الخدمة التي يقدمها لنا المرض

0
د. سيرغيه لازاريف – Dr Sergey Lazarev

إذا لم يكن هناك في حياة الشخص أمراض ومصائب، وكانت القيم الذاتية عنده محورها الشخص المحبوب والأسرة والاستقرار والعمل المناسب، فعاجلاً أم آجلاً، سوف تتجاوز النفس الحد الذي تصعب العودة من بعده. فكل ما يجب أن نتعلق به أو نخضع له يجب أن يكون أبدياً، ويكمن التناقض في أن لا شيء أبدي في هذا العالم إلا الله، ولا يمكن أن يكون هناك غيره.

لكن النفس التي تعودت على حياة الاستقرار لا تستطيع تحمل ذلك، وتنفجر بالكراهية والاشمئزاز عندما تشعر بتهديد سعادتها واستقرارها. في البداية تشمئز النفس وتغضب إذا اعتدي على سعادتها البدنية أو الروحية أو الحسّية. لاحقاً تشمئز الننفس ويتعكر مزاجها عندما يأتي المرض، ثم يتوجه كل هذا الغضب نحو الذات. وعندئذٍ تظهر الكراهية للقدر، للذات، ويظهر التفكير بالانتحار. غالباً ما يسبق ذلك الحزن والضعف.

إلا أن الإنسان عاجلاً أم آجلاً يتقبل كل ما قد جرى، رغم أن البعض قد يلقون حتفهم في المرحلة الأولى عندما ينشأ السخط على العالم المحيط. هؤلاء هم من غرق في مستنقع السعادة الإنسانية. بينما يصل الباقون بفضل العذاب والآلام إلى تلك اللحظة التي بسببها أصابتهم المصائب والأمراض، إلى الإحساس بالوحدة التي لا انفصام لها مع الخالق وفهم مغزى الحياة.

 

اترك رد