لقد وقعتم اتفاقية قبل أن تولدوا على الأرض. هل تعرفون ما هي ؟

0

قبل ولادتنا، طرحت علينا عائلتنا الروحية سؤالاً واحداً “ماذا تحبون أن تتعلموا خلال حياتكم؟”. وبحسب الجواب الذي أعطيناه، سُجلت العقود بين الأرواح.

إذا أردنا أن نتعلم الصبر، لن نطلب أن نكون محاطين بقديسين، لكن بأشخاص (أخوة وأخوات مثلاً) يدفعوننا إلى آخر حدود التحمل.

إذا أردنا أن نتعلم الحب، سنجذب من حولنا الكره، ومهما كان الدرس، نحن نطلب أن يأتينا عكسه. مثلاً، إذا اخترنا الثقة بالنفس، فسيدخل في حياتنا أصدقاء مزيفون يدوسون علينا.

بحسب هذا المبدأ بالذات تتأسس عقود الروح، لأننا فقط تحت الضغوط نستطيع أن نتعلم كيف نبرز ونتميز.
تطوير الذات قد يكون عملية مؤلمة بعمق وتتطلب بطبيعتها المعاناة. لأن فرك الألماس المتكرر هو الذي يجعله يتألق ونحن لسنا مختلفين. هناك نوعان من الألم، تعلّم الألم والألم المؤذي. النوع الثاني يفيد قليلاً أو لا يفيد أبداً، بينما النوع الأول أساسي بالنسبة لنمونا ككائنات بشرية.

علاوة على الحظ، الذي هو (بحسب رأيي) الطريقة التي تظهر لنا أننا نستطيع بلوغ مستوى عالٍ من النجاح، ومع الممارسة بالتأكيد؛ فإن هناك اختلالاً في الخطوة الأولى نحو النمو.

نحن بعيدون عن المركز بكمية “x” وهي في تناسب مباشر مع ما اخترنا أن نتعلمه. نحن نعود إلى مركزنا فقط بالتعلم والنمو ومعنا الأدوات اللازمة لإعادتنا.

الانتكاسة في عودتنا إلى التوازن يتم التعبير عنها مباشرة بالتطور.

الكون في حبه اللانهائي نحونا، يواصل إرسال الدروس إلينا، وإحدى الحقائق المسببة للإحباط التي يجب أن نتقبلها هي التالية :”واو، لقد تعلمت درساً، لقد تغلبت على مشكلة ؟ تهانينا، إليك المكافأة…مشكلة أخرى”.

كل مرة نظهر للكون أننا نستطيع أن نتحمل الحرارة، تصبح الحياة أكثر سخونة ولذعاً بقليل !
هذه بكل بساطة إحدى الجوانب المؤلمة في طريق التعلّم هذا، مع أنها جميلة بفضل النمو الذي نشعر به. الشيء الأساسي الذي يجب أن نحفظه هنا، هو أن أصدقاءنا هم الذين يعلموننا هذه الدروس. إنهم أصدقاء القلب الذين (بموافقتنا) يجرحوننا، أصدقاؤنا هم الذين يخونوننا وأصدقاؤنا هم الذين يعطوننا الفرصة كي نتعلم.

لكي تبدو هذه التجارب واقعية، نحن ننسى بشكل طبيعي ما الذي سيكون عليه أصدقاؤنا عندما نعبر نهر النسيان. إذا كنتم تفضلون أن تكونوا سعداء وليس على حقّ، تخيلوا أنهم يحبونكم، هذا سيغير وجهة نظركم !

اترك رد