نقول له لا تفعل شيئاً ما ! ويفعله…لماذا يتصرف الولد بتلك الطريقة ؟

0

املأوا الخزان العاطفي بالحب

عندما لا يتصرف الولد التصرف الذي ننتظره، يستاء أهله منه ولا يقبّلونه إلا عندما يعود عاقلاً. لكن الحب ليس مكافأة، إنه الوقود الذي يحرك.

الولد بحاجة إلى هذا الوقود ليتصرف التصرف المناسب. عندما يكون هناك نقص في الحب، يتخذ الولد مواقف يائسة ليبحث عن طريقة يحصل بها على الانتباه.

هذا قد يبدو غريباً، لكن، بالفعل، عندما يرتكب الولد حماقة يكون أكثر حاجة لأن يسمع ويشعر بالحب الذي نحمله له، وهذه هي أيضاً الطريقة التي تجعلنا نحن الأهل نتوقف عن القيام بتصرفات مسيئة ونعيد الأمور إلى نصابها. دائماً تقريباً ما تكون محكومة بالفشل أي محاولة لإصلاح سلوك غير مناسب بدون التواصل عاطفياً و/ أو جسدياً مع الولد.

لا تنسوا أن تخبروا ولدكم بكل حبكم ! هذا يغذيه. سيكون دائماً حساساً على الحب الذي تحملونه له : خصصوا له وقتاً، المسوه، حافظوا على التواصل معه، أعيدوا التواصل معه بعد شجار، عبروا عن عواطفكم بطريقة أصيلة…
عندما نلمس ولداً، يشعر بهذا الاحتكاك ويفرز الأوكسيتوسين، هورمون السعادة. هذا يجعله يشعر بالأمان.

تعرفوا على مراحل نمو الطفل

عندما ننظر إلى تصرفات أولادنا، نلاحظ كأنما هناك معارضة منهجية.
مثلاً : عندما تقولون لولدكم “لا تلمس هذا”، ليس فقط يلمسه، لكنه يفعل هذا وهو ينظر في عينيكم، وحتى مع ابتسامة صغيرة ! نحن الأهل ننظر إلى هذا التصرف على أنه وقاحة.

لكن ولداً عمره أقل من سنتين ونصف لا يستطيع بعد أن يتصور عقلياً الفعل الذي يقوم به أو لا يقوم به. تصوراته في هذه المرحلة هي شعورية حركية، إنها تمر عبر فهم المشاعر والحركة : إنه بحاجة لأن يلمس، لأن يقوم بحركات.
إنه ينظر عندها إلى أهله ليتحقق إذا كان ما يقوم به صحيحاً، إنه يبحث عن الموافقة. الولد الذي ينظر إليكم، بينما هو يرتكب شيئاً ممنوعاً، يتأكد فقط من التعليمات.

فيما يتعلق بالنزوات، إنها تصرفات لا نفهمها نحن الأهل. سلوك الولد له أسباب دائماً. إنه يرغب في أن يكبر، يتمنى أن يفعل الأشياء بالشكل الصحيح. إذا لم يفعل ما ننتظره منه، فهذا ربما لأن ما ننتظره منه ليس مناسباً لعمره أو لأن الطريقة التي نطلبها منه ليست مناسبة.

بشكل عام، كل ميول الولد موجهة نحو أن “يكبر”، “يبني نفسه”، “يكون نفسه”. بدل أن نبحث عن محاولة احتواء السلوك، يجب أن نهتم بالأحرى بالتحري عن الأسباب.

مهما كانت تصرفات الولد، فإنها تعكس حالة داخلية يجب أن يفهمها الأهل (الحاجة إلى تفريغ المشاعر، الحاجة النفسية، الحاجة إلى إيصال رسالة، الخ).

بعكس الكبار، الولد، في عفويته، يعيش ويعبّر عن مشاعره بدون عقد.
لا تترددوا في التواصل مع الأهل الآخرين : المشاكل التي يواجهها ابننا هي نفسها مشاكل الأولاد الآخرين من نفس العمر !

إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من التربية الذكية مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات

اترك رد