كيف تقيمين تواصلاً سليماً وصحيّاً مع أطفالكِ
التواصل السليم مع الأطفال: إن اعتماد اللطف في تواصلنا قد لا يكون بالضرورة أمراً طبيعياً بالنسبة إلينا، خاصة عند التعامل مع أطفالنا.
لأننا بصراحة لسنا معتادين على ذلك، ونادراً ما كان أهلنا في مرحلة الطفولة يعتمدون تواصلاً سليماً معنا، أو ما يسمى أيضاً بالتواصل غير العنيف… ليس علينا لومهم، إذا تصرفوا وفقاً لما يعرفونه ولم تكن المعلومات التي لدينا اليوم متوفرة لهم، لاسيما اكتشافات علم الأعصاب العاطفي المتعلقة بوظيفة دماغ الأطفال.
لكن الأمر يستحق التجربة، فالعلاقة مع أطفالك ستتعزز أكثر بفضل التواصل السليم بينكم، كما أنّ اتباع هذا الأسلوب في حياتك اليومية سيساعد في جعلكِ أكثر سعادة وراحة كأم.
من ناحيتي، أنا أعمل على ذلك، قد لا أنجح كل يوم لكنني أسير في هذا الطريق.
سأقدم لكِ بعض النصائح الأساسية:
امتنعي عن استخدام الضمير “أنت” في معرض الإتهام. “أنت حقاً…” أو “أنت لا تفعل هذا أبداً..”. هذا الضمير يحكم ويتهم ويقضي على أي رغبة بالتعاون.
استخدمي عوضاً عنه ضمير “أنا”. عليّ أن أخبرك على الفور أنه لن يكون من الطبيعي بالنسبة إلينا في البداية أن نعبّر بهذا الشكل إذ نشعر ببعض الغباء وكأننا نتلو نصاً.
كيف نعبر ونوصل رسائلنا باستخدام “أنا”؟:
تعرفي معي على الخطوات الأربعة للتواصل اللاعنفي: الملاحظة، الإحساس، الحاجة، الطلب.
لستُ أنا من اخترع هذه الخطوات الأربعة إنما مارشال روزنبرغ ، مؤسس خطوات التواصل اللاعنفي.
هذا ما يمكن أن تقدمه هذه الطريقة مع طفلك وبشكل ملموس:
“عندما أراك تجري في غرفة المعيشة وتصرخ (شرح الحقائق من دون إصدار أحكام)، أشعر بالانزعاج (وضع الكلمات لمشاعرنا) لأنني بحاجة إلى الهدوء (وصف حاجتنا) لذا أريد منك أن تذهب للعب في غرفتك “(ذكر الطلب (وليس الأمر) الذي يلبي حاجتك).
تحوّل خطوات التواصل الأربعة هذه الصراع إلى حوار وهي مفيدة تربوياً أكثر ألف مرة من الأوامر.
لا أحد يحب تلقي الأوامر.
في حال أخفقت، يمكنكما البحث عن حل معاً. ستكون هذه المحاولة ممتعة مع الأطفال الأكبر سناً.
استخدمي التواصل المحترم: إنه مهم. توقفي عن استخدام الخطابات الطويلة. سأعطيكِ بعض الأمثلة، 3 أو 4.
بدلاً من “توقف عن الضرب!”: “الأيادي وُجِدَت للمداعبة، كيف يمكنكَ التعبير عن غضبك بطريقة مختلفة؟”
بدلاً من “أصمت!” “أنا أحتاج إلى بعض الهدوء، ما رأيك في أن نلعب لعبة الأمير والأميرة الصامتين مدة 4 دقائق (لا أكثر… لا تحلمي بذلك… لن ينجح الأمر!) اتفقنا؟ هيا نبدأ!”
بدلاً من “أسرع” (نحن الأمهات نحب كثيراً استخدام هذه الكلمة) “سننطلق بعد 5 دقائق”.
نقطة أخيرة مهمة جداً بشأن طريقة التواصل هذه: خذي قسطًا من الراحة عندما تعجزين عن التواصل بهدوء. حاولي العثور على طريقة لتخفيف الضغط. اشربي كوباً من الماء في جرعات صغيرة، واخرجي إلى الهواء الطلق لبضع دقائق، تنفّسي ببطء في سلسلة صغيرة من الشهيق والزفير. يعود لك أن تختاري ما يناسبك.
إنّ التواصل بطريقة صحية وإيجابية هو حالة ذهنية يجب اتباعها لكي نشعر بالتحسّن.
غالبًا ما نتحدث إلى أنفسنا بشكل سلبي، في حين أنه من الأفضل أن تستخدمي التأكيدات الإيجابية (على سبيل المثال “أنا أستحق الأفضل”).كما يجب أن نتحدث إلى أطفالنا بطريقة إيجابية.
الأمر يستحق المحاولة، لأنه سيفيدك ويضفي الراحة والفرح إلى حياتك.