كيف تساعدون طفلكم الصغير على التحدث مع الكبار ؟

0

طفلك الصغير يجيد الكلام، ولكنه يبقى صامتاً أمام شخص لا يعرفه جيداً أو لا يعرفه بتاتاً! ربما كان الأمر طبيعياً، ولكن بإمكانك مساعدته للتعبير عن نفسه.

احترام إيقاع الطفل

يشعر الأطفال، تماماً مثل الأشخاص البالغين، براحة أكبر عند التحدث مع أشخاص يعرفونهم جيداً. ومن الطبيعي، في ظل تجاربهم التفاعلية المحدودة، أن يتسمروا عندما يوجه شخص غريب الكلام إليهم. إن امتناع الطفل عن الكلام أمام شخص لا يعرفه جيداً لا يعني بالضرورة أنه منزعج. فمعظم الأطفال يحتاجون إلى وقت طويل نسبياً للتعوّد على أشخاص جدد. في مطلق الأحوال، من الجيد احترام إيقاع الطفل؛ ولا داعي للقلق أبداً طالما أن الطفل لا يلتزم الصمت كلياً في موقف معين لأكثر من شهر (مثلاً: لا يتكلم أبداً في الحضانة).

freepiik.com
كيف يمكن مساعدة الطفل على التعبير عن نفسه؟

ما إن يصبح طفلك قادراً على التعبير عما يريده بالحركات أو بالكلمات، لا تترددي بوضعه في مواقف حيث عليه التعبير عن حاجاته لأشخاص بالغين آخرين. يمكنك على سبيل المثال حثه على طلب شيء ما من عمه أو خالته، بحيث سيتمكن، من خلال التكرار، من اكتساب المزيد من الثقة بقدراته فيصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة إليه. وسيحتفظ طفلك أيضاً بذكرى تفاعل إيجابي مع بالغ آخر سواك، ذكرى ستشجعه على معاودة الكرة.
عندما تشجعين طفلك على الكلام مع شخص بالغ، سيدرك بأنك موجودة لدعمه عند الضرورة. في ما يلي بعض الطرق التي بامكانك اللجوء إليها إذا ما لزم طفلك الصمت بعد توجيه تعليق أو سؤال إليه:

  • اقترحي عليه عدة إجابات (مثلا: “ما هو الحيوان المفضل لديك: الكلب أم الهر؟”)؛
  • ابدأي الجملة بدلاً عنه (مثلاً: ” هذا الصباح، ذهبنا … “)؛
  • ابدأي الكلمة بدلاً عنه (مثلاً:” سألتك عن عمرك! عمرك س..س…” إذا كان عمره سنتين).

سيدرك الطفل عندها بأنك بجانبه وأن بإمكانه التعبير عن نفسه من دون خوف. ولن يكون مضطراً للكلام كثيراً، ما يسهل عليه الأمر. وإذا بقي يواجه صعوبة على هذا الصعيد، اقترحي عليه جملة تتوافق مع مستوى قدرته على الاجابة. على سبيل المثال: “يمكنك أن تقول “كلا” أو يمكنك أن تقول “عمري 3 سنوات”.

Premium Freepik License
يأبى الكلام على الرغم من دعمك

إذا بقي طفلك صامتاً على الرغم من الدعم الذي توفرينه له، من المهم بمكان أن تحترمي خياره بعدم الكلام، كي يحتفظ بذكرى إيجابية عن هذا التواصل، حتى في حال تعذر عليه الكلام.
ولا داعي لتبرير تصرفه بالقول إنه “منزعج”، لأن طفلك قد يحفظ هذه السمة في رأسه وينتهي الأمر به بالتفكير فيها. في المقابل، عليك أن تثني على جهوده، حتى وإن اكتفى بالابتسام (مثلاً: ” أظنك تتساءل من يكون، صح؟”، “أشعر وكأنك ترغب في الكلام معه”).

عندما يتخذ طفلك المبادرة من تلقاء نفسه ويتكلم مع أحدهم (مثلاً: مدرسة جديدة، طبيب، صديق للأسرة)، ابقي بقربه لتشجيعه على مواصلة الحديث. يمكنك مثلاً أن تعرضي أو تتكلمي مع هذا الشخص عن اشياء تثير اهتمام طفلك (مثلاً: حيوانه الأليف، سياراته الصغيرة..). ما يمكن أن يعزز رغبة طفلك الصغير في أن يحذو حذوك.

باختصار:

من الطبيعي أن يحتاج الطفل إلى القليل من الوقت ليشعر بالراحة ويتمكن من الكلام مع شخص لا يعرفه كثيراً أو لا يعرفه ابداً.

شجعي طفلك على التحدث مع أشخاص لا يعرفهم كثيراً. إذا رفض طفلك الكلام، لا ترغميه على فعل ذلك.

اترك رد