آيسلنده أبعدت أولادها عن الإدمان والعادات السيئة : هل يمكن أن تنجح التجربة عندنا ؟
البروفسور في علم النفس، الأميركي هارفي ميلكمان، قدّر أنه إذا تبنت الدول الأخرى التجربة الآيسلندية، فإن ملايين الأولاد في العالم سيستفيدون نفسياً وجسدياً، بدون أن نتكلم عن الفوائد على المجتمع عموماً وعن التوفير المالي في النظام الصحي بشكل خاص.
فرض حظر تجول، تسهيل ممارسة النشاطات الفنية والرياضية، فهم كيمياء دماغ الأولاد : هذا الالتزام الثلاثي ساهم في تراجع الإدمان على السموم في ايسلندا بشكل كبير. هذه الطريقة الآيسلندية التي قدمناها لكم في مقال سابق من آي فراشة، يصنفها البعض على أنها متشددة قليلاً. مهما كان الأمر، يجب أن نعترف بفعاليتها الملحوظة، التي لم يسجلها أي بلد آخر في العالم !
الدراسة واضحة جداً : عوامل الحماية التي ارتفعت وعوامل الخطر التي تراجعت، ساعدت في انخفاض اللجوء إلى المواد الإدمانية بطريقة واضحة جداً في آيسلنده.
حالياً، هناك حوالى 35 مدينة في 17 بلداً حول العالم، تشارك في هذا البرنامج.
الطريقة هي نفسها : بعد تعبئة الاستمارات، قام الفريق بتحليل 100000 استمارة من أماكن مختلفة مثل جزر الفارو، مالطا ورومانيا، وكذلك كوريا الجنوبية وحديثاً نيروبي وغينيا بيساو.
الأسباب هي نفسها عالمياً
إجمالاً، تظهر النتائج أن الدافع وراء استهلاك المواد الممنوعة عند المراهقين هو نفسه كما أن عوامل الحماية وعوامل الخطر هي نفسها المسجلة في آيسلنده.
النتائج التي تم تسجيلها في آيسلنده، لم تُسجل على نفس المستوى في أي مكان آخر. ولكن حظر التجول الذي فرضته آيسلنده على المراهقين، لم تقم به أي دولة أو مدينة أخرى، فهذا التدبير يتطلب شجاعة سياسية أكيدة…
هناك خيارات صعبة في هذا المجال. لكن القانون الذي يجنب ملايين الأولاد الوقوع فريسة الإدمان أو العادات السيئة هو قانون يحرر ولا يقيّد. ثم إن حظر التجول هذا مطبق حرفياً في الكثير من العائلات حيث يجب على الأولاد أن يكونوا في المنزل قبل منتصف الليل صيفاً أو العاشرة ليلاً شتاءً.
كل منا يجب أن يبدي رأيه، فنحن نرى الأولاد الآيسلنديين يمارسون الرياضة، الفنون، الثقافة ويمضون وقتاً أكثر مع عائلاتهم…وهم يتمتعون بسلوك وأخلاقيات عالية، وهذا أفضل من أمكنة كثيرة في العالم.
شاركوا في النقاش حول التدابير الواجب اتخاذها في بلادنا ليحظى أولادنا ببدائل واقعية عن الإدمان والتصرفات الشاذة من أي نوع كانت.