المضادات الحيوية: المشكلة الصحية التي ستقتل 10 ملايين شخص سنوياً…والأطباء يقفون أمامها عاجزين ! (3)
لماذا الصناعات الصيدلانية عاجزة
إذا استطاع العلماء اكتشاف دواء جديد في كل مرة تظهر بكتيريا خطرة جديدة، فليس هناك من داع للخوف. لسوء الحظ، ليس هذا ما يحدث فعلاً.
تم اكتشاف أكثر من 20 نوع جديد من المضادات الحيوية بين 1930 و1962. لكن منذ 50 سنة لم يُكتشف إلا اثنين. والأسوأ من هذا : منذ 1987، لم يتم اكتشاف أي نوع !! وليس في هذا ما يدهش.
المضادات الحيوية هي مواد طبيعية تماماً، تصنعها البكتيريا لأسباب ما تزال مجهولة تماماً بالنسبة لنا. لا أحد يعرف لماذا وكيف تنجح المضادات الحيوية في عملها هكذا. كان اكتشاف البنسلين من قبل ألكسندر فليمنغ سنة 1928، صدفة تشبه المعجزة.
بعد هذا الاكتشاف، اكتفى الباحثون بالبحث في الطبيعة أينما كان للعثور على عناصر أخرى ثمينة من نفس النوع. لهذا وجدوا الكثير منها في البداية (حتى سنوات الستينات)…ثم أصبحت أقل فأقل.
إذا أضفتم إلى هذا، واقع أن المضادات الحيوية لا تجلب أرباحاً كبيرة لشركات الأدوية…وعلى كل الأحوال هذه الأرباح أقل من أرباح الأدوية التي تؤخذ كل يوم (ارتفاع الضغط، الكولسترول، الخ. )…ستفهمون أن الحل لن يأتي من المختبرات.
آمال كبيرة في الطب الطبيعي…ولكن الأبحاث قليلة
بالمقابل، في ناحية الطب الطبيعي، هناك العديد من الآمال الواعدة.
أحد أكثر المجالات المبشرة هو ال Phage therapy، الذي يرتكز على استخدام فيروس من نوع خاص لديه القدرة على قتل البكتيريا.
مجال آخر حافل بالوعود : الزيوت العطرية ! لأنها تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا معروفة منذ أمد طويل ويمكن استخدامها بدل المضادات الحيوية أو بالترافق معها، لتقوية فعاليتها.
هناك حلول أخرى طبيعية يمكن أيضاً العثور عليها…إذا بُذلت جهود جدية في الأبحاث.
هناك مثلاً الحبة السوداء (حبة البركة) التي ثبت أنها فعالة ضد العديد من البكتيريا، منها الهيليكوباكتر بيلوري والستافيلوكوك المذهبة. ولكن بما أن هذه المنتجات الطبيعية لا تجلب أرباحاً، فنخشى أن لا يتم تخصيص ميزانيات لدراستها…إلا بعد فوات الاوان !
إذن ما العمل، بالانتظار ؟
لتكن أولويتكم : اعتنوا بصحتكم…كي تتجنبوا المستشفيات
في الحقيقة، حتى لو كان علينا أن نبذل كل جهد ممكن، لا نستطيع أن نفعل الشيء الكثير وحدنا لتجنب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
أول الاحتياطات هو إذن أن تحموا أنفسكم إلى أقصى حد من خطر العدوى…وابدأوا بأن تتجنبوا قدر الإمكان التواجد في المستشفى !
هذا مؤسف ولكنه واقع : المستشفى اليوم هو المكان الذي يمكن أن تلتقطوا فيه أخطر أنواع البكتيريا المميتة.
في الولايات المتحدة، هناك إحصائية تقول إنه من بين كل 25 يخرجون من المستشفى، هناك شخص واحد على الأقل يصاب بالتهاب…ولا داعي للاعتقاد أن الأرقام في مستشفياتنا أقل !
بكل تأكيد، تحاول المستشفيات أن تأخذ احتياطاتها…فهي تحاول مثلاً ان تعزل المرضى المصابين ببكتريا مقاومة، في غرف خاصة.
لكن تعرفون كيف تحدث الأمور : يكفي أن ينسى الطبيب مرة واحدة أن يغسل يديه حتى تنتشر البكتيريا في كل مكان!
والأسوأ، أن الإقامة في المستشفيات هي الفترة التي يكون فيها جسمكم أكثر ضعفاً :لأنكم تكونون نائمين أغلب الوقت، بدون نشاط بدني، بدون شمس ومع طعام سيء…باختصار، الظروف المثالية للإصابة بالتهاب !
