ أعلم أن هناك معركة ستدور، لكنني وضعتُ خطةً لاستدراكها. بدأت ابنتي الكبيرة بتركيب المكعبات، وسرعان ما أوقعت الصغرى المكعبات بضربةٍ هجومية مفاجئة. قبل أن تصدر ابنتي الكبرى أي ردة فعل سارعتُ إلى القول “إنها تريد أن تلعب معكِ، فأنتِ أختها التي تحبها كثيراً. لكنها لا تعرف كيف تلعب بالمكعبات. ما رأيكِ أن تعلميها أنتِ؟”. فنظرت إلي بفخر فقد سلّمتها زمام الأمور وأعطيتها دور القائد والمعلمة، أحبت الفكرة كثيراً فقالت لأختها “أعطني يدكِ لأعلمكِ”. وبدأت تعلمها وتصفق لها وتشجعها. تحوّل مشروع معركة في لحظات إلى أوقات جميلة يقضيها الطفلان معاً ويتعلمان المشاركة.
طفلكم يذهب إلى الحضانة أو المدرسة وأخيه في المنزل
ستزداد الغيرة هنا لأن الأخ الرضيع ينال المزيد من الاهتمام والوقت بالقرب منكم. حاولوا أن تعلموه كيف يشتاق إلى أخيه ويشعر بأنه له دور في حياته. كقولكم “لقد كان أخاك يبكي طيلة اليوم، لا بد أنه اشتاق إليك. أراهن على أنه يحبك كثيراً. لكنه لا يعرف كيف يعبر لكَ عن حبه لأنه ما زال صغيراً جداً، ولا يستطيع أن يتكلم مثلك”. ستجدونه تلقائياً يركض إلى مهد أخيه ليخبره أنه هنا ويحاول إضحاكه.
ملاحظة: لا تنسي أن تسأليه عن تفاصيل يومه مهما كنتِ مشغولة. لأنه إن اعتاد أنكِ لا تهتمين بشأنه، قد يعتاد أيضاً ألا يخبرك شيئاً. اجعليه يشعر أن وجود طفلٍ آخر لا يعني أنه لم يعد مهماً بالنسبة إليكِ.
حاولي أن تظهري له أنه ما زال يحظى بالأولوية
المشكلة الأساسية تكمن في الغيرة من الضيف الجديد لا في الضيف نفسه. إذا جعلتِ طفلكِ الكبير يشعر أنه ما زال الشخص المفضل لديكِ، ستخف ردود فعله الناتجة عن الغيرة تلقائياً.
“إنتظر قليلاً، أخوكَ يريد أن يتناول الطعام”. إنها العبارة التي نستخدمها دائماً دون أن نقصد مع الطفل الكبير معتبرين أنه واعٍ بما يكفي لفهم أن أخيه جائع والانتظار. إلا أن الحقيقة ليست هكذا، كونه الأخ الأكبر لا يعني أنه واعٍ بما يكفي، فهو ما زال طفلاً على أي حال. حاولي استخدام العبارة بالطريقة المعاكسة على مسمع الأخ الكبير كأن تقولي لطفلك الصغير “انتظرني قليلاً، فأخاكَ الكبير يريد أن يتناول الطعام”. سيشعر بهذه الطريقة أنكِ أعطيته الأولوية، قد يكون الأمر سخيفاً بالنسبة إليكِ. لكنه بالنسبة له مهم جداً، صدقيني.
سماح خليفة