3 مؤشرات على أن طفلكم سيعاني من صعوبات في النطق مستقبلاً
يبلغ طفليّ الآن 6 و9 سنوات من العمر وأنا أشعر أنهما كبرا بالفعل ولم يعودا أطفالي الصغار بعد الآن! ولكني محاطة بأصدقاء لديهم أطفال صغار. ولا زلت أشعر بالدهشة من عدد المرات التي أصادف بها والدين يشعران بالقلق ويطرحان عليّ السؤال التالي: “طفلنا لا يجيد التكلّم كثيرًا ، هل تعتقدين أن هذا أمر طبيعي؟ “
من السهل في أيامنا هذه، أي في الوقت الذي لا يفصل بيننا وبين المعلومات جميعها إلا كبسة زر ، أن نتساءل: “هل يعرف طفلي عدداً كافياً من الكلمات بالنسبة لعمره؟” بكل بساطة، يعتبر عدد الكلمات التي يعرفها الطفل في سن معيّن واحداً من مؤشرات تطوّر لغته وتوسّعها. ولكن هذا لا يعني بتاتاً أنه المؤشر الوحيد الذي يدل على حسن تطور لغة الطفل على المدى البعيد.
لا داعي لعدّ الكلمات!
ما بين السنة الأولى والثانية من عمر الطفل، يختلف عدد الكلمات المستخدمة ويتفاوت بشكل كبير بين طفل وآخر. في هذا العمر، نلاحظ أكبر قدر من الإختلاف في النمو بين الأطفال وبالتالي قد يخطئ البعض ويظن أن طفله يعاني من “تأخّر” عندما يقارنه بطفل آخر. على سبيل المثال، كان طفلي الصغير يعرف عدد كلمات أقل مما كان بعرفه أخاه الأكبر سناً في عمر ال 18 شهراً ولم يؤثّر هذا الأمر أبداً على لغته اليوم.
عندما يطرح عليّ الأهالي هذه الأسئلة، أخبرهم أن العناصر التي يجب الانتباه لها لمراقبة مدى نمو وتطوّر لغة الطفل ما بين عمر السنة والسنتين هي:
- مدى استيعابه للكلام. مثلاً، يجب على طفل في هذا العمر أن يفهم عندما يقول له أحدهم: “كلّا” ، “اعطني هذا الغرض” أو “تعال إلى هنا” ، بدون حاجة للقيام بأي ايماءات
- مدى رغبته في الاستجابة للكلام من خلال اصدار أصوات أو القيام بايماءات
- رغبته بالتواصل بشكل عام، وليس فقط بغرض طلب أمر محدد بل بغرض المناقشة أيضاً.
عند غياب العناصر السابقة، يمكن اعتبار أن الطفل يعاني من خطر الاصابة بتأخّر في النطق على المدى البعيد. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيعاني من التأخر بالتأكيد. مثلاً، كون الطفل ذكراً يشكّل عامل خطر قد يؤدي إلى مواجهته لاضطراب في التكلّم… ولكن أطفالي خير برهان على أنه ليس إلا مجرّد احتمال!
مخاوف متكرّرة
يخفي الأهل عادة تحت عباءة أسئلتهم الكثيرة، خوف دائم من أن يعاني طفلهم من مشاكل في النطق تلازمه طوال حياته. وهو أمر طبيعي ومبرّر! بما أنني أم، أنا لا أرغب أبداً في أن يعاني أطفالي من تحديّات كثيرة (تحديّات تعتبر صعبة بالنسبة لعمرهم!)ومع ذلك، من الصعب جداً، بل من المستحيل، اصلاح المشكلة وحلّها عندما يكون الطفل لا يتجاوز الواحدة أو الثانية من عمره إلا في حال كانت الصعوبات كبيرة جداً وواضحة كضوء النهار. إن طفل واحد من أصل 4 أطفال يعانون من صعوبات لفظية في عمر السنتين يظلّ يعاني من الصعوبات نفسها عندما يبلغ الرابعة من عمره.
عند عمر الرابعة أو الخامسة، يمكن اكتشاف إذا ما كان الطفل يعاني من مشاكل في تطوّره اللغوي أي مشاكل في النطق تلازمه على المدى البعيد. يعاني 5 إلى 7٪ من الأطفال من هذا الاضطراب. لقد تابعت بعض هؤلاء الأطفال في وقت مبكر من مسيرتي المهنية ولطالما كانوا يثيرون إعجابي كثيرًا بمدى إصرارهم على التعلّم. هم قادرون على كسب الكثير من المعلومات الجديدة وتعلّمها ، تماماً مثل الأطفال الآخرين.
باختصار، أعتقد أن المخاوف الأكبر التي يشعر بها الأهل تجاه الطفل، الذي لا يعرف إلا عدد قليل من الكلمات في عمر 18 شهرًا ولكنه يفهم التعليمات البسيطة ويرغب بالتواصل، غالبًا ما تكون سابقة لأوانها وغير ضرورية. إذا ساورك الشك، يمكنك دائماً استشارة طبيب مختص بعلاج النطق ليوضّح لك بعض الحقائق أو ليساعدك عند الحاجة.