كيف يصبح أولادنا أنانيين بسبب خطأ نرتكبه نحن…

كيف يصبح أولادنا أنانيين: كوننا  أهلاً ، نحن ننظر إلى ولدنا على أنه الأفضل. إنه الأجمل، الألطف، الأذكى وأكثر أيضاً. لكن من خلال قيامنا بذلك، نحن نساهم دون وعي، في تحويل ولدنا إلى شخص أناني.

الأهل الذين يعتبرون ولدهم “متميزاً عن الاولاد الآخرين” والذين يقدّرون أنه “يستحق شيئاً خارقاً في الحياة”، مسؤولون عن إضافة شخص أناني آخر إلى المجتمع.

كيف يصبح أولادنا أنانيين :

“غذاء” الأنانيين :

لا نعني بال “غذاء” المعنى الحرفي للكلمة، لكن بالأحرى كيف يحول الأهل أولادهم، عن طريق الثناء المستمر، إلى أشخاص أنانيين. لقد فهمتم النقطة إذن، غذاء الأنانيين هو الثناء أو المديح.

من الطبيعي أن تمدحوا ولدكم من حين لآخر عندما يقوم بعمل جيد. “برافو! لقد نجحت في هذا التمرين”. لكن من المهم أن تجعلوا الولد يقدّر عمله الجيد بدون أن تدعوه يظن أنه كامل الأوصاف.

“غذاء” الأنانيين، كما قلنا، مؤلف بأغلبه من المديح المستمر وكذلك من إرضاء أقل رغباته ونزواته. بالإضافة إلى أننا لا نلقي اللوم عليه أبداً، فدائماً ما يكون أولاد الآخرين هم المخطئون.

من المهم أن يبدأ الولد بتحمّل عواقب أعماله السيئة منذ صغر سنه:

إذا تركتم الولد يكبر بدون أن تجعلوه يفهم أخطائه أبداً، لن يتوقف عن ارتكابها أبداً، وسيظل يفكر دائماً أن الآخرين هم المخطئون. بدل هذا، يجب أن يعي أخطائه ويتحمل عواقبها. وهنا يأتي دوركم كأهل.

بالإضافة إلى هذا، يجب أن تتجنبوا المبالغة في تقدير ولدكم. هذا الجانب له علاقة بالأهل بحد ذاتهم، لأنكم عندما تبالغون في تقدير أولادكم، فكأنكم وضعتم حجاباً على عيونكم يمنعكم من أن تروا عيوبهم.

عندما يتصرف ولدكم بشكل خاطئ مع ولد آخر، يجب أن تجعلوه يفهم أنه أساء لهذا الأخير وهو يدين له باعتذار. لسوء الحظ، بعض الأهل لا يجدون شيئاً يقولونه ما عدا “هذا ليس مهماً!”. إذا تصرفتم بهذه الطريقة، ستجدون أن “الأنا” عند ولدكم قد تضخمت كثيراً.

يستطيع الأهل أن يتصرفوا بطريقة تعطي ولدهم تقديراً واحتراماً لذاته بدون أن يتحول إلى شخصية أنانية. هذا يحصل بفضل التوازن. لتفهموا هذا، نعود للتأكيد أنه من الطبيعي أن تمدحوا ولدكم على تصرفاته الجيدة.

لكن يلزم فقط بعض التوازن. يجب أن لا يفكر الأهل أنهم إذا نبهوا أولادهم إلى أخطائهم، فهم سيصبحون حزينين وسيشعرون أنهم غير محبوبين. علينا أن ننقل لهم منذ الصغر حبنا غير المشروط لهم.