الغضب عند ولدكم المراهق : راقبوا علاقاته الاجتماعية ! (3)

0

سنستعرض في هذا المقال تفسيرات عدة لنوبات غضب أبنائنا المراهقين، والموجهة ضدنا، نحن الأهل. فالمراد من هذا المقال هو فهم آلية عمل دماغ ابنكم المراهق فحسب. وفي حين أن فهم ابنكم المراهق لا يعني بالضرورة تقبلكم لسلوكياته، إلا أنه قد يساعدكم على تجنب صراع علني من شأنه أن يترك غصة في حلقكم وحلق ابنك على حد سواء.

تنتقدون اصدقاء ابنكم المراهق

غالباً ما يتماهى ابنكم المراهق مع أصدقائه الذين يشغلون مكانة مهمة جداً في حياته.

على سبيل المثال:

إذا قال له يوماً ما أحد أصدقائه من دون إعطاء أي تفسير:” لم أعد أرغب في أن أكون صديقك”، ستغضبون منه لأنه في نظركم “خان” طفلكم. فترون أنه من الحكمة أن توفروا الدعم لطفلكم عبر انتقاد ذلك الصديق:” لم تكن رفقته ممتعة في مطلق الأحوال”.

إنها حماقة بكل معنى الكلمة وأعترف بأنني ارتكبتها، لأن المشكلة لا تكمن في الشخص بل بالطريقة التي استخدمها ذلك الصديق لإنهاء الصداقة بينهما.
عند انتقادكم أصدقاء ابنكم المراهق، سيعتبر ذلك نقداً موجهاً إليه بصورة غير مباشرة.

تسعون إلى حل كافة مشاكل ابنك المراهق
Premium Freepik License

يفقد عندها ابنكم المراهق السيطرة على أعصابه، ويعتبر بأن تصرفكم نابع من انعدام الثقة، لكونكم تسعىون إلى حل كافة مشاكله ظناً منكم بأنه عاجز عن حلها بمفرده.

يحتاج ابنكم المراهق إلى الاحساس بأنكم تثقون به، ولا تشكون مطلقاً بقدرته على معالجة الأمور. وفي حال فشل في ذلك ولجأ إليكم طالباً المساعدة، اقترحوا عليه بعض الحلول، ولكن لا تفعلوا ذلك بدلاً منه.

إلى جانب ذلك، لا يرغب ابنكم المراهق في أن تقحموا نفسكم في مجاله الاجتماعي من دون أن تسألوه رأيه، كالتواصل مثلاً مع أحد أساتذته أو مدرب الرياضة. في حال كان لا بد من ذلك، تحدثوا أولاً معه في هذا الشأن.
تخيلوا بأن والدكم، والدتكم أو شريك حياتكم يتصل برب عملكم لحل إحدى مشاكلكم: إنه أسوأ كوابيسكم على الاطلاق.

تبوحون لأصدقائكم بسر أخبركم ابنكم المراهق به أو بخلافاتكم العائلية

إذا وثق ابنكم المراهق بكم وأطلعكم على معلومات مهمة وسرية، تعاملوا مع تلك المعلومات على هذا الأساس.
على سبيل المثال:

  • إذا كان مغرماً بالجارة، فهذا الأمر لا يعني صديقتكم المقربة؛
  • إذا فقد السيطرة على نفسه خلال شجار عائلي، لا جدوى من أخبار شقيقتكم بالأمر، عند حضورها لاصطحابكم من المحطة، على مسمع منه؛

قد يكون من الصعب تحديد الخط الفاصل بين البحث عن الدعم لدى الأصدقاء في ما خص حالة أسرية يتعذر عليكم إدارتها، والحاجة إلى الحفاظ على “سر” خاص بالعائلة، لا ينبغي أن يتسرب من خلال جدران المنزل.
إذا شعرتم بحاجة لاخبار صديقكم بمشاكلكم، لا داعي للتطرق إلى التفاصيل لتحظوا بدعمه، لاسيما وأن دور الصديق الرئيسي يتمثل في الاصغاء إليكم والتعاطف معكم.

تبالغون في القيل والقال أمام ابنكم المراهق
Premium Freepik License

من طبيعة البشر أن يتكلموا بالسوء عن بعضهم البعض، بثقة كبيرة بالنفس ومن دون التأكد من المصادر. لا يحبذ ابنكم المراهق هذا الأمر، ويعتبر تصرفكم بمثابة نقد للآخرين وحكماً عليهم، تصرف يصفه باللئيم.

تسألون ولدكم كيف أمضى نهاره فور دخوله المنزل

من الشائع بين الزوجين أن يسأل أحدهما الآخر عن الأحداث الذي جرت معه خلال النهار.
غير أن الأمر يختلف مع ابنكم المراهق، ليس لأنه يشعر بجوع شديد، ومن في مثل سنه لا يأكلون كثيراً في المقصف، بل لأنه على عجلة من أمره للاطلاع على الرسائل والاشعارات الواردة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإرسال الرسائل النصية إلى الأصدقاء الذين تركهم للتو.

من الممكن أن يفسر ابنكم المراهق هذا السؤال على أنه محاولة للاستعلام عما “إذا نال علامات جيدة اليوم”. هذا ما يمكن أن يفهمه، في حين أنكم لا تقصدون ذلك. كما وأنه يميل إلى الرد على السؤال بنتائجه المدرسية، لأنه لا يجد ما يقوله سوى ” لا شيء مهم! كالعادة”.
من جهتي، عندما يعود ابني المراهق إلى المنزل، أفضل أن ارحب به قائلة “مرحباً!” بنبرة مرحة، والانتظار ريثما يصبح جاهزاً للانخراط في الحديث.

الحالات المزاجية

ابنكم المراهق مضطرب لسبب معين ولكنه يحتفظ به لنفسه
بدلاً من الافصاح عن معاناته، سيلجأ ابنكم المراهق إلى ردود الفعل العنيفة لأن ذلك أسهل عليه.

ابنكم المراهق مكتئب

إذا استمرت نوبات غضب ابنكم المراهق لعدة أيام وتغيرت تصرفاته، من الممكن أنه يشعر بالضعف. عند الاصغاء إلى صوت غضبه، من الممكن الوصول إلى الشعور الذي يختبئ خلفه.

هل سبق أن واجهتم ضمن أسرتكم إحدى هذه المواقف التي تم ذكرها؟ لا تتردد في مشاركتها في التعليقات.

اقرأ أيضاً: نوبات غضب ولدكم المراهق : هل السبب في طريقة تصرف الأهل ؟ (1)

غضب المراهق : قد يكون هناك خلل في العلاقات العائلية ! (2)

اترك رد