متى تصبح علاقة الأم بأطفالها الصبيان ضاغطة؟ ولماذا عليها إفساح المجال لصبيانها بالنمو؟
متى تصبح علاقة الأم بأطفالها الصبيان ضاغطة؟
يمكن للأم الحنون والمحبة أن تؤمّن قاعدة آمنة ينطلق منها ابنها ليستكشف عالمه. لكن قد تجد حتى أكثر الأمهات حناناً واهتماماً صعوبة أحياناً في منح ابنها الحرية التي يحتاجها. تحتاج علاقتك بابنك لأن تتنفس أيّ أن ثمة حاجة لمجال لكما كي تجتمعا ومن ثم تفترقا بنعومة. ستحتاجين إلى الوقت والمساحة كي تعتني بنفسك وكي تهتمي بعلاقتك كإنسانة راشدة كما يحتاج ابنك لمساحة كي يكتسب الثقة والاستقلالية.
إفساح المجال للنمو
تعاني بعض النساء من مشكلة السماح لأبنائهن بأن ينضجوا، فهن يعشقن أيام الطفولة ويسعدهن أن يهتممن بكافة الحاجات المادية والعاطفية لأولادهن الصغار. لكن الصبيان الصغار يحتاجون لأن يكبروا. في كتابه How to Turn Boys into Men Without a Man Around the House ، يطلق الدكتور ريتشارد برومفيلد على هؤلاء الأمهات اسم «المحتفظات بالأطفال». عندما تتمسك الأم بابنها طويلاً، وتصرّ على إبقائه طفلاً وترفض أن تسمح له بأن يصبح مستقلاً، تجعله «يتخلّف عن رفاقه، فيصبح أقل قدرة على تحمّل الإحباط وعلى تولي المسؤولية وعلى التفاعل اجتماعياً». يمكن لهؤلاء الأمهات أن يعقن نمو أبنائهن الطبيعي عبر التعلّق بهم إلى حدّ منعهم من التحرر والاستقلال.
أن تحبي ابنك فعلاً يعني أن تعلميه المهارات والتصرفات التي يحتاجها كي يتركك في نهاية المطاف. عندما يؤسس ابنك حياته الخاصة، ستدركين أنك علّمته أن يعمل بشكل مستقل وان يصبح رجلاً سليماً وواثقاً من نفسه. الاستقلالية لا تعني نهاية الحب والتواصل بل هي بداية مرحلة جديدة في علاقتك مع ابنك.
تحذير!
مع مرور الوقت، سيبدأ ابنك بالابتعاد عنك، فيمضي الوقت مع أصدقائه الجدد وفي ممارسة نشاطاته الجديدة. يشكّل الاهتمام بصحتك الجسدية والعاطفية والروحية مكوّناً أساسياً في تربية ابنك. عليه أن يعرف أنّ لأمه حياتها الخاصة ما يجعله حراً في أن يعيش حياته.
العلاقات الأخرى
سيقيم ابنك فيما هو يكبر صداقات وعلاقات جديدة خارج إطار الأسرة. ولن تشملك بعض هذه الصداقات، لاسيما مع دخوله مرحلة المراهقة… ليس بطريقة مباشرة على الأقل. تفهم الأم الحكيمة أنها لن تبقى الأولى في حياة ابنها إلى الأبد، فستتزايد أهمية العلاقات الأخرى مع الأصدقاء وربما الصديقات الحميمات فيما ابنك يكبر وينضج.
ستخدمك قدرتك على الإصغاء كثيراً فيما ابنك يبني حياته الخاصة. يقول المثل القديم «إن أحببت شخصاً فامنحه حريته». وهذا هو الحال مع ابنك الذي يكبر؛ سيسره أن يبقى على تواصل معك عندما تستطيعين أن تفتحي يدك وتسمحي له بأن يجرب جناحيه الخاصين ويحلّق بهما بعيداً.