9 أفكار عفا عليها الزمن، ولكننا ما زلنا نزرعها في عقول أولادنا (2 )
نريد كلنا أن يكون أولادنا سعداء وأن ينجحوا في حياتهم. لهذا نحن نتبنى، بهدف تربيتهم، أفكاراً نعتبرها أساسية لتحقيق كل ما يؤدي إلى النجاح. نحن نعلّمهم أنهم يجب أن يطيعوا الكبار، أن يركزوا على الدراسة، ولكن لا يخطر ببالنا أن هكذا تعليمات قد تلعب ضدهم في المستقبل. فقد تبين ان بعض التعاليم الشعبية الشائعة يمكن أن تشكل خطورة على مستقبل الأجيال الجديدة. إذن، ما الذي ينتظرنا في خلال 10 إلى 20 سنة ؟ من الطبيعي أن المشاكل المستجدة
تتطلب حلولاً مستجدة. لهذا نقدم لكم بعض الأفكار التي عفا عليها الزمن، والتي يجب أن نتوقف عن فرضها على أولادنا؛ ونشرح لكم ما هي عواقب هذه الأفكار السيئة؛ ونحضّر بعض النصائح المفيدة.
“دورك أن تدرس وتتفوق، وأنا أهتم بالباقي”
إذا تركتم ولدكم يركز على مهمة واحدة بينما تفعلون كل الباقي من أجله، فهذه ليست التربية الفضلى. يجب أن يعرف الشخص كيف يكون متعدد المهمات، كيف يتحمل المسؤوليات في كل جوانب حياته. عادةً، هذه المعرفة تأتي مع الخبرة، ولن يكتسبها الولد إذا أبقيتموه تحت حمايتكم.
الأسوأ من هذا، عندما يريد الأهل أن يحموا أولادهم من كل المشاكل. عندها يصبح عدم النضج وعدم تحمل المسؤولية هما السمتان الرئيسيتان في شخصيته عندما يكبر.
“اذهب إلى الجامعة مباشرة بعد المدرسة”
إذا لم يعرف الولد ما يريد أن يصبح، سيختار ربما الاقتراح المعروض من أهله. هذا الخيار قد يصبح خطأً خطيراً، سيأسف عليه العديد من المرات في المستقبل. لتجنب هذا الوضع، من الأفضل ألا تمارسوا ضغطاً على المراهق لكي يختار مهنة بأسرع وقت ممكن؛ من الأفضل أن تعطوه فرصة كي يقرر بنفسه المشاريع التي يريدها لمستقبله.
لهذا بالذات، فإن قرار أخذ سنة استراحة gap year بين نهاية السنة الثانوية ودخول الجامعة، هو قرار شائع جداً. خلال هذه الفترة، يمكن للطلاب الشباب أن يعملوا، أن يشاركوا في دورات أو نشاطات، لكن الأهم هو أنهم يستطيعون أن يأخذوا استراحة ويفكروا بهدوء في اختيار مهنة.
“وحده التعليم العالي له قيمة”
من البديهي ان الدراسات العليا ضرورية عندما يتعلق الأمر بمهن مثل علم الطيران أو الهندسة المدنية. لكن كل شيء في النهاية يتعلق بالبلد، بالطلب على سوق العمل، بشهرة المدرسة، وبكل تأكيد، بمهارات الشخص نفسه. مثلاً، في الولايات المتحدة، يحتل الأطباء المركز الأول في ترتيب أفضل المهن، ولكن هذا ليس هو الحال في روسيا حيث المهن الطبية غير مرغوبة.
هناك أيضاً اتجاه مختلف في بعض الصناعات التي تتمتع بتقدير عالٍ (الجمال، المعلوماتية، السينما) حيث الديبلوم أقل أهمية بكثير من المهارات الشخصية والخبرة. لهذا يزيد عدد أصحاب الشركات والفنانين وأصحاب المهن الذين لم ينهوا دراساتهم الجامعية.
“العمل سوف يلهيك عن المدرسة/ الجامعة. يجب أن تركز على دراستك”
الحصول على شهادة جامعية مع معدل عال ليس شيئاً إجبارياً، لكن العمل والدورات التدريبية تفتح المجال أمام العديد من الفرص. عندما يعمل المراهقون منذ حداثة سنهم، يتعلمون احترام أوقات العمل، تحضير قائمة بالمهام المطلوب إنجازها وتقبّل الملاحظات من الاشخاص الأعلى مركزاً منهم. اليوم يعرف أرباب العمل مدى أهمية حصول الطلاب على عمل، لهذا فإن تسجيل هذه الخبرة في ال CV قد يميّز الشاب عن باقي المرشحين.
يقول الخبراء إن 65% من طلاب اليوم سيعملون في مجالات ومهن لم تُوجد بعد. لهذا من المهم، ليس الحصول على بعض المعارف فقط، ولكن أيضاً امتلاك مهارات في التواصل، في العمل الجماعي، في التفكير النقدي وفي الاستقلالية الذاتية.
“أحد ما سيأخذ القرار عني”
بعض الأشخاص ينتظرون دائماً أن يقرر شخص آخر كل شيء بدلاً عنهم. إنهم يعلّمون أولادهم أن لا يدعوا أحداً يلاحظهم، أن لا يتكلموا كثيراً، أن لا يقوموا بعمل شخص آخر. ما هي عواقب هذا ؟ ربما سيصبح هؤلاء الأولاد عندما يكبرون لامبالين وقد لا يستطيعون التعبير عن آرائهم أو الدفاع عنها (أو لا يريدون). الموضوع لا يكمن فقط في مقدار الاستفادة الشخصية، ولكنه يكمن أيضاً في تنمية ملكة إيثار الغير بشكل صحي وسليم : يجب أن لا نبقى لامبالين تجاه بعضنا البعض.
الموقف الذي يعبّر عن “هذه ليست مشكلتي” لا يشرّف أي شخص. من الأفضل أن نشرح للولد كيفية عمل المجتمع، النظام السياسي والاجتماعي، أن نكلمه عن البيئة وعن غنى الطبيعة. كلما كان هناك أناس ملهمين، متحمسين وشغوفين أكثر، وكلما كان هناك مشاريع علمية أو اجتماعية أو بيئية أكثر، كلما اتجه العالم نحو الأفضل.
برأيكم، ما هي التقاليد والأفكار الخطرة التي لم نذكرها في هذه القائمة ؟
اقرأ الجزء الأول من المقالة: 9 أفكار عفا عليها الزمن، ولكننا ما زلنا نزرعها في عقول أولادنا (1 )