دعوا أولادكم يصلحون أخطاءهم بأنفسهم

1

لماذا نندهش عندما نرى أولادنا يفكرون بأن يحموا أنفسهم بدل أن يبحثوا عن حلول للمشاكل عند حدوث الأزمات ؟ فنحن قد عودناهم على العقاب رداً على أخطائهم.

أحد العناصر الأساسية في التربية هي أن نجعل الأولاد يعرفون أن تحملهم مسؤولياتهم (في حالة تلف مادي او جرح تسببوا به للغير، في حالة إهانة او حادث) وإظهار التعاطف، دليل على الذكاء والشهامة، وليس على الضعف أو الإذلال.

الطلب من الولد أن يقوم بإصلاح ما تسبب به من ضرر، يعني أيضاً أننا نقول له إننا نؤمن به، ونعلمه أننا قادرون على أن نفعل شيئاً إيجابياً عن طريق التعاون.

3 مراحل في عملية الإصلاح :
  1. تحديد مسؤولية الولد
    هذه المرحلة الأولى تسمح للولد أن يفهم أن الضرر وقع حتى لو كان عن غير قصد أو لم يكن لديه النية في أن يجرح، أن يؤذي، أن يكسر.
    عن قصد أو عن غير قصد، على الولد الذي قلب الكأس أن يجمع الماء المراق على الأرض، على الولد الذي كسر زجاج الجارة أن يصلحه أو يدفع تعويضاً عنه.
    “عدم الشعور بالذنب لا يعفي من مسؤولية الإصلاح”.
    تحديد مسؤولية الولد يمر عبر إدراك الخطأ والتلف الذي تسبب به.
  2. المصالحة
    هذه المرحلة الثانية تسمح بإعادة التواصل والعلاقة بين الطرفين واستعادة الهدوء والسلام. المصالحة يمكن أن تتم عبر كلمات مثل :
    آنا آسف
    أطلب السماح
    لقد تطرفت كثيراً
    أنا أعتذر (بدل “اعذرني” التي تأتي بصيغة الأمر)، أطلب منك أن تعذرني. هل أنت قادر على أن تعذرني ؟
  3. إيجاد الحل
    المرحلة الأخيرة ترتكز على محاولة العثور على حلول لإصلاح الأمر. إنها لحظة التفكير :
    • كيف أصلح أخطائي ؟
    • كيف أتصرف أفضل في المرة المقبلة ؟
الإصلاح يمكن أن يتم بعدة أشكال :
  • الإصلاح المباشر والمادي
    إذا كانت عملية التصليح طويلة ومكلفة، يمكن أن بشارك فيها الولد ويفهم قيمة التلف الذي تسبب به. إذا كانت العملية بسيطة، لا داعي أن نعظم الأمور.
  • الإصلاح التعويضي
    عندما لا يكون من الممكن تصليح ما تضرر، يمكن أن نوجه الولد نحو الإصلاح التعويضي. يجب أن لا يكون هذا التعويض عقاباً، بل له علاقة بالمخالفة. مثلاً : ولد نزع فأرة الكمبيوتر ولم يستطع أن يعيد توصيلها، اقترح الاستاذ أن يعيد توصيلها بينما يراجع الولد قائمة معلومات وضعها الاستاذ متعلقة بهذا الموضوع.
  • الإصلاح الرمزي
    بعض الأشياء لا يمكن إصلاحها. لا نستطيع أن نعيد تلحيم شخص جرحته إهانة أو رفسة قدم. بالإضافة إلى الاعتذارات، يجب أن يختار الولد الطريقة التي يقدم بها اعتذاراته في رسالة مخلصة.

يمكننا أن نترك الخيار للولد (رسالة مكتوبة باليد، نقاش وجهاً لوجه أو على التلفون…). نعطي هذا المثل عن فتاة تشاجرت مع رفيقتها على التلفون ونعتتها أخيراً بال”حيوانة”. من أجل أن تعتذر، قالت الفتاة لرفيقتها :”أعتذر. عندما قلت إنك حيوانة، فهذا يثبت أنني هكذا”.

مهما كان شكل الإصلاح، فليس بالضرورة فرضاً على الآخر أن يتقبله. قد يتبعه خيار الابتعاد من قبل الآخر، عدم معاشرته أو التكلم معه من جديد.

إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من التربية الذكية مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات.

تعليق 1
  1. […] أهو التعاون والتعاضد؟ عندما نرى الجارة الساكنة في الطابق الخامس […]

اترك رد