هل تفسد كثرة العناق الأولاد ؟
عناق الطفل:
هل عانقت طفلك اليوم؟ لماذا التعبير عن الغضب أسهل على الأهل من التعبير عن الحب؟
حين نرى الطفل يتصرّف بشكل خاطئ نسارع إلى ردعه وتوبيخه بدون تردّد.
وأحياناً نفقد أعصابنا ونعنفه كلامياً وحتى جسدياً ! لكن عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن الحب والاهتمام نتراجع ونتردّد.
لكن يبدو أن إظهار مشاعر الحب للطفل عن طريق احتضانه ومعانقته أمر أساسي وجوهري لنموه وتوازنه العقلي.
فأي شيء يمكن أن تحرميه منه إذا لم تعانقيه اليوم؟!
العناق ليس مجرد دغدغة هزلية أو قبله على خده.
إنه احتضانه على مقربة من قلبك لبضع لحظات حتى يشعر بحبك دون أن تضطري لقول كلمة واحدة.
إنه العناق الذي يولد الدفء والمودة والشعور بالقبول.
اجعلي معانقة طفلك جزءاً من طقوسك اليومية. ذكّري نفسك يومياً ” هل عانقت طفلي اليوم؟”. وإذا لم تفعلي فتساءلي عن السبب.
هل نسيت أم أنك تفكرين بمنطق أن كثرة العناق والاحتضان تفسد الولد؟
من الغريب أن عدداً كبيراً من الآباء والأمهات يخجل من إظهار الحنان لأطفالهم لأنهم يعتقدون أن هذا ضرب من التدليل الذي يمكن أن يؤدي إلى إفساد أطفالهم.
إذا كنت من هذه الفئة، أجيبي بصراحة: هل تفضلين أن يعاني طفلك من انخفاض احترامه لذاته أو أن تكون لديه ثقة مفرطة بنفسه ؟
يعتقد الكثير من الأهل أن إظهار الحب بشكل محسوس يجعل الطفل عندما يكبر شخصاً عاطفياً يعتمد على قلبه، وليس على فكره ومنطقه. وهذا ليس صحيحاً أبداً.
معانقة الولد لا تمنعه من استخدام عقله كما أن كونه عقلانياً لا يمنعه من أن يكون عاطفياً أيضاً.
دراسات كثيرة أثبتت بشكل قاطع أن اللمسة الإنسانية تشفي وتحصّن الإنسان كلّ حياته. ليس ذلك فحسب، فاللمسة الإنسانية أمر ضروري لنمو الإنسان وتطوره أيضا.
المعانقة شيء صحي للجسم والروح. إنها تعزز الثقة بالنفس وتمنح الشعور بالأمان لأنها تصل إلى الداخل وتمسّ الروح.
فافتح إذاً ذراعيك واحتضن أولادك بقوة.
إذا كنت غير معتاد على ذلك فقد لا يكون العناق سهلاً في البداية. عليك أن تتخلّى عن تحفظك شيئاً فشيئاً.
كما أن التغيير المفاجئ قد يجعل أولادك يستغربون، لكنهم سرعان ما يتعودون ويفرحون بهذا التغيير الإيجابي.
ابدأ بعناق مع عبارة صباح الخير وبآخر مع قبلة ما قبل النوم. ثم انتقل إلى عناق مع كلمة شكراً.
لا تخش أن تعانق أولادك أكثر من اللازم. فالكثير من الحب يحيي ولا يميت !
ثمة حكمة قديمة تقول: نحن بحاجة لأربع عناقات يومياً من أجل البقاء، وثمانية للحفاظ على صحتنا واثني عشر لكي ننمو ونتفتّح.