6 طرق لتربية طفل يستطيع تغيير العالم

0

ليس هناك طريقة لتعزيز شخصية الطفل وتطويرها وتنمية حس التعاطف أكثر من إشراكهم في قضية يعتبرونها غير عادلة. كما أن هذا الأمر يلهمهم التعاطف ويؤكد أن الطفل في أي عمر يستطيع تغيير العالم وإحداث تغيير فيه

لكن كيف تبدأ؟ هذا هو السؤال الذي ظل يطاردني. قررت أن أجد الإجابة عن طريق سؤال أولياء الأمور الذين شارك أطفالهم بنشاط تطوعي في مشاريع مجتمعية.

RE
فيما يلي ست خطوات يستخدمها الأهل لمساعدة أطفالهم في العثور على شغفهم الداخلي وليصبحوا صناع التغيير
الخطوة 1: ابحث عن الأمور التي تهم طفلك

انتبه إلى المشكلات التي تهم طفلك وابدأ بالبحث في محيطك. على سبيل المثال: الممتلكات التي تحتاج إلى تنظيف، أو الحديقة التي لا يشعر فيها الأطفال بالأمان أثناء اللعب ، أو الأشخاص المشردون الذين يعيشون في الشوارع ، أو الملاجئ التي تحتاج إلى التحسين ، أو كبار السن الذين يعانون من الوحدة.

يناقش العديد من الأهالي، بانتظام، الأخبار التي يسمعونها لمعرفة ما يقلق أطفالهم مثل التنمر، والتشرد، وعدم المساواة بين الجنسين، والفقر، وحقوق الإنسان، والظلم والتفرقة العرقية. يمكنك أيضًا زيارة جمعيات خيرية تُعنى بالشأن الذي ينزعج منه طفلك واجعله يتطوع حتى يرى ما هي الاحتمالات ومعرفة ما الذي يشعر به تجاه هذا الشأن أو ذاك.

الخطوة 2: ابحثوا عن الموضوع معًا

بعد ذلك ، ساعد طفلك في العثور على معلومات حول المشكلة. تعد المكتبة والصحف والإنترنت دائمًا مصادر جيدة. قد تسأل أيضًا المعلمين أو الأقارب أو المدربين أو مسؤولي المدينة. اتصل واكتب اسماء المنظمات التي تُعنى بالموضوع الذي يهتم به طفلك.

الخطوة 3. العصف الذهني

بعد ذلك ، اطرح أفكارًا عن الطرق التي يمكن لطفلك من خلالها إحداث تغيير. فلنفترض انه يريد مساعدة المشردين في الشوارع . وحاول أن تجري عصفاً ذهنياً للإتيان بأفكار تساعد في تقديم العون لهؤلاء . مثلاً بناء مأوى للمشردين أو إعطاء بطانيات أو جمع الأموال لشراء ثياب للأطفال المشردين ..

حاول أن تكون الفكرة التي يخرج بها قابلة للتنفيذ وأن يكون قادراً على المساعدة أو المشاركة فيها. مثلاً فكرة تأمين بطانيات للمشردين أسهل.. هنا قد يحاول الطفل سؤال الجيران وأبناء الحي إن كانوا يحبون التبرع ببطانية..

أخبرني كل والد لديه طفل من فئة ” صانع التغيير” هذه النقاط الرئيسية: “من الممكن الإتيان فكرة كبيرة ولكن علينا عدم البدء بها بل البدء بشيء صغير في المجتمع ، على أن يكون وجهاً لوجه. كانت اللحظة التي رأى فيها طفلهم الامتنان على وجه الشخص الذي ساعده نقطة تحول نحو المزيد من أعمال الخير. فهذا اللقاء وجهاً لوجه ينشط تعاطف الطفل ويشعل رغبته في تقديم المزيد فالمزيد..”

الخطوة 4. حشد الآخرين للمساعدة

إذا كان طفلك يستمتع بالتواجد مع الآخرين ، فابحث عن آخرين يتفقون مع القضية التي يرغب بتقديم المساعدة فيها. يساعد القيام بذلك على بناء الطاقة وتقوية الالتزام. يشكل بعض الأطفال نوادي مع الجيران أو زملاء الدراسة أو الأصدقاء.

أخبرني أحد المراهقين أنه أراد المساعدة في إيجاد ملجأ للمشردين . فقامت والدته بتجنيد صديقة ابنها وأمها فأصبح عددهم أربعة.. وكنا نعمل نحن الأربعة معاً في كل تطوع نقوم به. شكل هذا الأمر تحولاً إيجابياً لي وشعرت بأنني قادر على إحداث فرق في حياة الناس وها أنا أسعى لجعل الخدمة الاجتماعية مهنة لي. ويقول هذا المراهق إنني تعلمت أشياء عن أمي عندما كنا نشارك معاً بالعمل التطوعي .. فأمي واصلت العمل في الملجأ حتى بعد ذهابي للجامعة وقبل ذلك لم أكن أدرك كم كان يعني لها مساعدة الآخرين .. وهذا ما جعلني أحبها أكثر فأكثر.

الخطوة 5. التخطيط للنجاح

ساعده في تحديد الموارد والأشخاص الذين سيحتاجهم. يمكنك نشر تقويم شهري كبير له لتدوين أيام وأوقات التطوع. فوضع الخطط المفصلة يزيد من احتمالات النجاح.

غالبًا ما يكون البدء بأي شيء هو الأصعب ، لذلك لا بد من ان تسأل “ما هو أول شيء تحتاجه للبدء؟”

تأكد من أن الخطط لا تسير أبداً بسهولة ، لذا ساعد طفلك على تغيير أي شيء يحتاج إلى التعديل والتصحيح ومن ثم حثه على عدم النظر إلى الأخطاء بل اعتبار هذه الأخطاء فرصة مستترة للتعلم

الخطوة 6. احتفل بالجهود

سواء أكتب طفلك حرفًا واحدًا أو 100 حرف، أو تبرع ببطانية واحدة أو 50 ، أو قدّم وجبة واحدة أو عشرات الوجبات ، ادعم جهوده وأكد له أن فعله سيقدم فائدة للمجتمع ويصنع شيئاً من التغيير. . هذه هي الرسالة الدقيقة التي يحتاجها أطفالنا ليدركوا أن باستطاعتهم جعل عالمهم مكانًا أفضل.

وجد الدكتور Ervin Staub أن الأطفال الذين تهيأت لهم الفرصة لمساعدة الآخرين يصبحون أكثر فائدة للمجتمع لا سيما إذا ما تمت الإشارة إلى تأثير أفعالهم الخيّرة . فهذا ينمي لدى الطفل حس التعاطف إضافة إلى جعلهم يرون أنفسهم على أنهم اشخاص عطوفين

لذا شجع طفلك على التأمل والتفكير في تجربته في عمل الخير “ماذا فعل الشخص الذي ساعدته؟ كيف شعرت؟ هل مد يد المساعدة أسهل مما كان عليه من قبل؟ “

وذكّر أطفالك بأنهم أناس طيبون ، وجهودهم في تقديم المساعدة للآخرين تحدث تغييراً و فرقًا وتستطيع تغيير العالم!

اقرأ الجزء الأول من هذه المقالة: كيف تربون طفلاً يستطيع تغيير العالم ؟

اترك رد