كوني أماً مبدعة: 45 دقيقة ستغير حياتك وحياة أولادك

كوني أماً مبدعة:
الحياة مع الأطفال تتضمن الكثير من الإحباطات ومن الصعوبات التي يجب التغلب عليها، وما من وصفة سحريّة لذلك. تشعرين أحياناً بأن توتركِ أصبح مزمناً، خاصة في وجود أطفالك… ولا تملكين أي وسيلة للخروج من هذه الدوامة الجهنمية.

سأحدّثك هنا عن شيء يمكن أن يكون مفيداً جداً لكِ وأن يجعلكِ تشعرين أنك في حال أفضل وأكثر هدوءً في حياتك اليومية.

ممارسة نشاط إبداعي

التأثيرات الإيجابية لممارسة نشاط إبداعي من الناحية الفيزيولوجية:

تقع جامعة دريكسيل وهي صرح جامعي للتعليم والبحوث، في فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

اكتشف باحثون في هذه الجامعة أن ممارسة نشاط فني تسمح بخفض معدل الكورتيزول في الجسم (هورمون التوتر).

ووفقاً لهذه الدراسة، تكفي 45 دقيقة للشعور بالتأثيرات الإيجابية.

التأثيرات الإيجابية لممارسة نشاط فني:

عندما نجد نشاطنا المفضل الذي يمنحنا الشعور بالراحة والسعادة، سنشعر بالحماسة والتحفيز قبل البدء به، وذلك لمجرد أن ندرك أنّ هذا الوقت سنخصصه لممارسة ما يحلو لنا.

عند ممارسة هذا النشاط الفني، نتصل بشكل كامل باللحظة الحالية، وهذا ما تدعو إليه كافة الحِكَم العظيمة.

في الواقع، ننسى الأفكار السلبية التي لا تنفك تدور في رؤوسنا. وسأذهب أبعد من ذلك وأقول إن ممارسة هذا النشاط ستجعلك في حالة من التأمّل تقريباً. وأخيراً، وعند انتهاء النشاط، سيتملكك شعور بالرضا الذاتي.

إنّ الابداع وانجاز أيّ شيء آخر غير لعب دور الأم، أمر يشعر النساء، اللواتي لا يعملن ويكرّسن بمعنى آخر حياتهن لأسرهنّ، بالرضا كما يعزز تقديرهن لذاتهن.

أنت لست فنانة؟

لعل البعض منكن يتمتع بمواهب فنيّة حقيقية لكن البعض الآخر يشعر بأنه لا يتحلى بأيّ موهبة. لا داعي للهلع، ولا حاجة لأن تكوني بيكاسو أو دالي أو موزارت لتمارسي نشاطاً ابداعياً.

يمكنك أن تختاري نشاطاً سهلاً. والنشاط الرائج في الوقت الراهن مثلاً هو تلوين الماندالا للبالغين والذي تجدينه في كافة المكتبات.

تمارس إحدى صديقاتي هذا النشاط وقد لاحظت الآثار الايجابية له على خفض توترها وقدرته على تهدئتها.

أما النشاطات التي تتطلب تقنيات أكثر، فلعلك ستحتاجين لبعض الدروس فيها: الرسم، الفخّار….

ويمكنك أيضاً أن تشتري العدّة اللازمة للرسم المائي إذا ما رغبت في ممارسة هذا النشاط وأن تحاولي العمل وحدك.

تجربتي الشخصيّة:

من ناحيتي، كنت مقتنعة تماماً بأن: “الفن، الإبداع، أنا لستُ موهوبة في هذه المجالات”. أنا مقتنعة بأنني لست موهوبة في الموسيقى أو الرسم أو العديد من الأنشطة الفنية الأخرى، علماً أنني أعيش مع فنان، فزوجي موسيقي، وقد رسم كثيراً فهو موهوب في مجال الرسم. لذلك، أميل إلى مقارنة نفسي به ما يمنعني أكثر من المحاولة.

ومع ذلك، شعرت بهذه الحاجة الملحة بالإبداع.

اكتشفت عن طريق الصدفة أن بعض الاشخاص يصنعون الماندالا الصوفية. وهو نوع من الحياكة أو النسج المكسيكي المنشأ ويسمى هناك “أوجو دي ديوس”.

أحب الألوان وكل ما هو ملوّن، كما أحب الشكل الدائري وأحب النسج والحياكة؛ لذلك شعرت تلقائياً بشغف طبيعي نحو هذا الفن السهل في الواقع. فهذه التقنية ليست معقدة جداً.

أنا أعلّم ابنتي البالغة من العمر 5 سنوات أن تصنع نماذج بسيطة إلى حد ما، وهي تحب ذلك كما أنها وسيلة ممتازة لتنمية المهارات الحركية الدقيقة لديها.

لماذا اخبرك هذا كله؟ لأن ممارسة هذا النشاط الإبداعي تمنحني السكينة والراحة.

هل تفتقرين إلى الوقت اللازم؟

إذا كان لديك الحافز، فستتمكنين من إيجاد بعض الوقت لممارسة نشاطك الإبداعي الجديد لبضع ساعات (ساعة أو ساعتين في المساء أو خلال عطلة نهاية الأسبوع). وستلاحظين التحسّن عندما تقررين أن تأخذي زمام المبادرة وتعتني بنفسك.

حان دوركن الآن! اعتنين بأنفسكن جيداً، يا مجتمع الأمهات الجميل!

التعليقات مغلقة.