الخيانة : كيف تتعاملون معها وتشفون منها ؟
من بين كل أنواع المعاناة التي يمكن أن يعيشها أي كائن حي، الخيانة هي دون شك ما يترك الجرح الأعمق. هناك إمكانية ضئيلة أن نسامح الشخص الآخر، الذي خاننا، ثم هناك : خيبة الأمل الكاملة، فقدان الثقة، نهاية العلاقة، الحداد على الأحلام والمشاريع التي كانت تجمعنا. يضاف إلى هذا التأثير السلبي لهذه الخيانة على تقديرنا لأنفسنا، الحكم القاسي الذي نحمله تجاه أنفسنا بالنسبة لسوء تقديرنا، التقليل من قيمة أنفسنا، التناوب بين الحزن والغضب.
- كيف نستعيد الثقة بأنفسنا وبالآخرين بعد الخيانة ؟
- كيف نحب ونستعيد حماسنا من جديد ؟
- كيف نعاود الثقة في حكمنا كي نتجنب أن نعيش من جديد هكذا موقف ؟
أتعرفون ماذا؟ كل شيء مثالي! نعم، كل شيء مثالي، حتى الخيانة! من يعاني ليست روحنا، إنها “الأنا” الخاصة بنا! هذه “الأنا” هي التي كان لديها توقعات، متطلبات، هي التي كانت تعتقد نفسها أفضل، هي التي كانت ترى نفسها أكبر، هي التي كانت تعتقد أنها تسيطر على كل شيء، إنها نفسها اليوم تريد أن ننغلق على أنفسنا، أن لا نعود إلى الثقة بالآخرين، أن نجعل نظرتنا وقلبنا أكثر قسوة كي لا نعود إلى المعاناة، إنها “الأنا” التي تجد نفسها في دور الضحية، في خيبة الأمل من الماضي والخوف من المستقبل. إنه تمرين كبير ل “الأنا” الخاصة بنا على التواضع، وهذا التواضع يقرّب الأنا من قلبنا.
إذا تقبلنا أن كل شيء مثالي، إذا شعرنا أن روحنا بقيت سليمة لم تُمس وإذا عرفنا كيف نستخلص العبر من هذه التجربة، عندها ستتراجع المعاناة وتختفي حتى، وتعود الأنا إلى وضعية أكثر تواضعاً. بكل تأكيد، هذا صعب، لكننا إذا توصلنا للبقاء مؤمنين بمثالية اللحظة الحاضرة، سنجد أنفسنا في موضع الحب وليس في موضع الألم.
الشفاء من هذا الجرح، لا يعني أن الخيانة لم تكن موجودة أبداً، ولكنها تعني أنها لم تعد تسيطر على حياتنا.
الثقة أن كل شيء يحدث لخيرنا ولمصلحتنا يسمح لنا أن ننظر إلى خيبات الأمل والخيانة بعين أخرى. من الأفضل أن تعودوا إلى حالة حب من أن تبقوا في حالة معاناة. نكون أقرب إلى السعادة عندما نختار أن نحب على أن نحتفظ بالضغينة.
إذن اختاروا أن تحبوا.
إذا أعجبتكم هذه المقالة التي قدمناها لكم، لا تترددوا في مشاركتها مع من تعرفون.