كيف نعرف إذا كان مرض الطفل عائداً إلى مشكلة نفسية ؟

0

زكام متكرر، أوجاع بطن مزمنة، أكزيما… هناك الكثير من الأوجاع أو الأمراض التي تظهر على أولادنا والتي تقلقنا وتشغل بالنا.

يحاول الأطباء علاج هذه الأمراض عبثاً، لأنها على ما يبدو تتكرر باستمرار. مما يدفعنا للجوء دائماً إلى نفس العلاجات أو بالعكس نبحث عن علاجات جديدة تضع حداً نهائياً لهذه الاختلالات الصحية.

وماذا لو كان هذا شيئاً آخر ؟

في الواقع، نحن نفهم غالباً الأوجاع على أنها أمراض بدل أن نفهمها على أنها وسائل تعبير. ولكن ماذا لو كانت هذه الأمراض تعبيراً عن وجع أعمق، مختبئ، وحتى أن المريض نفسه يتجاهله ؟
نحن نتحدث هنا عن تعبير جسدي عن معاناة نفسية. ونعبّر في هذه الحالة عن معاناة جسدية رداً على توتر أو صدمة نفسية.
الأعراض الجسمية النفسية يمكن أن تتطور في أي عمر لكنها أكثر وضوحاً بشكل خاص عند الأولاد.

لماذا نصاب بهذه الأعراض ؟

يمكن أن يكون المرض تعبيراً عن لغة رمزية عندما نحاول أن نشرح ما لا نستطيع أن نضعه في كلمات لأننا لا نعرف/ أو لا يمكننا أن نقوله (الأطفال الرضع والأولاد الصغار مثلاً)، لأن هذا ليس واضحاً، لأنه لا يمكن وصفه، لأنه لا يحتمل، لأنه متناقض، لأنه منذر بالخطر. يصبح المرض عندها إشارة، إنذاراً.

ما هو نوع هذه الأمراض ؟

الأوجاع الأكثر انتشاراً التي يشكو منها الأولاد هي أوجاع البطن، أوجاع الرأس، “أوجاع القلب”، أوجاع الأذن، صعوبات النوم، الربو. المشاكل الجلدية هي عوارض خاصة بهذه الأمراض أيضاً : أكزيما، صدفية، حساسية أو أي عارض جلدي آخر.

ما هو أصل هذه الأمراض ؟

الأوجاع النفسية الجسمية هي وسيلة يستعملها الجسم ليخبر أن هناك شيء ما لا يسير على ما يرام. ينذرنا الجسم أن هناك فرق كبير بين حاجات وتوقعات الشخص المريض وردة فعل المحيط من حوله.

هناك 5 أصول لهذه الأمراض مرتبطة بالعلاقات :
  1. النزاع الداخلي
    يكمن أصل المشكلة مثلاً في الفرق بين ما نفكر فيه وما نفعله :
    ” أريد أن أكون كبيراً لكنني أرفض أن آكل لوحدي “
  2. الفرق بين ما نشعر به وبين ما ينتظره محيطنا منا :
    ” أنا لست راضياً لولادة أخي الصغير ولكن الكل يريدون مني أن أظهر رضاي “
  3. الخسارة والانفصال
    ” قيل لي إن جدي رحل إلى السماء لهذا أنا أحلم أن أستقل الطائرة كي أراه لأنني أحبه وأريد أن أراه “
  4. المواقف غير المنتهية أو غير المحكي عنها
    إنها مشاعر أو مواقف معينة يمكن أن تعيشها الأم أو الأب في لحظة ولادة الطفل ويخبئانها عنه.
  5. الرسائل الموجهة
    إنها رسائل موجهة للولد ولا يمكنه أن يجيب عنها : رسائل نهي :”هذا ممنوع”، إنذار “عندما نتسلق عالياً، نسقط دائماً”، إنها رسائل إلغاء تعطي الطفل الشعور بأنه نكرة وبأنه ليس لديه الحق في الوجود “بشكل رسمي”
    عندما يتلقى الولد كل هذه الرسائل، بدل تلبية حاجاته وبدون أن يحصل على فرصة للتعبير، يمكن أن يصاب بأمراض قد تكون فورية، ولكن قد تحصل أيضاً في المستقبل، وخصوصاً عندما يصبح أباً هو بدوره.

جذور المرض عند الطفل ليست موجودة بالضرورة في تاريخه ولكن ربما في تاريخ أهله. فالأولاد هم أكبر مصلحين للجروح الخفية الموجودة عند الأهل. بإخلاصهم، بحبهم، يسجلون في جسمهم عدداً معيناً من الإشارات، من الإصلاحات أو بكل بساطة تحديثات على جروح الأهل الخفية.

اترك رد