الشعور بالذنب كيف تتعرف عليه وتتخلّص منه لتتحرّر أخيراً؟
التخلّص من الشعور بالذنب
غالباً ما يخلط الناس ما بين الخجل والشعور بالذنب.. مع أننا نشعر بكليهما إلاَّ أنَّ هناك فرقاً بـينهما. ما من شخص لم يراوده الشعور بالذنب في مرحلة من مراحل حياته. إنه شعور ضاغط ويمكن أن يتطوّر إلى عقدة نفسية خطيرة وصعبة. تعرّف إليه وتعامل معه في أسرع وقت ممكن!
الشعور بالذنب هو شعور مؤلم أو شعور غير مريح ينـتج عن القيام بشيء ينـتهك قيمة أو مبدأ شخصي، وقد ينـتج أيضاً عن أذية تسبـبنا بها لشخص آخر أو عن نـقض اتـفاق ما أو مخالفة القانون.. بناء على هذا يعتبر الشعور بالذنب أمراً مرتبطاً بسلوكنا وشعورنا بالإستياء حيال شيء ارتكبناه أو حيال شيء لم نـقم به رغم أنَّـه كان علينا القيام به.
الشعور بالذنب كمعظم المشاعر قد يكون انفعالاً مفيداً يساعد في توجيه علاقاتـنا مع أنـفسنا ومع الآخرين.. فهو يدلنا على أنَّ ضميرنا حيّ.. فالأشخاص الذين لم يشعروا قط بالذنب أو لم يؤنبهم ضميرهم بعد ارتكابهم الإعتداءات أو الخطايا هم أشخاص يعانون من صعوبات في حياتهم ويتم تصنيفهم على أنَّـهم يعانون من اضطراب الشخصية الذي يجعلهم غير اجتماعيين.
نسمّي الشعور المفيد بالذنب شعوراً «صحيَّاً».. فنحن نستعمل هذا النوع من الشعور بالذنب لنعيش في المجتمع ولنحل صراعاتـنا أو صعوباتـنا ولنصحح أخطاءنا ونحسّن علاقاتـنا. ولكن عندما يعكر الشعور بالذنب صفونا وراحة بالنا ووظائفنا بما فيها نمونا الروحي والعاطفي والعقلي، نسميه عندئذٍ «الشعور بالذنب غير الصحي».. الأشخاص المتحدرون من عائلات مضطربة غالباً ما يملكون مزيجاً من الشعور بالذنب الصحي وغير الصحي.. الواقع أنـنا لا نسعى عادة إلى معالجة أسباب الشعور بالذنب أو التخلّص منه، فيصبح في أحيانٍ كثيرة مسبـباً للعجز العاطفي والنـفسي.. وقد يتغلب شعورنا بالمسؤولية تجاه العائلة على شعورنا بالمسؤولية تجاه ذاتـنا الحقيقية.. وهناك أيضاً شعور آخر بالذنب ناتج عن «نجاة الشخص بنـفسه». وهو حين يشعر الشخص بأنَّـه مذنب وبأنَّـه غير مستحق للحياة لأنَّـه ترك الآخرين في البـيئة المضطربة أو لأنَّـه نجا بحياته في الوقت الذي فشل فيه الآخرون.
يمكن التخفيف من الشعور بالذنب إذا اعترفنا بوجوده وإذا حاولنا معالجته للتخلّص منه.. هذا يعني أن نختبره وأن نـناقشه مع أشخاص مناسبين نـثق بهم. الطريقة الأبسط للتخلّص من عقدة الذنب هي الاعتذار من الشخص الذي آذيناه أو خدعناه وطلب المغفرة والسماح منه. أمّـا الأشكال الأكثر تعقيداً للتخلّص منه فهي التحدث عن الشعور بالذنب بعمق عن طريق العلاج النـفسي الفردي أو الجماعي ربما.
الاعتراف بالشعور بالذنب والتخلّص منه أسهل عادةً من التعرّف على الشعور بالخجل والتخلّص منه.