5 أسباب تجعل الولد يتصرف تصرفات غير لائقة
سأحاول معكم أن أعيد تجميع وتركيب أدوات الأبوة الإيجابية، عندما نرغب في أن نربي بدون أن نضرب على القفا، بدون أن نعاقب، بدون أن نصرخ، الخ. لا نستطيع أن نقول إن هذه الأدوات “تحل محل” العقاب؛ إنها طريقة في التصرف مختلفة تماماً. العقاب، التأديب، الضرب على المؤخرة، الزاوية..تضع حدّاً فورياً للفعل وتستجيب لمنطق أن : “الأهل على حق + الولد على خطأ = الأهل يجعلون الولد يخضع”. هذه الطرق في التأديب مطبقة للأسف في كافة الظروف : يمكننا أن نضع في الزاوية ولداً يكذب، ولداً يصرخ، ولداً يقطع الستائر بالمقص..
لكن أدوات الأبوة الإيجابية متنوعة جداً وتندرج ضمن منطق “أهل رابحون/ ولد رابح” : إيقاف السلوك غير اللائق على المدى القصير أو الطويل (= احترام حاجة الأهل تكمن في احترام حاجة الولد). الفكرة هي تجربة استعمال الأدوات الأنسب بحسب أسباب السلوك غير اللائق. بعض الحيل يمكن استخدامها تقريباً كل الوقت، وأخرى عندما تكون التصرفات غير اللائقة ليست”خطرة”، غير شائعة أو مميزة بعمر الطفل. لكن كلما كانت المشكلة جدية أكثر، كلما تطلبت أن نفهم الأسباب العميقة لنجد الوسيلة المناسبة من أجل الرد.
من بين الأسباب الأكثر انتشاراً للتصرفات غير اللائقة عند الأولاد، نجد :
- الأسباب الفيزيولوجية، وخصوصاً الجوع والنوم، لكن أيضاً الإثارة الزائدة أو الملل، الإفراط في مشاهدة التلفزيون والكمبيوتر، السكر والحلويات..
- عمر الطفل، عدم نضج بعض المناطق الدماغية وعدم القدرة على التحكم بالانفعالات؛
- اكتساب الخبرات الكبيرة (المشي، اللغة، التحكم بالحاجة..) والتغييرات الصغيرة والكبيرة (الانتقال، الانفصال، الحمل، الدخول إلى المدرسة، الحداد، الشجارات..)؛
- حاجات الانتماء وتقوية تقدير الذات غير المكتفية لآلاف الأسباب الممكنة..؛
- خيبات الأمل الناتجة عن التعلق
بالنسبة لكل أهل، عليهم أن يحاولوا فك رموز تصرفات ابنهم وأن يروا ما هي الأدوات التي تستجيب بشكل أفضل لحاجات العائلة، مع العلم أنه من الشائع جداً أن تجربوا عدة أدوات متتالية عندما لا تمتلك الأولى التأثير المتوقع..دائماً يجب أن نتبنى منطق أن هناك سبب وراء تصرف معين، إنها علبة صغيرة مغلقة ويجب بكل بساطة أن نجد المفتاح الصحيح ! ولكن…هذا بعيد عن أن يكون بسيطاً 🙂