8 أسباب تشرح لماذا يجد الرجال اليوم أنفسهم وحيدين

0

نسمع غالباً كلمة “عانس” للتعبير عن واقع امرأة بقيت عازبة بعدما بلغت الأربعين من العمر. ولكن إذا نظرنا للأمر عن كثب، لوجدنا دراسة علمية تبرهن أنه سيكون أكثر إنصافاً لو أعدنا النظر في مفهوم العنوسة لكي يتكيف مع التغييرات الاجتماعية المستجدة. لقد أصبحت كلمة عانس تنطبق على الرجال كما على النساء، فالمزيد من الرجال يقررون اليوم أن لا ينخرطوا في الحياة الزوجية، سواءً كان هذا باختيارهم أو كانوا مجبرين.

نعرض عليكم في هذا المقال للأسباب التي تجعل الرجال العصريون يفضلون البقاء وحيدين ولماذا قد تزيد هذه الظاهرة في المستقبل.

نقص كبير في الثقة قد يكون له عواقب خطيرة

من الثابت أن الأشخاص الذين ليس لديهم ثقة بأنفسهم يصبحون غالباً غيورين ومحبين للتملك في العلاقة الزوجية، مما يعني عواقب كارثية وسامة للشخص المعني ولشريكه. إذن لماذا فقدان الثقة بالنفس ؟ ومم يخاف الرجال ؟

لقد تغير المجتمع وتقدمت معه التكنولوجيا، ولكن البشر تراجعوا في بعض المجالات رغم سهولة التكيّف بشكل عام.
يتواصل الشباب اليوم عن طريق الأنترنت، التطبيقات، مواقع المواعدة، بعيداً عن المواعيد المباشرة والحب من النظرة الاولى. أصبحت اللقاءات عديمة القيمة، نضاعفها ونكررها بدون أي مشكلة. وإذا أزعجنا شيء ما، ليس علينا إلا “محو” علاقة الحب، “إلغاء” الحساب أو ايضاً “حظر” رقم الواتسآب. لذلك على الرجال أن يستعيدوا الثقة بأنفسهم ويتوقفوا عن مقارنة أنفسهم بأول رجل وسيم يقابلونه على ناصية الشارع.

أصبحت الأولوية للمظهر الجسدي

نعم، الرجال والنساء أصبحوا ضحايا نجاحهم. لأننا نرغب في أن نكون مثاليين ولأننا نعيش في مجتمع يملي علينا كيف نأكل، ننحف ونمارس الرياضة، فنحن نفقد قدرتنا على التمييز المنطقي بسرعة.

مجتمعنا معقد وعدم الدخول في “القالب” الذي يفرضه هذا المجتمع قد يجعلنا نواجه مشاكل. في هذا “القالب” هناك، من بين أشياء أخرى، المظهر. المطلوب من الرجال اليوم أن يعتنوا بأنفسهم، ببشرتهم، بعضلاتهم، أن يحافظوا على شبابهم بعمر الخمسين، باختصار يطلبون منهم المستحيل.

لذلك فإن المظهر الجسدي يطغى على كل شيء، وهذا ما يدفع الرجال إلى تغيير نمط ثيابهم لكي تعجب النساء بهم. ولكن هذا التصرف يعكس نقصاً في الثقة والامان.

عدم إعطاء انطباع جيد

لكي ينال الرجال الإعجاب منذ الموعد الأول، يتكلمون أو يتصرفون بطريقة تجعلك تظنين أنهم يتفقون بالرأي معك. وهذا خطأ فادح : رجل يعرف كيف يثبت نفسه، هو رجل أكثر جاذبية بالنسبة للمرأة، ويثبت لها أنه قادر على التفكير بنفسه.

جيف هادن هو إحدى أشهر الشخصيات على Linkedln وهو يعتبر أن الأشخاص الذين لديهم ثقة بأنفسهم لا يخافون من الخسارة. فهم يستخدمون سحرهم، لغة جسدهم، مرحهم وكل ما قد يجعلهم أكثر جاذبية وليس فقط مجرد المظهر الجسدي.

