الصبيان المراهقون والصداقة: كيف تفهمون وتتقبلون انغماس الصبيان بأصدقائهم

0

الصبيان المراهقون :
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن الفتيات أفضل من الصبيان في العلاقات إلا أن معظم الصبيان يعتبرون أصدقاءهم جزءاً أساسياً وحيوياً من حياتهم. في الواقع، قد يكون الصبيان أفضل من الفتيات في الحفاظ على الصداقات. فقد وجدت دراسة أجريت مؤخراً على صبيان وبنات تتراوح أعمارهم ما بين عشر وخمس عشرة سنة، أن صداقات الفتيات هي أكثر هشاشة وقابلية للانتهاء. وتميل الفتيات إلى قول كلام مؤذٍ لبعضهن البعض أو إلى التصرف بشكل مؤذٍ مع بعضهن البعض أكثر من الصبيان كما أن الفتيات يتألمن أكثر عند انتهاء صداقة ما

تحذير!

نادراً ما يعترض الأهل عندما تمسك الفتاة بمسدس يرش الماء وتدّعي أنها ضابط شرطة، لكن القلق قد يتملكهم عندما يريد الصبي أن يلبس الدمية. من الطبيعي أن يلعب الأولاد الصغار بكافة أنواع الألعاب وأن يجربوا أدوار الجنس الآخر ليروا كيف يبدون فيها.

تنشأ صداقات الصبيان عادة في إطار اللعب النشيط. ويشكّل الصبيان التعريف الحيّ لعبارة مجموعة رفاق؛ وهم يحبون الألعاب التي تقوم على القواعد والتنافس وعلى القيام بأشياء معاً. يتضمن لعب الصبيان عادة كماً لا بأس به من المضايقات، مضايقات قد يتحوّل بعضها إلى تصرفات حقيرة لاسيما إذا ما شعروا بأن الصبي الآخر ضعيف أو أخرق. يبدو أن الصبيان يستمتعون بفرصة اختبار أنفسهم مقارنة مع الآخرين ويبدأ العديد من الصداقات التي تدوم في صفوف الكاراتيه أو في ملاعب كرة السلة. تلقى الكفاءة والمهارة احتراماً واسعاً؛ أن يكون الصبي آخر شخص يتم اختياره للفريق أو ألا يتم اختياره أبداً هي تجربة مذلة، يلاحق شبحها الصبي لسنوات.

الصبيان والمراهقون
ado
الصبيان المراهقون والصداقة

تحظى الصداقة بأهمية أكبر فيما الصبيان يكبرون ويدنون من سن الرشد وغالباً ما تتسع الدائرة لتشمل الفتيات أيضاً. خلال سنوات المراهقة، يمكن للأصدقاء أن يصبحوا أهم جزء في حياة الصبي… وهو جزء يستثني منه والديه. ويكتشف العديد من الأهل أن الفتى المليء بالحيوية والحماسة الذي اعتاد أن يرحب بهم في حياته أضحى يحرص على خصوصياته بشدة خلال مرحلة المراهقة. سيحتاج ابنك إلى التواصل معك والارتباط بك دوماً، لكنه سيحتاج فضلاً عن ذلك إلى الارتباط بمجموعة من الأصدقاء الذين يفهمونه ويتقبلونه ويشاركونه رؤيته للعالم

إن التشوّش والتمرّد اللذين يشعر بهما الصبي في مرحلة المراهقة يدفعانه إلى إنشاء روابط وثيقة بأصدقائه. ويكمن خلف المضايقات المستمرة والنكات، إحساس يساور العديد من الصبيان بأن الصديق هو شخص «يسانده دوماً»، شخص يمكنه أن يثق به تماماً. يمكن أن يكونوا شركاء في جريمة أو يشاركان في حفل ما معاً أو شركاء في الدرس، لكن جذور صداقة المراهقين من الفتيان تمتد عميقاً.

قد تشعرين بأنك منسية، ولربما سيؤلمك مدى وفاء ابنك لأصدقائه وتعلّقه بهم في مرحلة المراهقة. ويحتمل ألا يتحدث إليك بصراحة كما اعتاد أن يفعل فإحدى مهام المراهقة هي بناء هوية منفصلة عن الأهل. كما أن دفع ابنك كي يتحدّث إليك، وكي يصارحك ويطلعك على تفاصيل حياته الشخصية أو كي يشركك في نشاطاته، يزيد الأمور سوءاً. يبقى أن الصبر والحدود المعقولة والاحترام هي المقادير الأساسية لعلاقة ناجحة مع ابنك المراهق.

من غير الحكمة أن تتدخلي حتى لو بدت علاقة ابنك بأصدقائه مضطربة. واعمدي بدلاً من ذلك إلى تعليمه المهارات التي يحتاجها لإصلاح علاقاته، وشجّعيه على تحمّل مسؤولية أفعاله وسلوكه وعلى فهم مشاعر أصدقائه وعلى البحث عن سبل لجعل الأوضاع تتحسّن. من الأفضل أن تظهري التعاطف بدلاً من أن تقدّمي نصائح غير مرغوب فيها.

اترك رد