هل يحول علماء النفس والأساتذة الأولاد الطبيعيين إلى مرضى ؟

1

لم يصنّف علم النفس أبداً اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط عند الأولاد ADHD على أنه مرض بيولوجي شرعي. لكن أسطورة هذا الاضطراب ما برحت تتزايد وتنتشر. كل سنة، يشخص الأطباء ملايين الحالات لأولاد مصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ويصفون لهم أدوية خطرة ومكلفة جداً.

يلقي الدكتور فريد باغمان الضوء على هذا الموضوع في كتابه “The ADHD Fraud: How Psychiatry Makes Patients of Normal Children”. في هذا الكتاب، يوضح باغمان كيف ينسب الأساتذة للولد تشخيص الإصابة باضطراب ADHD، وكيف تكسب شركات الأدوية الكبيرة الأموال عن طريق تعزيز هذا المرض الزائف.

مرض مزيف بنسبة %100 :

مع الحملة الدعائية المرافقة لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD، نلاحظ في الوقت الحاضر تشخيص أمراض مثل القلق، الكآبة، الاضطراب الثنائي القطبية، اضطراب الوسواس القهري، والكثير من الاضطرابات الأخرى التي يتم تشخيصها عند الأولاد.

نحن لا نزعم بالتأكيد أن الأولاد ليس لديهم مشاكل حقيقية أو سلوكيات مدمرة. الكثير منهم يعانون من مشاكل معينة، لكن هذه المشاكل سببها دائماً تقريباً ردة فعل على حالات سلبية في مجتمعاتهم، قام بها أشخاص بالغون، وليست نتيجة خلل في عمل دماغهم، يجعلهم كبش فداء لخدمة مبيعات الأدوية الصيدلانية.

الأولاد الذين يواجهون صعوبة هم أولاد بحاجة إلى مساعدة حقيقية، وليس إلى سموم كيميائية يصفها أشخاص بالغون يرفضون التعامل مع المشاكل الحقيقية. عندما يشعر الاولاد بالحزن، بالخوف، بالقلق أو بمزاج سيء، فهناك بالتأكيد شيء ما لا يسير على ما يرام، ولكن هذا الشيء ليس في دماغهم.

عموماً، المفروض بنا نحن الكبار، أن نعتني بهم ونكون موجودين من أجلهم، ونتحمل مسؤوليتهم. نحن نتصرف بشكل سيء مع أولادنا، وعندما تحدث مشكلة، نعزو السبب إلى خلل في دماغ الولد.

لقد بلغنا اليوم مرحلة حزينة، فحسب دراسة قامت بها جامعة يال، يبدو أن كل 9 من أصل 10 أولاد يستشيرون طبيباً نفسياً للأطفال، يتلقون وصفة دواء نفساني.

بحسب هذه الإحصائية الحزينة، يبدو أن الأطباء النفسانيون بمثابة الذراع المنفذة للشركات الصيدلانية، التي تنسق معهم من أجل اختراع أمراض بهدف الربح، بدون أن تحسب حساب الحاجات الحقيقية للأولاد ولمستقبلهم ولحياتهم.

يقال لنا إن الهدف هو تأمين فائدة أفضل للأولاد الذين يعانون، وهي كذبة تصل إلى درجة النفاق. أعطى مونتسيكيو شرحاً مفصلاً لهذه الحالة عندما كتب :”ليس هناك استبداد أقسى من ذلك الذي يتم تنفيذه تحت غطاء القانون وباسم العدالة”.

اخترنا لكم
الغضب عند الأطفال | د. مرام حكيم

 

تعليق 1
  1. […] وجسدياً. أمّـا أحد أسباب عدم تزويد الأم ولدها بهذه الحاجات فهو أنَّـها هي نـفسها قد تكون شخصاً محروماً فتكون […]

اترك رد