المهارات الاجتماعية والكلامية عند أطفالكم الصبيان
المهارات الاجتماعية والكلامية
لعل ما سأقوله سيفاجئك، لكن على الأطفال أن يتعلموا كيف يلعبون. إن رفاق اللعب الأوائل لطفلك هم أنت والأطفال الذين يلتقي بهم في الحضانة وفي منازل أصدقائك وفي الحديقة. في هذه اللقاءات الأولى، غالباً ما يكون اللعب جنباً إلى جنب وليس وجهاً لوجه.
تعتبر المهارات الاجتماعية من بين الأمور التي يتوجب على الأطفال تعلّمها وإذا ما حاولت يوماً أن تدفعي طفلاً في الثالثة أو الرابعة من عمره للمشاركة فأنت تعرفين كم تحمل هذه العملية من تحديات. يجب أن يتعلّم الأطفال كيف ينسجمون مع الآخرين وأن يكتسبوا الإحساس بما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به… وهذا ما يسميه الدكتور دانيال سيغل قراءة الباطن. تتطلب العملية وقتاً وكثيراً من الصبر والتدريب من قبل الأهل.
يشارك الأطفال الصغار جداً في ما يُعرف باسم اللعب المتوازي أيّ أنهم يجتمعون معاً فيما يلعب كل واحد منهم وحده. إنهم في المكان نفسه وهم يلعبون لكنهم لا يلعبون معاً. قد يلاحظ أحد الأطفال الأطفال الآخرين ويشعر بالفضول إزاء هذه المخلوقات الغريبة. ومن المرجح أن يستكشف الصبي الصغير معارفه الجدد عبر لمسهم أو ضربهم أو عبر التمسّك بلعبة ليرى ما يمكن أن يفعلوه.
الكلام واللعب
مما لا شك فيه أن العلاقات الاجتماعية تسير بشكل أفضل عندما يتعلّم الطفل استخدام الكلمات. كما أنها تنجح عندما يكتسب الطفل بعض المهارات الانفعالية ويمكنه قراءة لغة الوجوه والأجساد ليفهم ما إذا كان عليه أن يقترب من الشخص الجديد أم لا. تبيّن في دراسات عدة أن الفتيات يملن إلى إظهار تعاون أكبر في لعبهن فهن يتحدثن ويضعن معاً قواعد وقوانين للعبة. وغالباً ما يشكّل الصبيان مجموعة مع قائد لها وتتطلّب اللعبة المختارة عادة جهداً جسدياً.
معلومة ضرورية
وجد أحد الأطباء النفسيين أن أمهات الفتيات يتحدثن إليهن أكثر عن الحزن وعن طرق حلّ المشاكل فيما تتحدث أمهات الصبيان إليهم عن الغضب وكيفية الانتقام. استخدمي الأسئلة الفضولية والتدريب اللطيف مع ابنك لتساعديه على فهم المشاعر وحل الخلافات مع أصدقائه.
سيحتاج ابنك إلى الوقت والفرصة ليمارس مهاراته الاجتماعية. احرصي على أن تقدمي له الفرص ليتواجد مع أولاد في مثل سنه. وعندما تسوء الأمور (وسوف تفعل)، لا تعاقبيه أو توبخيه بل احرصي على أن تستكشفي ما حصل مع ابنك وما السبب وراء حصوله وما يمكنه أن يفعل ليحقق نتيجة أفضل في المرة القادمة. يمكن للأهل أن يساعدوا على تطوّر المهارات الاجتماعية عند أولادهم عبر تدريبهم على التعامل مع أصدقائهم بدلاً من التدخّل