طفلي يشتم. ماذا أفعل ؟

0

طفلكم يوجه لكم شتائم وكلمات بذيئة منتظراً ردة فعلكم. مع أن تصرفه طبيعي، فكل الأولاد (تقريباً) يفعلونها في فترة ما قبل المدرسة، لكنكم لا تعرفون دائماً كيف تتصرفون. إليكم اقتراحاتنا لمعالجة الموقف.

مرحلة الشتائم والكلمات الكبيرة عند الأولاد هي مرحلة تزعجنا كلنا، وخصوصاً إذا استمرت زمناً طويلاً. مع أنه لا يمكن تجنبها، لكن من الممكن دائماً أن نضبطها. قد تصدمكم كلماته أو تسليكم، ولكن “مهما كان الأمر، فأن تدعوا ولدكم يشتم مثل الرعاع، لا يفيده بشيء” كما يقول الدكتور ديدييه بلو، دكتور علم النفس. يجب أن تأخذوا هذا التصرف على محمل الجد، لتتفادوا تبعاته.

لماذا يشتم ولدكم ؟

يبدأ الأولاد بتعلّم الشتائم، في أغلب الأحيان، في الحضانة مع الأولاد الآخرين. لقد سمعوها من فم رفاقهم الصغار أو حتى من الكبار. التلفظ بكلمات بذيئة يسليهم كثيراً، إنهم ينفجرون غالباً بالضحك عندما يفعلون هذا. يوضح الدكتور بلو أنه “ما دام الأمر بالنسبة للأولاد لعبة يلعبونها فيما بينهم في ملعب المدرسة، فلا داعي للقلق”.

عندما يفعلونها معكم، فذلك ليختبروا ردود أفعالكم بكل تأكيد، وآيضاً ليختبروا حدودكم : إنها الفرصة الأمثل لتضعوا هذه الحدود .

لكن يحدث أيضاً أن تكون هذه “الكلمات الكبيرة” موجهة نحو أولادٍ أو كبارٍ آخرين، وهذه المرة بشكل مقصود. هنا، لا مجال للتساهل ! يعتبر الاختصاصي أن التيقظ مطلوب : “خلف هذا السلوك، تختبئ الرغبة في الاعتداء شفوياً”. يعود الأمر لكم لكي تضعوا حدود ما هو مقبول وما هو غير مقبول !

كيف أتصرف بالمقابل ؟

أغلب الأحيان، في مواجهة ولد يتسلى بصدمتنا تجاه كلماته البذيئة، نحاول أن نبتسم…إنها ردة فعل جيدة تعني أنكم لا تعيرون الأمر الكثير من الاهتمام.

مع هذا، من الضروري وضع ضوابط. تستطيعون أن تشرحوا له ببساطة أنه لا يستطيع أن يقول أي شيء مهما كان، لأيٍ كان، وأنها ليست لعبة يلعبها في باحة المدرسة مع رفاقه. ينصح الاختصاصي “الطريقة الأكثر فعالية هي أن نجعله يفهم ما الذي تعنيه حقاً الكلمة الكبيرة أو الشتيمة. إنه لا يعرف بدون شك أبعادها عندما يوجهها إلى أحدٍ ما”. عندما نذكر له أنها علامة قلة احترام، وأنه عندما يفعل هذا فهناك احتمال كبير أن يتلقى عدم الاحترام بدوره، فنحن نعطيه هكذا أشياء يفكر فيها، وليس ممنوعات.

freepik.com
ضعوا حدوداً وانتبهوا لألفاظكم

في أغلب الأحيان، الولد الذي يفهم المعنى، يتوقف عن “الشتم”. إذا لم يحدث هذا، ضعوا حدوداً فعلية. تذكروا أن وضع القواعد أمر آساسي لنموه. كونوا مثابرين. سيتقبل الولد القواعد بشكل أفضل إذا تكررت وكانت منطقية.

اسألوا أنفسكم أيضاً عن هفواتكم في الكلام، داخل المنزل. ربما كان الكلام البذيء سهلاً عليكم، وخصوصاً إذا كنتم وراء مقود السيارة.

متى يجب أن تقلقوا ؟

يمكن تبادل بعض الكلمات البذيئة بين الرفاق، أو بين الأخوة والأخوات. لا داعي لحظرها بشكل صارم. مع هذا، أظهروا عدم موافقتكم عندما تسمعونهم. اذا شكا لكم أحد أولادكم، اطلبوا من المخطئ أن يعتذر. إنها مسألة مبدأ، حتى ولو عرفتم أنهم سيعاودون الكرّة.

يمكن أن يشتم ولدكم أيضاً عندما يصطدم بشيء، أو عندما يواجه صعوبة. يشرح الدكتور ديدييه بلو “هذا ليس خطراً، إنها كلمة بذيئة “انفعالية””.

ما يجب أن يقلقنا خصوصاً هو وتيرة الشتائم. إذا كان ولدكم يشتم في كل الاوقات والظروف، لا تدعوا هذا يمرّ. إنها إشارة على أنه لا يتوصل إلى التعبير بهدوء، وأنه يختزن بعض العدوانية. استشيروا أخصائياً عند الحاجة لمساعدته على تجاوز هذه الصعوبات.

اترك رد