كيف تبنين شخصية أطفالك الصبيان ليكونوا رجال المستقبل
شخصية أطفالك الصبيان:
الشخصية هي ما أنت عليه وليس ما تفعله. يعتقد العديد من الأهل انهم إذا ما أحبوا أولادهم بما يكفي، وأعطوهم ما يرغبون فيه، وتحكموا بعناية بسلوكهم، فسيصبح أولادهم أشخاصاً جيدين. لا تسير الأمور على هذا النحو دوماً. لا تتأتى الشخصية، وهي تمتع المرء ببوصلة أخلاقية فطرية وقدرة على التفكير والتصرّف، عن الدلال أو السيطرة والتحكّم. كما لا يمكن منحها للأولاد بل ينبغي تعلّمها.
تعليم الشخصية
في كتابه How to Turn Boys into Men Without a Man Around the House ، يقول ريتشارد برومفيلد: «كي يتمكن ابنك من أن يُحسن الحكم على الأمور لا بد من أن يتمتع بشخصية قوية وبثقة كبيرة في قيمه الخاصة. قد يتصرف الأولاد، الذين تمت تربيتهم على النظام فقط ولم يُعلموا ويشجعوا على أن يتصرفوا ويحكموا على الأمور بأنفسهم، بشكل حسن لكنهم سيفشلون في أن ينمو أخلاقياً». تتجاوز الشخصية الطاعة المجردة والإذعان.
الكفاءة والقدرة
سيواجه ابنك الكثير من المغريات فيما هو يكبر وينتقل إلى عالم الرجال. وقبل أن يتمكّن من اتخاذ القرارات بثقة، لا بد من أن يتحلى بالإيمان بقدرته على أن يفعل ذلك؛ ويجب أن يعلم أن قراره مهم وأنه هو شخصياً ذو قيمة وأهمية. لعلك تذكرين أن الإنسان يحتاج إلى الإحساس بالانتماء والأهمية؛ وهذه الحاجة الأولية هي حجر أساس لبناء الشخصية.
ثمة طريقة مهمة لتعليم ابنك أنه قادر وكفوء، هي تعليمه المهارات التي تتطلبها الحياة. تشكّل حتى أبسط مهام الحياة اليومية فرصاً ليتعلّم ابنك أنه قادر على رعاية نفسه والآخرين، وأنه قادر على أن يقدّم مساهمة مفيدة لحياة عائلته وأنه يستطيع أن يؤثر في العالم من حوله.
معلومة ضرورية
عندما تشاهدين فيلماً أو برنامجاً تلفزيونياً، اطلبي من ابنك أن يخبرك كيف كان ليتصرف أو ما الذي ينبغي ان يحصل برأيه. اطرحي اسئلة مثل «ماذا» و«كيف» واستمعي إلى أجوبته. إن دعوته كي يفكر بنفسه طريقة مهمة لتعليم القيم.
يمكن أن يبدأ تعليم مهارات الحياة فيما ابنك لا يزال طفلاً صغيراً وتسمحين له بأن «يساعد» في دفع المكنسة الكهربائية. بعد أن يصبح أطول وأقوى، يمكنك أن تدعيه لوضع الفوط على الطاولة أو يغسل الخس للسلطة أو يستخدم الاسفنجة كي يمسح ما أراقه. لاحظي أنّ هذه المهام ليست بغيضة بل هي فرص كي يتعلّم وكي يشارك في مهمة تسيير أمور العائلة.
عندما يكبر ابنك، يمكنه أن يتعلّم تحضير وجبات مغذية وأن يغسل ملابسه وأن يجز العشب ويغيّر زيت السيارة. إن سلوكك وموقفك أساسيان: إذا قاربت هذه المهام على أنها فرص لتعليمه المهارات وتمضية الوقت في العمل معاً، فمن المرجّح ألا يقاوم ابنك. وعندما يحل اليوم الذي يغادر فيه المنزل، سيتمكن من أن يعتني بنفسه بثقة