المفتاح لتربية طفلاً يستطيع تغيير العالم هو التأكد من أن المشروع مفيد للطفل وأنه نابع من القلب.
المرة الأولى التي أدركت فيها قوة إشراك الأطفال في مشاريع العدالة الاجتماعية كانت عندما كان أحد أبنائي في الرابعة من عمره فقط.
ذهبت وإياه لمشاهدة فيلم “الدب”الذي صُنّف على أنه فيلم عائلي ، لم أكن مستعدة للمشهد الذي قُتل فيه دب بوحشية ولم يكن طفلي أيضاً مستعداً لمشهد كهذا .
بدا زاك محطمًا ، وبكى طوال الطريق إلى المنزل. في مرحلة ما أثناء طريق العودة إلى البيت، صرخ بقوة أن على الرئيس وضع قانون يمنع قتل الدببة.
ولاسترضاء ابني والتخفيف من حزنه ، اقترحت عليه أن يكتب رسالة للرئيس ، وبمجرد أن توجهنا إلى ممرنا، تحول زاك إلى ناشط في مجال حقوق الحيوان.
ركض إلى الداخل. أمسك بمغلف وورقة وقلم رصاص ؛ وطلب مني كتابة كلماته. في غضون خمس دقائق ، كتب رسالة إلى الرئيس يطلب فيها كتابة قانون يوقف “قتلة الدب”. وما لبث أن ختم الظرف وختمه، ووضعه بثقة في صندوق البريد.
في الحقيقة أنني لم أتوقع ما سيكون الرد. ولكن خلال الأسابيع التالية، تلقى زاك عشرات الرسائل من مختلف المسؤولين الحكوميين بخصوص حقوق الحيوان، وقوانين الصيد ، و منها ما كان عن الدببة.
كان الرضا الذي يعلو وجه زاك في كل مرة يفتح فيها رسالة لا يقدر بثمن: “انظري يا أمي”، قال لي :
“إنهم يعرفون أن قتل هذه الدببة أمر خاطئ. سيفعلون شيئًا. لقد ساعدت الدببة “.
في ذلك اليوم علمني ابني البالغ من العمر أربع سنوات مدى أهمية مساعدة الأطفال على معرفة أن أفعالهم يمكن أن تحدث فرقًا في العالم.
لقد تعلمت أيضًا درسًا مهمًا للغاية: أنه ليس من السابق لأوانه أبدًا البدء بمساعدة الأطفال على الرغبة في تحسين عالمهم.
صانعو التغيير هم أطفال لا يتراجعون إلى الوراء عندما يرون مشكلة، لا بل يتدخلون لإحداث فرق وتغيير. وتربية طفلاً يستطيع تغيير العالم أمر ممكن ..
إليك عدداً قليلاً من الأطفال الذين جعلوا العالم مكانًا أفضل:
اشتهر ديلان سيجل ، البالغ من العمر ستة أعوام ، بمساعدته لصديقه جوناه بورنازاريان الذي أصيب بخلل في الكبد غير قابل للشفاء ، هذا الصبي كتب بلغته البسيطة كتاباً اسماه chocolate bar وحاول بيعه ليساعد صديقه.
والذي حدث أن كتابه هذا بيع منه ما وصلت قيمته إلى مليون دولار وقد تمت الاستفادة من ها المبلغ لإيجاد علاجات جينية جديدة.
علمت راشيل ويلر ، البالغة من العمر تسع سنوات ، أن أطفال هايتي يأكلون كعكات الطين ويعيشون في منزل من الورق المقوى لأنهم فقراء للغاية. لقد تعهدت بإحداث فرق من خلال بيع المخبوزات البيتية ، وبيع أدوات منزلية الصنع ، كما طلبت ممن يستطيع التبرع أن يتبرع.
في غضون ثلاث سنوات فقط ، كانت جهودها في جمع الأموال كافية لبناء سبعة وعشرين منزلًا من غرفتين في أحد الأحياء في هايتي، يطلق عليه الآن اسم قرية راشيل.
عندما تحطمت نظارته بدأ ياش جوبتا ، البالغ من العمر 14 عامًا ، في التفكير في ملايين الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة النظارات.
لذلك قام بإنشاء Sight Learning وبدأ بجمع النظارات المستعملة من أخصائي فحص النظر وكان أن تبرع بأكثر من 9500 زوج من النظارات للأطفال في هاييتي وهندوراس والهند والمكسيك.
يشعر الأطفال الذين لديهم حب الإيثار ، بألم الآخرين أو يتحسسون أي مشكلة اجتماعية حين يصادفونها. وبسبب حبهم للإيثار تجدهم يندفعون لإيجاد حلول للمساعدة. وهم لا يفعلون ذلك من أجل الجوائز أو المكافآت أو “الظهور بمظهر “فاعل الخير” بل دافعهم الوحيد هو شغف المساعدة الكامن في قلوبهم. هذه هي قوة التعاطف!
ولكن هناك أيضًا فوائد غير متوقعة: الأطفال الذين يتصرفون بناءً على اندفاعاتهم العاطفية لإحداث تغيير ما، يدركون نقاط قوتهم واهتماماتهم (وبالتالي تزداد ثقتهم بأنفسهم ) ، ومن خصائصهم أن لديهم حس المثابرة والالتزام بما يرونه عملاً مفيداً .
في هذه الاثناء ( أثناء رحلة المساعدة) يكتشفون أن العطاء هو من أفضل الطرق لتخفيف الضغط النفسي). هذا هو السبب في أن تقديم المساعدة للآخرين هو أحد أفضل الطرق لتعزيز المرونة والتطور في الحياة ..
أنا مقتنعة بأنه ليس هناك طريقة لتعزيز شخصية الطفل وتطويرها وتنمية حس التعاطف أكثر من إشراكهم في قضية يعتبرونها غير عادلة.
كما أن هذا الأمر يلهمهم التعاطف ويؤكد أن الأطفال في أي عمر يمكن أن يحدثوا تغييراً.
لكن كيف تبدأ؟ هذا هو السؤال الذي ظل يطاردني. قررت أن أجد الإجابة عن طريق سؤال أولياء الأمور الذين شارك أطفالهم بنشاط تطوعي في مشاريع مجتمعية.
ترقبوا الإجابة في الجزء الثاني من هذه المقالة: 6 طرق لتربية طفل يستطيع تغيير العالم