هل لاحظتم أننا نكرر مشاكلنا نفسها كل حياتنا وننقلها إلى أولادنا ؟

0

عندما كنت طفلة، كنت أحلم باليوم الذي سأصبح فيه كبيرة لأنني كنت أتخيل عندها أنني سأصبح شخصية أخرى وسأعيش حياةً أخرى.

كنت أعتقد أنني عندما أغير العنوان، سأترك خلفي كل ما جعلني أشعر بأنني شخص قبيح تافه ولا أهمية له. ولا تتصوروا كم كانت خيبة أملي عندما لاحظت اخيراً أن أوجاعي انتقلت معي !
ليس فقط تبعتني، ولكنها جعلت حياتي أكثر إيلاماً لأنني، في عالم الكبار، لم أكن أستطيع أن أتصرف كأنني غير مرئية. كان عليّ أن اواجه الناس والمواقف ولم أكن جاهزة أبداً لهذا.

عندما نتقدم في العمر، نكتشف غالباً بذعر أن القصة تتكرر. لقد اختلف الممثلون والديكور، لكن الظروف التي حركت الجرح وأدت إلى ردات فعل مرتبطة به بقيت بوضوح هي نفسها.

إنها تتكرر في العلاقة الزوجية

وهذا الأمر يصبح أكثر صحة عندما نرتبط بعلاقة لأن الزواج يعطي دفعة توقظ كل ما هو مدفون عميقاً. أنا أكرر دائماً هذه المزحة :”من السهل أن نتوازن إذا كنا وحدنا لأن الثنائية هي التي تجعل أخطاء التصنيع تطفو على السطح”.

لقد انتبهتم إلى هذا بالتأكيد، نحن نرتبط دائماً بشريك أو شريكة لديه تشابه مع الأب أو الأم الذي كانت نزاعاتنا معه أقوى. كم من النساء اللواتي كان أبوهن عنيفاً، ارتبطن مع شريك لديه نفس الطبع.

لكن هناك سبب لهذا. في الواقع، جرحنا هو الذي كان السبب. إنه يجذب هذا الشخص إلى تجربتنا لكي يجعلنا نعاود زيارة المشاعر الصعبة، آملين أننا سنتصرف في هذه المرة بطريقة مختلفة.
إنه، بكل بساطة، نداء للتقدم، للتطور، إنه نداء لا يفهمه، للأسف، العديد منّا أبداً.

إنها تتكرر مع أولادنا

أنا متأكدة أنه حدث لنا كلنا أن كررنا أحد التصرفات المستهجنة التي كان يقوم بها أهلنا معنا. ربما هذا التصرف هو الذي جعلنا نعاني أكثر. لقد حدث بطريقة مستترة وبكل تأكيد ترك طعماً مراً في فمنا.

من المدهش أن نلاحظ كل الطاقة التي يستعملها الجرح كي يجعلنا نسمعه. في الواقع، جراحنا هي التي تصنع الظروف السيئة والظروف الحسنة من حولنا منذ اللحظة التي تترك فيها بصماتها علينا. إنها تقودنا بشكل مباشر من طرف أنفنا، وتقرر كل شيء بالنيابة عنا.

مع هذا، اليوم، لديكم القدرة على الاختيار : أن تواصلوا تجاهل وجودها وتتركوها تتحكم في حياتكم، أو ان تتعلموا أن تنظروا إليها وتواجهوها حتى تستطيعوا إعادة التواصل مع طبيعتكم الحقيقية.

اترك رد