5 أسباب تجعل التربية الحديثة فاشلة فشلاً ذريعاً

1

التربية الحديثة:
في الشارع، يرتمي صبي صغير عمره ثلاث سنوات على الأرض ويصرخ بكل قواه. تطلب منه الماما أن ينهض. يواصل الصبي الصراخ. ينظر الناس إليه. يغلق الأشخاص في البيوت المجاورة نوافذهم. في هذا الوقت تنحني الأم وترفع ابنها. يواصل الصبي الصراخ. يصبح لونه أحمر مثل الطماطم، وتقف الأم عاجزة.

تربية الأولاد هو موضوع جدل أبدي. منذ القدم، يقال إن أولاد “هذا الجيل” أقل تربية من الجيل السابق ! مع هذا، فإن التربية الحديثة تولّد بعض التأثيرات غير المرغوب فيها- ليس بالضرورة على الأولاد أو على الأهل فقط. هذا على الأقل ما تقوله أيما جينر.

تذكر الاختصاصية في التربية أيما جينر، 5 أسباب تجعل التربية الحديثة في أزمة :
1) نحن لم نعد نعيش في “مجتمعات محلية”

يكفي أن تنظروا إلى الأولاد في الأفلام القديمة : لقد كانت مدبرة المنزل تشد أذنهم، كان سائق الباص يؤنبهم، كان الشرطي يصادر طابتهم. لحسن الحظ، أن تلك الأيام قد ولّت. من جهة أخرى، لم يعد أحد في الوقت الحالي يتجرأ أن يعطي ملاحظة عندما يتصرف ولد ما بشكل سيء. بالعكس : يتصرف بعض الأهل بعنف مع الأساتذة عندما يؤنبون أولادهم ! من جهة أخرى، لا أحد يساعد الأهل في تربية أولادهم. عندما يصاب الأولاد بنوبة غضب في السوبرماركت، يفقد الأهل توازنهم. لانه بدل أن يتلقوا الدعم من الأشخاص الآخرين، فهم لا يتلقون إلا نظرات اللوم والتوبيخ.

2) نحن لم نعد نتحمل المسؤولية
freepik.com

الاولاد يرتكبون أخطاءً ويزعجوننا من حين لآخر. هذا جزء من اللعبة. إنهم ليسوا كاملين، ويجب ان لا يكونوا كذلك. لكن إليكم ما تصرح به جينر : يتزايد عدد الأهل الذين لا يواجهون سلوك أولادهم السيء، حتى لو كانوا يشتكون منه. وهكذا هم يتخلون عن تربية الاولاد. بحسب ما تقول جينر، فإن الأولاد قادرون على أن يتعلموا ويفهموا أكثر بكثير مما يعتقد الأهل. حسن الاخلاق والأدب هما من ضمن القيم التي يجب أن يتعلمها الولد.

3) لدينا حلول لكل شيء
Photo by Ketut Subiyanto from Pexels

الأهل جاهزون لتحييد كل صرخة من الولد : إذا جاع الصغير، نعطيه مباشرة ما يأكله. في السيارة، نستمع إلى أغاني الأولاد ساعات وساعات، وعندما يبدأ الاولاد بالتشاجر في المطعم، نهدئهم بأن نضعهم أمام فيديو على الهاتف. في بعض الحالات، تكون ردات الفعل هذه ضرورية. لكن، كما تشرح أيما جينر، إذا عوّدنا أولادنا على حلول سريعة عند اقل شكوى، فهم لن يتعلموا الصبر أبداً. وهكذا لا يتعلم الاولاد كيف يتعاملون مع اللحظات المزعجة ولا يتعلمون من أخطائهم.

4) نخاف من أن نقول لا

يشارك الأولاد في اتخاذ القرارات. رأيهم يُحسب حسابه. بفضل هذا، يمكنهم أن يصبحوا كائنات مسؤولة وواعية، تعرف كيف تأخذ القرارات الصائبة. وهذا مهم في عالم حيث النظام السلطوي يتراجع أكثر فأكثر. في نفس الوقت، حياة الأولاد منظمة بدقة : المدرسة كل النهار، ثم المساعدة في الفروض، ثم الرياضة.…لهذا يخشى الكثير من الأهل (عن حق) من أن تعاني طفولة أولادهم من هذا النظام العسكري. لهذا يتنازل الأهل عن أشياء عديدة لأولادهم الصغار. كل رغباتهم تُنفذ بشكل فوري، كما لو أنهم ما زالوا أطفالاً رضع. ولكن نتيجة هذا هو زيادة المتطلبات عند الأولاد والأعباء على الأهل.

5) نتجاهل حاجاتنا الخاصة
freepik.com

تتفهم أيما جينر أن يكون الأولاد هم مركز الاهتمام في العائلة لأن المجتمع يتطور في هذا الاتجاه. لكنها تلاحظ أن بعض الأهل يبالغون ويعرّضون حتى حياتهم الزوجية للخطر. إنهم ينسون غالباً أن يخصصوا وقتاً خاصاً بهم. يستطيع الأولاد أن يفهموا جيداً جداً أن أهلهم لديهم رغباتهم الخاصة. وإذا رأوا أهلهم يخصصون بعض الوقت لأنفسهم، فهم سيفعلون مثلهم بالتأكيد عندما يصبحون أهلاً بدورهم.

بكل تأكيد، تتعدد الآراء فيما يتعلق بتربية الأولاد. من الواضح أن نصائح هذه الاختصاصية لا تفعل المعجزات. يجب ألا تنسوا أن كل عائلة وكل ولد مختلف عن غيره. الأهل يبذلون جهدهم، ومن غير المجدي أن ننتقدهم من بعيد. لكن أيما جينر، مع هذا، تلقي الضوء على بعض النقاط الخلافية في التربية اليوم. شاركوا، أنتم أيضاً، برأيكم في الموضوع على الفايسبوك !

تعليق 1
  1. […] دراسة في الصين تركّزت على أثر أسلوب التربية القاسية في الأولاد وفي نظرتهم إلى الحياة، بحيث أنّ […]

اترك رد