الكثير من العمل

إنه عذر جيد جداً من أجل…البقاء وحيداً. من جهة، هذا لا يترك إلا القليل من الوقت للهوايات، للأصدقاء وللمواعيد. ومن جهة أخرى، إنه يحمينا من مواجهة الخوف من الآخر. نحن نشكو من كثرة العمل خوفاً من أن نشكو لاننا تعرضنا للرفض.

هذا الهوس بفكرة العمل، بحسب ما يقول علماء النفس، قد يخفي مشاكل داخلية خطيرة : عمل مع الكثير من المسؤوليات، ضغط نفسي متواصل، مشكلة قلق، خوف، الخ.

ينصح عالم النفس الأميركي إيرفن د. يالوم هؤلاء الأشخاص أن يطرحوا سؤالاً : لماذا أفعل هذا ؟

تجربة سيئة

لقد صفعته الحياة، علاقته السابقة كانت كارثة لأنه لم يعرف كيف يدير علاقته أو يدير نفسه. الخوف المميت من أن يعاني مرة أخرى قد يدفع الرجل إلى طرح السؤال : هل أنا بحاجة فعلاً إلى أن أكون في علاقة زوجية ؟ وقد يدفعه التفكير السلبي إلى أن يصبح “عانساً” حتى لو كان شخصاً يستحق العكس.

علاقات الحب، وخصوصاً بعد الطلاق، يمكن أن ترعب أكثر من شخص وهذا طبيعي. ولكن بعد أن يتجاوز الرجل عمر الثلاثين، لا يلعب الوقت غالباً في صالحه ومن الأسهل عليه عندها أن يبقى عازباً.

الرجل مختلف عن المرأة بعد الطلاق

كل منهما يتفاعل بطريقته وهذا شيء طبيعي. هناك سببان يشرحان لماذا الطلاق أصعب بالنسبة للرجال : بعد أن ينخرط الرجال بشكل كامل في علاقة حب، يصبحون أكثر تعلقاً من الناحية العاطفية. فيما بعد، من الصعب أن يجدوا دعماً معنوياً من حولهم، وذلك بعكس النساء. علينا أن نعرف أن علاقات الصداقة بين الرجال أكثر تباعداً مما هي بين النساء، لهذا من الصعب عليهم أحياناً أن يعبّروا عما يشعرون به.

المسؤوليات تخيف

يجد الشباب اليوم غالباً صعوبات أكثر في تأسيس عائلة إذا قارناهم مع الأجيال السابقة. يتأخرون في الزواج (إذا تزوجوا)، لديهم خيارات أكثر في دراساتهم، يسافرون، إنهم أكثر قدرة على المنافسة كما أنهم أكثر تطلباً مع أنفسهم.
النتيجة : اتخاذ قرار معين بينما هناك 3000 إمكانية أمامنا يضعنا أمام مسؤولية كبيرة.

يسمي الباحث باري شوارتز هذا بعقدة الاختيار لأنه كلما كان لدينا خيارات أكثر، كلما فقدنا القدرة على معرفة ماذا علينا أن نفعل، وهذا ما يؤدي إلى الضغط النفسي والتوتر ويمكن أن يجعلنا تعساء. أسباب هذا الخوف تجاه المسؤوليات قد تكون متنوعة : قلة الثقة، الفشل، الاخطاء، الخ.

التعوّد على العيش وحيداً

إذا كنت تزعجين العادات اليومية لرجل أعزب، فانتبهي ! العادات الصغيرة هي ما يميز حياة هذا الأعزب. بعد أن عاش وحيداً منذ زمن طويل، سمح لنفسه بأسلوب حياة هو الآن متجذر في حياته اليومية، وسعادته متعلقة به. بالنتيجة، التغيير قد يكون معقداً وحتى من الصعب القبول به.

تعتقد عالمة النفس الأميركية بيلا دوباولو أن حياة الأعزب ليست شيئاً سيئاً جداً. يميل العزاب إلى أن يعملوا على أنفسهم وإلى التركيز على شخصهم وهذا الأمر من الصعب عليهم أحياناً أن يفعلوه ضمن العلاقة الزوجية.
ما رأيكم بهذا المقال ؟ شاركوا رأيكم مع القراء الآخرين في التعليقات.

اترك رد