ماذا يمكن أن تفعل بنفسك إن قارنت نفسك بالآخرين

0
المقارنة بالاخرين

من منّا لا يفعل ذلك: نراقب ما يقوم به الآخرون ونتمنّى فعله. أو نهزأ بما يقومون به ونعتبر أنفسنا أفضل منهم. فواحد يُشعرنا بالسوء وآخر بالفوقية، وفي الحالتين لا نشعر بالسعادة. فما الذي يحدث عند المقارنة؟ ولماذا هي سيئة إلى هذا الحدّ؟

المثل الأوّل: تفقّد حساب “إنستغرام”

كلّ ما يعرضه مستخدمو هذا الموقع هي صور حفلات ورحلات، وأطعمة، وسفر، وممارسة الرياضة أو اليوغا… باختصار، حياة سعيدة إلى أقصى الحدود.
إن نظرت إلى هذه الصور بانتظام، سيسهل عليك مقارنة حياتك المملّة مع حياة أصدقائك المدهشة. وتبدأ التساؤلات: لمَ لا تفعل أنت مثلهم؟ لمَ لا تتناول طعامًا أشهى، لمَ لا تسافر أو تمارس التمارين أو تفعل غير ما تقوم به الآن؟ لمَ لا تملك جسمًا أجمل؟

هذه ليست مقارنة عادلة بالطبع. فهم لا يعرضون صورهم أثناء قيامهم بأمور أكثر بساطة كالتسمّر أمام شاشة التلفزيون أو على الهاتف. ولا ينشرون ما يظهر اضطراباتهم النفسيّة ولا مللهم، ونزاعاتهم ومخاوفهم.
السعادة تأتي من تقدير ما نملكه، وليس من تمنّي القيام بأمور أخرى. تكتشف الأمور المهمّة في الحياة حين تتنبّه إليها أكثر، وليس حين تتمنّى أن تعيش حلمًا.

لا نحتاج أن نكون أفضل من أي شخص آخر: ليس علينا سوى أن نقدّر مكانتنا وما نقوم به ومن نكون. هذا هو المهمّ. والمقارنة لا تجعلنا أسعد او نقدّر الحياة أكثر، بل تجعلنا نشعر بالسوء تجاه أنفسنا. وهذا أمر محبط.

المثل الثاني: الحكم على الآخرين

فلنقل أنّك عملت بجهد لتغيير عاداتك، وتوقّفت عن التدخين والتزمت بتمارين رياضية منتظمة وبنظام غذائي صحي. بذلت جهدًا لتصبح شخصًا يتمتّع بصحّة أفضل، وتفتخر بالأمر.
ثمّ ترى آخرين يعانون من وزن زائد ويتناولون الوجبات السريعة كلّ الوقت ويدخّنون، وتبدأ بانتقادهم. ومن خلال المقارنة تشعر بأنّك أعلى شأنًا منهم لأنّك لا تملك تلك العادات. غير أنّ هذا الأمر لا يجعلك سعيدًا، فانتقاد الآخرين يجعلك تكرههم. هذه لا تسمّى سعادة بل رفض للآخرين.
عوضًا عن ذلك، من الأفضل أن نحاول فهمهم. فهل سبق أن عانينا من عادات سيئة وشعرنا بالسوء تجاه أنفسنا؟ بالطبع فعلنا.

نعلم جيّدًا ما يسببه التعرّض للمصاعب، والشعور باليأس وعدم القدرة على التغيير. لا نعرف ما قد يكون شعورنا لو كنّا مكان أولئك الأشخاص، ولكن قد نتمكّن من تخيّل معاناتهم وتمنّي انتهائها.

اترك رد