نوبات غضب ولدكم المراهق : هل السبب في طريقة تصرف الأهل ؟ (1)
سنستعرض في هذا المقال تفسيرات عدة لنوبات غضب ولدكم المراهق، والموجهة ضدنا، نحن الأهل.
ليس المراد من هذا المقال حثكم على الامتناع عن التفوه بأي كلام يمكن أن يثير حفيظة ابنكم المراهق، بل على العكس تماماً، لأن ذلك يتعارض كلياً مع مصلحته ومصلحتكم في آن.
فالمراد من هذا المقال هو فهم آلية عمل دماغ ابنكم المراهق فحسب. وفي حين أن فهم ابنكم المراهق لا يعني بالضرورة تقبلكم لسلوكياته، إلا أنه قد يساعدكم على تجنب صراع علني من شأنه أن يترك غصة في حلقكم وحلق ابنك على حد سواء.
يشعر المراهق أن لا أحد يفهمه
ينتاب الغضب المراهق عند اعتقاده بأن والديه لا يفهمانه. ويزداد هذا الاحساس تفاقماً عندما يتوجه أحد الوالدين إليه، بنبرة فيها شيء من التعالي قائلاً :”عندما كنت في مثل سنك، كنت أتصرف بالطريقة نفسها، لأنني كنت أظن أن..”
فالمراهق لا يتحمل أن تُلقى على كاهله مشاعر أو أحساسيس لا تراوده، بحيث يفضل أن يسمعكم تقولون له :” ليتني أستطيع أن أفهم سبب اضطرابك. هلا قلت لي ما الذي يضايقك، ويسبب لك هذا الانزعاج؟”.
وإذا أجاب قائلاً ” لست أدري”، لا تترددوا في طرح المزيد من الأسئلة عليه، مثلاً :” هل تشاجرت مع أحد الأصدقاء؟ هل تلقيت خبراً سيئاً خلال النهار؟”.
يساعد تعاطفكم واهتمامكم بمخاوفه وشواغله على تهدئته ليتمكن في نهاية المطاف من التغلب على تحفظاته أو العقبات التي تمنعه من الكلام.
يشعر ابنكم المراهق بالقلق عليكم
يجد الطفل المراهق صعوبة في التعبير عن قلقه، ولهذا السبب يلجأ إلى الغضب باعتباره الأسلوب الأكثر سهولة.
من الممكن مثلاً أن يشعر ابنكم المراهق بالقلق عليكم:
• إذا ما زاد وزنك بشكل كبير وهو يدرك بأن ذلك قد يشكل خطراً على صحتك؛
• إن ضغط رئيسك عليك في العمل، وتحولت فجأة إلى شخص حاد الطبع، تنتظر ابتعاده بفارغ الصبر لتتمكن من وضع اللمسات الأخيرة على وثيقة يتوجب عليك تقديمها إلى العميل في اليوم التالي؛
• إذا ما خسرت عملك، ولم تكن واثقاً ما إذا كنت ستتمكن من إيجاد عمل آخر بسهولة؛
• إلخ.
يشعر ابنكم المراهق بالخجل منكم
لا يحبذ ابنكم المراهق ظهوركم أمام الناس في مظهر الشخص المجنون أو المغفل أو المراهق (” ممارسة تصرفات شبيهة بتصرفات المراهقين في سن الاربعين أو الخمسين”) لإرضائه عبر اقتباس اللغة التي يستخدمها، وأسلوبه في ارتداء الملابس، أو طريقة تصرفه. انتهت سنوات المراهقة بالنسبة إليكم وحان الآن دوره. وابنكم المراهق لا يرغب في أن تقلدوه مطلقاً.
يخشى ابنكم المراهق من رد فعلكم في حال خيب ظنكم
عندما يدرك ابنكم المراهق أنه من الممكن أن يخيب ظنكم بسلوك معين، تجدونه حائراً في أمره لا يعرف ما عليه أن يفعله.
فالتحدث معكم في هذا الشأن قد يجعله عرضة لسماعكم تقولون له :” أرأيت؟ سبق ونبهتك إلى ذلك”. ما يدفعه للاعتقاد بأنك ستكرهونه ويقول بالتالي في نفسه :” إنني سيء في مطلق الأحوال، ولا أجيد التصرف أبداً والجميع يكرهني”.
من الممكن أن يقول لكم إنه لا يأبه، ولكن ابنكم المراهق لا يريد أبداً أن يخيب ظنكم. فيصب بطبيعة الحال غضبه عليكم لأنك الهدف المثالي.
فهو لا يدرك أن ما تكرهونه هو سلوكه وليس شخصه.
لا يتحمل ابنكم المراهق عواطفكم الجامحة
إن المراهقة هي من حيث تعريفها، مرحلة يكون فيها ولدكم عرضة لمشاعر شديدة. وعلى الرغم من ذلك، يجد صعوبة في تحمل المشاعر أو الانفعالات الشديدة التي تنتابكم!
فهو لا يتحمل غضبكم، أو عدائيتكم، أو توتركم، بحيث ينهي الحديث بشكل قاطع أو يتبنى المشاعر التي تتملككم ويقودها إلى حد التطرف. فابنكم المراهق يعاني من عدم قدرتكم على السيطرة على نفسكم، ويرى بأنها تدل على عجز والديه عن الامساك بزمام الأمور.
ليس من السهل تعلم كيفية التحكم بالمشاعر والانفعالات، لاسيما بعد نهار أو اسبوع حافل بالأعمال المضنية، غير أن ابنكم المراهق يتوقع منكم أن تتمكنوا من القيام بذلك ليحذو حذوكم.
تشعرون بالضغينة تجاه ابنكم المراهق أو لا توجهون إليه الكلام
من الممكن أن يكون ابنكم المراهق متعباً. فتعودون مساء من عملكم والقلق يملأ قلبكم. فتتجنبون التحدث معه إما لأنكم تخشون أن يحصل تصادم بينكم، أو لأنكم ما زلتم تشعرون بغصة من سلوكياته في الآونة الأخيرة. فتفقدون بالتالي القدرة على التواصل مع ابنكم المراهق.
وعلى الرغم من تظاهره باللامبالاة، إلا أن ابنكم المراهق مفطور القلب ولا يقوى على تحمل ما يحدث. لهذا، عليكم أن تتذكروا دوماً بأنكم المثال الأكثر أهمية بالنسبة إليه، ولا يجوز أن تنقلوا إليه هذا النمط من السلوك.
لا يسترعي تواصل ابنكم المراهق غير اللفظي انتباهكم
يتواصل ابنكم المراهق معكم من دون استخدام التخاطب اللفظي.
عندما يدور حولكم من دون أن تسترعي الدوامة التي يدور فيها انتباهكم، من الممكن أن يقول في نفسه :”لا يأبه والداي لأمري. فهما لا يفكران إلا في شؤون عملهما، ومعلوماتهما، والمسلسلات التي يشاهدانها على التلفزيون”.
هل سبق أن واجهتم ضمن أسرتكم إحدى هذه المواقف التي تم ذكرها؟ لا تترددوا في مشاركتها في التعليقات.