لماذا يجب أن يمشي الاولاد حفاة القدمين في أغلب الأوقات ( والكبار أيضاً ! )

عندما تنزعج ابنتي من حذائها، فهي تخلعه : سواء كان هذا في الصيدلية، من أجل الدخول إلى المدرسة، خلال النزهة في الغابة، في الشارع أو في الحديقة. لن أتكلم عن المنزل حيث توقفت عن شراء شبشب لها…وتوقفت عن العراك معها لكي ترتدي جوارب في الشتاء ! عندما لا تكون حافية، فهي تخلع جواربها فور أن تدخل المنزل.

ليس لدينا أي إصابة أبداً بالجروح، الخدوش، الالتهاب، الوخز، اللسعات، الإصابة في القدمين. أعتقد أن ابنتي تعلمت أن ترى أين تضع قدميها…وحتى لو كان هناك جرح أو لسعة، فليست مأساة…وهذا يعلّمها بشكل أفضل أن تنظر أين تضع قدميها.

هذا يطرح مشكلة فعلية مع الأولاد الآخرين لأنهم يريدون أن يقلدوا ابنتي ولكن أهلهم لا يتركونهم يفعلون. أتذكر نزهة مع صديقة حميمة. ابنتها عمرها 7 سنوات وابنتي 5 سنوات. انطلقنا نحن الأربعة على الطريق وخلعت ابنتي حذاءها.

أرادت ابنة صديقتي أن تفعل مثلها ولكن صديقتي أجابت :”لا، يجب أن نمشي في الخارج بحذاء. هذا خطر جداً. أنت لست معتادة على المشي حافية وهذا سوف يؤذيك. أتذكر ذات مرة أنني أردت أن أمشي حافية في العطلة وجرحت قدمي. بالإضافة إلى هذا، بابا وماما نبهاني سلفاً إلى أنني سأؤذي نفسي !”

أجبتها أنها جرحت نفسها لأن أهلها قالوا لها إنها ستؤذي نفسها ( الخطأ هو في النبوءة التي تتحقق بشكل أوتوماتيكي ! ). أخيراً، خلعت ابنتها حذاءها وسار كل شيء على ما يرام…لكن الأحكام المسبقة والأساطير عمرها طويل !

لماذا يمنع الأهل الأولاد من المشي حفاة خارجاً ؟

يظهر هنا سببان رئيسيان :

•  الخوف من جرح القدم،
• الخوف من الإصابة بالأمراض.

مع هذا فإن خطر الإصابة بجرح ضئيل. من جهة أخرى، مجرد المشي حفاة بشكل مستمر ينمي الانتباه إلى البيئة المحيطة والقدرة على استكشاف الأشياء التي تشكل خطراً. المشي حفاة يجعل القدمين أقسى ويقوي حمايتهما الطبيعية.

في ما يتعلق بالأمراض، جسمنا مجهز بطريقة لا تدع الفيروسات أو البكتيريا تمر وهناك احتمال أكبر للإصابة بالأمراض عن طريق اليدين لأنهما على احتكاك مع عوامل مسببة للأمراض عديدة. الأولاد الذين يعرفون المشي يميلون إلى وضع أيديهم أكثر من أرجلهم في فمهم. واليدان هما اللتان تحتكان بالعينين أو بالوجه غالباً، العينان والفم هما البابان الرئيسيان اللذان تدخل منهما الأمراض إلى الجسم.

إذا أردنا استعمال المنطق أكثر، فان الأحذية هي بحد ذاتها تحمل خطر الإصابة بالالتهاب. تجد البكتيريا فيها أرضاً خصبة لتنمو (بواسطة التعرق، الرطوبة، الحرارة والظلام).

إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من التربية الذكية مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات.