عندما يفكر الأهل في الانفصال:
الأطفال هم مرآة لطفلك الداخلي. إنهم لوحات صوتية رائعة. إنهم مرتبطون بداخلك . لذل تراهم يتأثرون يأي اهتزاز في حياتك.. بالنسبة لأطفالك ، إن اي اهتزاز تتعرض له يترك فيهم تأثيراً كبيراً.
عندما تمر مرحلة مفصلية في طريق الأهل، كأن ينفصل الأب عن الأم، تشرحون بكل حسن نية للولد أنكم لم تعودوا تحبون بعضكم. أنتم عندها تضعون للولد قانونين جديدين يقوضان استقراره : أولاً، الحب يمكن أن يتوقف وثانياً، هو متعلق بشخص آخر. هكذا، تدخلون في نفسية الولد أن من الممكن ان يتوقف الأهل عن حبه هو. وهو لا يفهم هذا لأنه يشعر بحب غير مشروط تجاه أهله.
هل الحب معرض للخطأً ومشروط ؟ الولد يعيد صياغة هذا السؤال بحسب تفكيره: “هل عرفت كيف أحبهما بالشكل المطلوب ؟”.
الانفصال وتأثيره على الطفل؟
الانفصال يصبح ألماً، وتتركز شكوك الولد على إحساسه بالذنب. حتى لو فهم عقله عبارات الكبار، فإن قلبه ينقل إليه رسالة أخرى : الحب دائماً هنا، غير قابل للتغيير، وهو ينتقل من روح لروح. لا يتباعد الأهل بسبب نقص الحب، بل لأنهم عاشوا كل ما اختاروا أن يتشاركوه معاً،لأنهم قدموا لأنفسهم هدايا عن طريق التجربة، ولأن طريقهم نحو ازدهارهم يتطلب تعمقاً أكثر.
عندما يتشبث الولد بهذه التعزية، بهذه النظرة الموضوعية والعميقة عن مسار أبويه اللذين انفصلا، فهذا يبعده عن الغضب وخيبة الامل.
أن نكون أهلاً، يعني أن نراقب في أنفسنا معتقداتنا، خطة حياتنا، ذكرياتنا المرتبطة بالطفولة وبأساليب التربية القديمة. إنجاب طفل يفتح أمامنا الباب للاستبطان الداخلي، ويبعث صدى الحب غير المشروط في داخلنا. يعلّمنا الولد أن ننفصل عنه حتى نحترم طريقه وشخصيته.
نحن لا نقوم بتشكيله، نحن نصاحبه لحظة من الحياة في اكتشاف فرديته. إنه يظهر انفتاحه على المجتمع بحسب ثقته بنفسه وبالحياة. أنتممثاله الأعلى، وهو لا يطلب منكم إلا وعيكم لهذا.
مسؤوليتكم تتوقف عند استقلاليتهم. أنتم ترتبطون مع ولدكم بعقدٍ روحي، وهو يعيش في اللحظة الحالية ويتغذى من مشاركتكم له الحب. لأنكم كلما أحببتم أنفسكم أكثر، كلما فتحتم قلبكم أكثر، وكلما لعبتم دوراً أكبر في حياته. أنتم تنجزون بهذه الطريقة عقدكم معه.
الانفصال خيار مرّ لا تلجؤوا إليه عند كل مشكلة.. موقع التربية الذكية ينصحكم في حال قررتم الانفصال الذهاب إلى مستشار نفسي ليساعدكم على التخفيف من وطأة الانفصال على الطفل.