لكي تتجنبوا الإقامة التي لا داعي لها في المستشفيات، ليس هناك أسرار، يجب أن تحافظوا على صحتكم وخصوصاً :
- تجنبوا السقوط والكسور – بتقوية حس التوازن وصلابة عظامكم – لهذا ليس هناك ما هو أفضل من…النشاط الرياضي (اليوغا مثلاً)
- ارفضوا العمليات الجراحية غير المفيدة : الورك، البروستات، الظهر، الخ. لا تراهنوا على العمليات الجراحية التي يمكنكم تجنبها واستبدلوها بطرق طبيعية – استعلموا جيداً قبل أي عملية !
- احموا قلبكم – أمراض القلب هي السبب الأساسي للاستشفاء بعد سن 65.
- أولويتكم الثانية يجب أن تكون بالتأكيد تقوية جهاز مناعتكم الذي هو أفضل وسيلة لمقاومة خطر العدوى والالتهاب !
نصائح أساسية لتقوية جهاز مناعتكم
احفظوا جيداً عبارة باستور التي قالها قبل موته : “الميكروب لا أهمية له، المهم حقاً هو الأرضية (التي تلتقط الميكروب)”
إذا كنتم بصحة جيدة وكان جهازكم المناعي يعمل بشكل جيد، فلا داعي للخوف من البكتيريا، حتى لو كانت مقاومة للمضادات الحيوية.
إليكم بضع نصائح أساسية لتقوية جهازكم المناعي :
- حسنوا نظامكم الغذائي (وهذا بديهي !) : تجنبوا المنتجات المصنعة، الأطعمة المقلية، السكر الزائد واحرصوا على تناول الدهون المفيدة : صفار البيض، الأفوكادو، زيت الزيتون، الخ.
- اعتنوا بأمعائكم، فهي تؤثر مباشرة على قوة جهازكم المناعي. حسنوا الفلورا المعوية (البكتيريا المفيدة) بفضل ألياف الفواكه والخضار والبروبيوتيك المتوفرة في الأطعمة المخمرة (الخضار المخللة، اللبن الرائب الطبيعي، الخ. )
- قوموا بنشاطات رياضية، وإذا أمكن تمارين تقوية العضلات أو كمال الأجسام، حتى لو كانت خفيفة : عضلاتكم هي التي تخزن مضادات الأجسام التي تحارب البكتيريا : إذا لم يكن لديكم ما يكفي منها، فأنتم معرضون أكثر !
- ناموا كفايتكم واحرصوا على التحكم بالضغط النفسي – القول أسهل من الفعل؛ ولكن هناك الكثير من النصائح في مقالاتنا. راجعوها.
- ارفعوا معدل الفيتامين D في جسمكم، فهو يلعب دوراً كبيراً في تنظيم جهاز مناعتكم، عن طريق التعرض للشمس بوفرة، وتناول مكملات الفيتامين D (4000 وحدة يومياً)؛
- لا تقننوا من استعمال الثوم (إذا أمكن طازجاً ونيئاً) في أطباقكم. إنه أحد أهم الأغذية الني تحارب البكتيريا وتنشط جهاز المناعة.
- العناية بأنفسكم، بجسمكم وفكركم، هي أفضل حماية من كل أنواع البكتيريا السيئة والخطيرة !
الجزء الأول من المقالة: مشكلة الصحية التي ستؤدي إلى وفاة الملايين سنويا (1 )
الجزء الثاني: المضادات الحيوية : المصيبة القادمة التي ستؤدي إلى وفاة 10 ملايين شخص سنوياً
المصادر
[1] The Antibiotic Bubble — A Quest For Continued Antibiotic Effectiveness. Steve Brozak. May 2013. Forbes
[2] ANTIBIOTIC RESISTANCE THREATS in the United States, 2013 US Department of Health and Human Services
[3] Occurrence of methicillin-resistant Staphylococcus aureus in farm workers and the livestock environment in Mecklenburg-Western Pomerania, Germany. Dahms C, Hübner NO, Cuny C, Kramer A. Acta Vet Scand. 2014 Aug
[4] L’UFC que choisir alerte sur l’antibiorésistance chez les volailles. Sciences et vie. Santé. Mars 2014
[5] Salem EM, Yar T, Bamosa AO, Al-Quorain A, Yasawy MI, Alsulaiman RM, Randhawa MA. Comparative study of Nigella Sativa and triple therapy in eradication of Helicobacter Pylori in patients with non-ulcer dyspepsia. Saudi J Gastroenterol. 2010 Jul-Sep;16(3):207-14. doi: 10.4103/1319-3767.65201.
[6] . Chaieb, B. Kouidhi, H. Jrah, K. Mahdouani, and A. Bakhrouf, “Antibacterial activity of Thymoquinone, an active principle of Nigella sativa and its potency to prevent bacterial biofilm formation,” BMC Complementary and Alternative Medicine, vol. 11, p. 29, 2011
[7] HAI Data and Statistics