الكلمتان اللتان تهدئان وجع الطفل
وجع الطفل:
كيف تتقبلون مشاعر الطفل وتتعاملون معها ؟
لا أعرف ما إذا كنتم مؤيدين، مثلي، لمبادئ التربية الإيجابية الراعية، الواعية، المرحة، المسلية وجميع الأساليب الاخرى التي تعلمنا التواصل مع طفلنا بشكل أفضل (وذلك من خلال الاحترام المتبادل، الثقة ، التعاون … وبالطبع الحب! ) حسنًا ، في كل مكان، يُقال إنه يجب علينا احترام وتقبل مشاعر الطفل. أي لا نكبتها، ولا نتجاهلها، أو لا نبالي لها.
حسناً. في معظم الوقت أوافق 100٪. ولكن.
عندما يؤذي طفل نفسه (ما اعنيه هي الاصابات البسيطة التي تحصل يومياً) فإنه يبكي ، يصرخ، يخترق طبلة أذنيك، ويسبب لك صداع القرن. لقد تفقدته للتو وتأكدت أنه بخير. إذا اهتممت بمشاعره، أومأت برأسك بلطف، وقلت: “هذا يؤلم”…. “هممم ، هممم”، فإنه يصرخ أكثر، تنهمر دموع كبيرة على خديه الممتلئتين، فترين كامل أسنانه ولوزتيه في صورة بانورامية كاملة. تبحثين بيأس عن زر إطفاء “الصوت”، الذي للأسف غير متوفر في الاصدار الاساسي. وأنا اطمئنكم انه غير متوفر بأي إصدار آخر .
باشري بتهدئة وجع الطفل
عندما تتحققين من الالم لا تتسببين بالمزيد من الوجع بل، على العكس، عليك تشجيع طفلك والتخفيف من المه بعبارات تبشره بأنه بخير وأن الألم سيختفي قريباً ( فالامهات عرافات كما تعرفون !)
“انها تؤلمك جداً الآن لكن في غضون دقيقتين ستكون بخير وهذا الالم سيختفي.” هذه العبارة تختلف جداً عن عبارة” هذا لا شيء ! إنه لا يؤلم، توقف عن نوباتك”
إن القول بأن الألم موجود وبعد فترة وجيزة سيختفي يكفي أحيانًا لتهدئة الصراخ. (وإلى جانب ذلك، إن هذا الكلام صحيح . فالالم دائمًا ينتهي بمرور الوقت، أليس كذلك؟)
أحيانًا أضيف: “هل تألمت أكثر او خفت أكثر ؟ ” استعمال صيغة الماضي هنا مقصود، فالألم قد مضى، وهدا يعزز من التنبؤ بالاختفاء (الأمهات لسن عرافات فقط، إنهن خبيثات أيضًا)
الكلمتان السحريتان لتهدئة وجع الطفل
عندما تكون طبلة أذنك على وشك االتمزق أو قلبك قد عانى أكثر من قدرته على الاحتمال (أو كلاهما في نفس الوقت)، فاعرفي أنه قد حان الوقت لنطق الكلمتين السحريتين (أو قبل ذلك ، فللصبر حدود ، أحيانًا…أو حتى غالبًا)
- أرني
- أرني كيف حصل ذلك؟ هل انزلقت على البلاط؟ أرني كيف؟
- هل ضربت رأسك؟ ارني أين؟
- من هذا الجانب؟ أرني كيف بالضبط؟
وها هو صغيرك،( وهذا المثال يصلح مع الاطفال الأكبر سناً أيضاً)، سينطلق في اكبر عملية استقصاء بوليسية والتي يمكن أن تؤدي إلى كدمات في الجهة الثانية. وانت ستكون التحري أو المفتش الذي يحلل السبب والكيفية التي حصل بها الحادث بنبرة خالية من اي لوم او ادانة او عاطفة .
أنت تعرف يا عزيزي أن البلاط سيكون زلقاً مثل حلبة التزلج على الجليد لأنك ترتدي جواربك. فمن الأفضل أن تتمسك بالكرسي عندما تمشي أو افعل اي شيء آخر لكي لا تنزلق.
- أو
إن القطة لا تحب أن ينزع أحد شعيرات شاربيها، فلا بد أنك تشعر بالأمر نفسه عندما أمشط شعرك في الصباح، هل رأيت ؟ - أو
أي توضيح آخر تعتقد أنه سيساعد طفلك على فهم مصدر الألم وكيفية تجنبه في المرة القادمة.
سحر هاتين الكلمتين هو أن تجميع الوقائع من قبل الطفل معاً لسردها يتطلب تركيزاً كبيراً منه وغالباً لا يترك مجالًا للتعبير عن الألم، فيختفي فجأة، كأنه اختفى بسحر ساحر.
إذا كان طفلك صغيرًا جدًا، فيمكنك تقليد ما حدث (تقفين على الاطراف الأربعة) وتطلبين منه التحقق من صحة أو عدم صحة الإيماءات والحركات التي تقومين بها لتمثيل طريقة السقوط أو الاصطدام.
وتجنبي، قدر الإمكان، تعليقات مثل: “أنت حقًا أخرق” ،”أنت لا تنتبه أبدًا!” ، “لديك دائمًا أشياء لتفعلها” ، “لا تكن دلوعاً!” أو اي عبارات اخرى مشابهة . فقد تؤدي هذه العبارات إلى إفساد فائدة هذه التجربة، والتي هي ارشادية ووقائية. الى جانب ذلك ، من المضحك أن تلعبي دور التحري.