ابنك حرارته مرتفعة وانفه يسيل وسعاله قوي. فهل هو بحاجة الى مضاد حيوي antibiotic ؟
في اغلب الحالات سيكون الرد لا ابنك لن يكون بحاجة الى مضادات الالتهابات .
مع ان من الطبيعي ان تأخذي طفلك الى طبيب الأطفال الا ان من غير الداعي ان يصف الطبيب المضادات الحيوية فالأولاد معرضون للإصابة بالزكام والانفلونزا وهي من الامراض التي لا تنفع معها المضادات الحيوية.
الواقع ان المضادات الحيوية تؤذي اكثر مما تنفع. فأجسادنا ملأى بكل أنواع البكتيريات التي هي بمعظمها بكتيريات جيدة.
ان استعمال المضادات الحيوية، عندما لا يكون هناك ضرورة، يقتل البكتيريات الجيدة التي تلعب دورا اساسيا في تقوية المناعة ويترك المجال لبكتيريات اخرى حتى تتكاثر وتنمو.
الواقع ان استعمال المضادات الحيوية بشكل عشوائي يؤدي الى ثلاثة مضار اساسية
- تعرض الولد الى التأثيرات السلبية للأدوية
- قتل البكتيريات المفيدة التي دورها تقوية المناعة
- جعل الجسم مقاوماً للأدوية وهذا ما يجعل الدواء بدون فعالية في المستقبل
كما ان المضادات الحيوية تؤدي الى ظهور سلالات سيئة من البكتيريا في الجسم وتشير الاحصاءات الى ان اكثر من نصف الوصفات بالمضادات الحيوية تكون في غير محلها وهذا ما يهدد البشرية في مستقبل حياتها فنحن معرضون بعد سنوات غير بعيدة الى ان تقتلنا أضعف البكتيريات بسبب زوال مفعول المضادات الحيوية الناتج عن سوء الاستخدام.
في دراسة جديدة وجد الباحثون أن تكرار إعطاء المضادات الحيوية للفئران زاد من الإصابة بالسكري النوع الأول عندها.
هذا الاكتشاف فظيع .. لا سيما عندما نعرف أن 50 بالمئة من وصف المضادات الحيوية هو في غير محله وفي دراسة حديثة تبين أن المضادات الحيوية تُوصف للأطفال بمعدل ضعف الحاجة المطلوبة. إذن 50 بالمئة من المضادات الحيوية التي يأخذها الأطفال، يأخذونها بدون داع أو حاجة.
اذن عندما يصف لك الطبيب مضاداً حيوياً تأكدي من ان هناك ضرورة لأخذه وقولي للطبيب بأنك مستعدة للانتظار قبل المباشرة بإعطاء الطفل الدواء .
